ونشرت المصادر تقريرها بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها رئيس الحكومة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، نهاية شهر يونيو، مشيرًا فيها إلى أن المسلحين في المنطقة الغربية هم في مقام واحد مع الأجهزة الأمنية والجيش، قائلًا: "هم أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الغازي ومن الذين يريدون تخريب ليبيا"، مضيفًا: "الفصائل المسلحة بدأت تتدرب على السلاح والتعامل مع المواطنين في الشرطة والجيش، ونحن صبورون عليهم لأنهم من أبنائنا ولا يمكن التخلي عنهم، فهم قد تمّ بناؤهم في البداية على أساس مسلح لكن اليوم أصبحوا جزءا مهما من أمن ليبيا".
ولفتت المصادر أن الدبيبة بهذه التصريحات نفى جميع الإشاعات التي كانت منتشرة حولة خطة واشنطن لتوحيد صف الجماعات المسلحة في المنطقة الغربية لليبيا، وحوّلها إلى حقيقة وواقع سياسي وعسكري على جميع الأطراف السياسية في المشهد الليبي.
ليتبعها رصد وسائل الإعلام، جون بوزارث، نائب مدير علميات أفريقيا في شركة "Amentum" الأمنية الأمريكية، الشركة التي تعد ثاني أكبر مقاول في قطاع الدفاع في أمريكا برفقة مستشارين في طرابلس.
وفي هذا الصدد، أشارت مصادر صحفية إلى زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الأخيرة إلى طرابلس، والتي أوصل خلالها رسالة خطية من رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، والتي انتهت بلقاء جمع الوزير الجزائري برئيس حكومة الدبيبة، ناقش خلاله الطرفين الخطط الأمنية المتعلقة بالتشكيلات المسلحة في الغرب الليبي.
ولفتت مصادر مقربة من الحكومة في طرابلس، أن الدبيبة أكد لعطاف خلال لقائهما بأن خطته الأمنية لن تشكل تهديدًا على الجانب الجزائري، طالما شدد الجانب الجزائري الأمن على حدوده الشرقية مع ليبيا، وذلك لمنع أي عمليات "تمرد" و"هروب" من جانب التشكيلات المسلحة الرافضة لخطته الأمنية إلى الداخل الجزائري.
وأضافت المصادر أن التحالف الأمني للتشكيلات المسلحة سيتكون بشكل رئيسي من اللواء 444 وقوة الردع وكتائب محمد بحرون الملقب بالفار وكتيبة فرسان جنزور، وسيتم دعمها بشكل كامل بالمال والسلاح والبنية التحتية اللازمة لتأمين مواقعهم وقدراتهم العسكرية.
ويشار إلى أن شركة "Amentum" كانت قد استلمت مشروعًا نهاية شهر ديسمبر 2023، من وزارة الخارجية الامريكية، بميزانية ضخمة لتوفير عمليات تدريب وتطوير في جمهورية بنين، بالإضافة إلى توفيرها مشروعات هندسية وإدارة البناء في مواقع متعددة في جميع أنحاء الصومال ولا شك بأن تواجد مستشاريها في طرابلس في الآونة الأخيرة ليس إلا دليلًا على أن الغرب الليبي هو أيضًا جزء من مشروعها في القارة السمراء.