تحدث أن لبنان يعمل على حل دبلوماسي للوضع في جنوب البلاد، وربما يرتبط تنفيذ هذا الحل بوقف العدوان على غزة، وأن المطلوب هو إحياء اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الوضع في جنوب لبنان إلى ما قبل عام 1967؛ بحيث يتم تحرير كل أراضي لبنان المحتلة بما فيها مزارع شبعا التابعة للبنان من جديد وتصبح تحت حكم الحكومة اللبنانية، وسيصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت هذا الأسبوع وسيتحدث معه المسؤولون اللبنانيون في كل هذه القضايا، وذلك في وقت يشكل فيه حزب الله سدا بوجه الجرائم الإسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.
حزب الله وصون المصالح اللبنانية
إن لبنان منذ 7 أكتوبر 2023 (اليوم الأول لمعركة اقتحام الأقصى) يبحث عن الاستقرار الدائم والمستمر، لكن في المقابل حذر بعض الممثلين الدوليين من بدء الحرب والدمار على لبنان وكرروا هذا الموقف مرات عديدة، وسؤالهم هل أنتم مع الخراب والدمار في لبنان؟ فهل ما يحدث في غزة اليوم مقبول؟، ولقد أعلنت بيروت استعدادها للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان والالتزام بالقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، لكن القضية الأساسية الآن هي إعادة وضع جنوب لبنان إلى ما قبل عام 1967 وتحرير المناطق المحتلة، وإنهم يعملون على إيجاد حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، وربما يرتبط تنفيذ هذا الحل بوقف العدوان على غزة.
ومع التأكيد على وجوب أن تنسحب "إسرائيل" من جميع المناطق المحتلة في لبنان، أشار رئيس حكومة تقدم الشؤون اللبنانية إلى أنه صدرت مؤخرا تهديدات ضد لبنان مفادها ضرورة انسحاب حزب الله من المناطق الجنوبية شمال نهر الليطاني، ولكن بيروت تؤكد على أن هذه المسألة هي جزء من النقاش الذي يشمل انسحاب "إسرائيل" الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وكذلك الوقف الكامل لعدوان هذا الكيان على بلادهم وإنهاء انتهاك سيادة لبنان، وأثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها "جوزيف بوريل" مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى بيروت، تحدث بوريل مع السلطات اللبنانية حول ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع انتشار الحرب، و أكد المسؤولون اللبنانيون ذلك من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى التواصل مع المجتمع الدولي حول ذلك.
ومرارا، أكّد رئيس الوزراء اللبناني أن حزب الله ليس له هدف آخر سوى حماية مصالح لبنان، ووفقاً للقرار 1701، يجب على الجيش اللبناني واليونيفيل (ما تسمى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في لبنان) أن يتعاونا مع بعضهما البعض، قائلاً: "نحن على استعداد للتعاون؛ على أن نحصل على الضمانات اللازمة بشأن الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي"، لكن على المجتمع الدولي مسؤولية وقف العدوان الإسرائيلي مع التأكيد أن اللبنانيين يريدون السلام والاستقرار وحقوق لبنان الكاملة، وعن الملف الرئاسي في البلاد، والذي ليس هناك أفق واضح لحله حتى بعد دخول 2024، حدثت بعض التحركات الدولية لتفعيل هذه القضية، لكن حاليا الوضع الإقليمي له الأولوية على أي ملف آخر، وإذا الحرب إذا استمرت على هذا المنوال، لا يعتقد أنه سيكون هناك أي تقدم في ملف الرئاسة اللبنانية، وخاصة أن اللجنة الخماسية والأطراف الدولية اتخذت خطوات لتفعيل ملف الرئاسة اللبنانية.
الكيان يقع في فخ حزب الله
قبل أيام، واستجابة للطلبات الغربية لمنع انتشار الحرب في جنوب لبنان، قال ميقاتي إن الضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب على غزة ووقف إطلاق النار في هذه المنطقة هو ضرورة ملحة؛ لأن استمرار هذه الاعتداءات سيدخل المنطقة في صراعات جديدة وخطيرة لا يعلم أحد عواقبها، وندعو جميع الدول المعنية إلى الضغط على النظام الصهيوني لوقف عدوانه، كما نحذر من قيام القادة السياسيين لنظام الاحتلال بتصدير إخفاقاتهم في غزة إلى الحدود الجنوبية للبنان لفرض حقائق وقواعد صراع جديدة، ما يعني أن "إسرائيل" وقعت الآن في فخ المقاومة اللبنانية، وحزب الله يزيد باستمرار نطاق هجماته وستكون له اليد العليا في حرب واسعة النطاق ضد الكيان.
وبما أن نظام القبة الحديدية التابع للنظام غير قادر على اعتراض صواريخ حزب الله بعيدة المدى التي استهدفت قاعدة المارون المهمة، وفي حال حدوث هجوم كبير- حرب واسعة النطاق لحزب الله اليد العليا، حيث إن حزب الله تجاوز مستوى استعداد "إسرائيل" لتلقي ضربة، ووسع نطاق هجماته ليشمل الهجوم على قاعدة المراقبة الجوية الإسرائيلية، ويجب أن نلاحظ أنه حتى في حرب واسعة النطاق، سيكون لحزب الله اليد العليا في تنفيذ هجمات بعيدة المدى، إما رداً على اغتيال صالح العاروري أو لأسباب أخرى، ويعترف الإسرائيليون بالقول : "نحن الآن في فخ، لأن "إسرائيل" تقود الحرب بطريقة مسيطر عليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن حزب الله يزيد باستمرار نطاق هجماته".
واليوم نشهد حرباً على الجبهة الشمالية لفلسطين، وقد توصل السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إلى أنه قوي لدرجة أنه يستطيع أن يقود "إسرائيل" إلى فخ مميت ودائماً له اليد العليا، وقد أكد نصر الله مراراً وتكراراً أنه يعلم أن "إسرائيل" لا تسعى إلى الحرب؛ لأنها تخاف من الحزب، والدليل ما ذكره نوعم أمير، محلل الشؤون العسكرية في القناة 14 الصهيونية، وفي السياق نفسه حول أن الجيش الإسرائيلي يحاول إخفاء الأضرار التي لحقت بقاعدة المارون الاستراتيجية بعد هجوم حزب الله، وقد أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، أنها استهدفت إحدى القاعدتين العسكريتين الرئيسيتين للكيان الصهيوني، المسماة "مارون"، الواقعة في جبل "الجرمق"، بأكثر من 60 صاروخا من مختلف الأنواع، ويعتبر هذا الجبل المرتفع أهم مركز استراتيجي للنظام الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهو مركز القيادة الأمنية والعسكرية الرئيسية لهذا النظام في الجبهة الشمالية، وخاصة في الحرب الحالية مع المقاومة.
وحسب بيان حزب الله، فإن قاعدة المراقبة الجوية "مارون" تقع على قمة جبل المرق شمال فلسطين المحتلة، وهو أعلى جبل في فلسطين المحتلة، وتعتبر هذه القاعدة مركز المراقبة والإدارة الجوي الوحيد في فلسطين المحتلة ولا يوجد بديل رئيسي لها، وتعد هذه القاعدة إحدى القاعدتين الرئيسيتين في كامل الأراضي المحتلة، وتتصدر قضية حزب الله اللبناني العناوين في الإعلام الإسرائيلي، حيث يركز الحديث بشكل كبير على الصواريخ التي يمتلكها الحزب، ما يثير القلق الرسمي والأمني والعسكري في "إسرائيل"، ويجب على الجميع أن يتذكر أن النجاح في الحروب لا يعتمد فقط على التفوق التكنولوجي، بل يتطلب أيضًا روحًا قتالية واستعدادًا، وتجربة مزارعي الأرز في فيتنام الذين تغلبوا على الولايات المتحدة رغم تفوقها التكنولوجي أكبر دليل.
ولا شك أن القوات الإسرائيلية غير مستعدة لمواجهة تحديات متعددة، لأن "إسرائيل" تشهد تراجعًا في هذا السياق، والهجوم الأخير على قطاع غزة فشل في التصدي للصواريخ الصادرة عن الحزب والمقاومة، وإن زيادة الإطلاقات الصاروخية على فلسطين المحتلة، هي استراتيجية المقاومة في تعطيل الحياة اليومية للإسرائيليين، وخاصة أن "إسرائيل" تفقد رؤيتها الاستراتيجية نتيجة للأحداث الأخيرة، مع عدم استعدادها للتحديات القادمة، وحماس أصبحت تُعتبر فرعًا فلسطينيًا لحزب الله، ما يجعلها تشكل تهديدًا خطيرًا وستظهر ذلك في المستقبل بناءً على وجهة نظر الإسرائيلية.
وحزب الله ككيان غير حكومي مسلح يُعَدُّ الأكثر تسليحًا في العالم، وخاصة في ما يتعلق بالصواريخ والدفاع، مع العلاقات الوثيقة بين حزب الله ومحور المقاومة، ويبرز التحديات التي تواجه "إسرائيل" مع استمرار إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات الفلسطينية، ما يعزز القلق الإسرائيلي ويطرح تساؤلات حول استراتيجيتها المستقبلية، ما يعني أهمية وقف المواجهة مع حزب الله على الجبهة الشمالية قبل أن تتحول إلى صراع إقليمي، واحتمالية سقوط خمسة آلاف قذيفة وصاروخ من قبل حزب الله على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التأكيد على نتائج هذا العدد على نتنياهو وحكومته.
وخطورة ترسانة صواريخ حزب الله التي تشمل ما يقرب من 130 ألف صاروخ، وهذا ما يبرر القلق الإسرائيلي غير مسبوق بشأن تلك الصواريخ وتحذيراتها من أن الموجة الأولى يوم الحرب ستكون أكبر من إطلاق حزب الله خلال حرب لبنان الثانية في 2006، ويستعرض التاريخ تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حيث أشار إلى هدف الصواريخ في ردع "إسرائيل" عن استهداف المدنيين اللبنانيين، ما يثير قلقًا إسرائيليًا حيال إمكانية حدوث خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين في حال تصاعد التوتر وجعل حكومة نتنياهو في خبر كان.
وإن استراتيجية حزب الله المزمعة لاستخدام القصف الإسرائيلي كغطاء لهجوم قوات النخبة "الرضوان"، هذه القوات، التي تتألف من حوالي 10 آلاف عنصر، تعد قوات كوماندوز مدربة بشكل جيد ومجهزة بأسلحة فتاكة، ومن المتوقع أن تقوم بعبور الحدود بهدف السيطرة على المستوطنات الإسرائيلية في الشمال، لتلي ذلك مرحلة المفاوضات، مع القلق الإسرائيلي حيال استعداد من سيدافع عن المستوطنات في حال وصول قوات "الرضوان" إليها، حيث يُشير إلى نقص الاحتياطات وتحفظ الجيش الإسرائيلي عن الدفاع عن تلك المناطق، ما يترك المستوطنات الشمالية التي هجرها مستوطنوها كاملة بيد الحزب.
خلاصة كل ذلك، إن تحديات "إسرائيل" في مواجهة إطلاق الصواريخ من لبنان، حيث لا يمكن للكيان التخفيف من تأثير هذه الهجمات، ويؤدي إلى شلل نصف الكيان خلال بداية أي جولة من القتال، ويُعرض المخاطر المتزايدة في حالة نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، وكيان "إسرائيل" قد يجد نفسه عرضة للخطر بشكل هائل في مواجهة النيران القادمة من قبل المقاومين، واستمرار هذا الصراع نتيجة للتصعيد المستمر في سعي المقاومة لتحقيق التحرير واستعادة الأراضي المحتلة، وإن قدرة "إسرائيل" العسكرية لا تكفي للتغلب على إصرار المقاومين، ويبرز أن "إسرائيل" على الرغم من تقدمها العسكري، تظل ككيان استعماري، وفي حال قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ هجوم على حزب الله يجب أن تكون الحكومة الإسرائيلية على علم بتبعات هذا القرار، لأن رد المقاومة سيؤدي إلى دمار هائل على كل المستويات في فلسطين المحتلة، وهذا السيناريو يمكن أن يكون نهاية لهم.جنوب وردود المقاومة على عدوان الكيان الصهيوني، تحدث أن لبنان يعمل على حل دبلوماسي للوضع في جنوب البلاد، وربما يرتبط تنفيذ هذا الحل بوقف العدوان على غزة، وأن المطلوب هو إحياء اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الوضع في جنوب لبنان إلى ما قبل عام 1967؛ بحيث يتم تحرير كل أراضي لبنان المحتلة بما فيها مزارع شبعا التابعة للبنان من جديد وتصبح تحت حكم الحكومة اللبنانية، وسيصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت هذا الأسبوع وسيتحدث معه المسؤولون اللبنانيون في كل هذه القضايا، وذلك في وقت يشكل فيه حزب الله سدا بوجه الجرائم الإسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.
حزب الله وصون المصالح اللبنانية
إن لبنان منذ 7 أكتوبر 2023 (اليوم الأول لمعركة اقتحام الأقصى) يبحث عن الاستقرار الدائم والمستمر، لكن في المقابل حذر بعض الممثلين الدوليين من بدء الحرب والدمار على لبنان وكرروا هذا الموقف مرات عديدة، وسؤالهم هل أنتم مع الخراب والدمار في لبنان؟ فهل ما يحدث في غزة اليوم مقبول؟، ولقد أعلنت بيروت استعدادها للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان والالتزام بالقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، لكن القضية الأساسية الآن هي إعادة وضع جنوب لبنان إلى ما قبل عام 1967 وتحرير المناطق المحتلة، وإنهم يعملون على إيجاد حل دبلوماسي للوضع في الجنوب، وربما يرتبط تنفيذ هذا الحل بوقف العدوان على غزة.
ومع التأكيد على وجوب أن تنسحب "إسرائيل" من جميع المناطق المحتلة في لبنان، أشار رئيس حكومة تقدم الشؤون اللبنانية إلى أنه صدرت مؤخرا تهديدات ضد لبنان مفادها ضرورة انسحاب حزب الله من المناطق الجنوبية شمال نهر الليطاني، ولكن بيروت تؤكد على أن هذه المسألة هي جزء من النقاش الذي يشمل انسحاب "إسرائيل" الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وكذلك الوقف الكامل لعدوان هذا الكيان على بلادهم وإنهاء انتهاك سيادة لبنان، وأثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها "جوزيف بوريل" مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى بيروت، تحدث بوريل مع السلطات اللبنانية حول ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع انتشار الحرب، و أكد المسؤولون اللبنانيون ذلك من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة بالإضافة إلى التواصل مع المجتمع الدولي حول ذلك.
ومرارا، أكّد رئيس الوزراء اللبناني أن حزب الله ليس له هدف آخر سوى حماية مصالح لبنان، ووفقاً للقرار 1701، يجب على الجيش اللبناني واليونيفيل (ما تسمى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في لبنان) أن يتعاونا مع بعضهما البعض، قائلاً: "نحن على استعداد للتعاون؛ على أن نحصل على الضمانات اللازمة بشأن الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي"، لكن على المجتمع الدولي مسؤولية وقف العدوان الإسرائيلي مع التأكيد أن اللبنانيين يريدون السلام والاستقرار وحقوق لبنان الكاملة، وعن الملف الرئاسي في البلاد، والذي ليس هناك أفق واضح لحله حتى بعد دخول 2024، حدثت بعض التحركات الدولية لتفعيل هذه القضية، لكن حاليا الوضع الإقليمي له الأولوية على أي ملف آخر، وإذا الحرب إذا استمرت على هذا المنوال، لا يعتقد أنه سيكون هناك أي تقدم في ملف الرئاسة اللبنانية، وخاصة أن اللجنة الخماسية والأطراف الدولية اتخذت خطوات لتفعيل ملف الرئاسة اللبنانية.
الكيان يقع في فخ حزب الله
قبل أيام، واستجابة للطلبات الغربية لمنع انتشار الحرب في جنوب لبنان، قال ميقاتي إن الضغط على "إسرائيل" لوقف الحرب على غزة ووقف إطلاق النار في هذه المنطقة هو ضرورة ملحة؛ لأن استمرار هذه الاعتداءات سيدخل المنطقة في صراعات جديدة وخطيرة لا يعلم أحد عواقبها، وندعو جميع الدول المعنية إلى الضغط على النظام الصهيوني لوقف عدوانه، كما نحذر من قيام القادة السياسيين لنظام الاحتلال بتصدير إخفاقاتهم في غزة إلى الحدود الجنوبية للبنان لفرض حقائق وقواعد صراع جديدة، ما يعني أن "إسرائيل" وقعت الآن في فخ المقاومة اللبنانية، وحزب الله يزيد باستمرار نطاق هجماته وستكون له اليد العليا في حرب واسعة النطاق ضد الكيان.
وبما أن نظام القبة الحديدية التابع للنظام غير قادر على اعتراض صواريخ حزب الله بعيدة المدى التي استهدفت قاعدة المارون المهمة، وفي حال حدوث هجوم كبير- حرب واسعة النطاق لحزب الله اليد العليا، حيث إن حزب الله تجاوز مستوى استعداد "إسرائيل" لتلقي ضربة، ووسع نطاق هجماته ليشمل الهجوم على قاعدة المراقبة الجوية الإسرائيلية، ويجب أن نلاحظ أنه حتى في حرب واسعة النطاق، سيكون لحزب الله اليد العليا في تنفيذ هجمات بعيدة المدى، إما رداً على اغتيال صالح العاروري أو لأسباب أخرى، ويعترف الإسرائيليون بالقول : "نحن الآن في فخ، لأن "إسرائيل" تقود الحرب بطريقة مسيطر عليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن حزب الله يزيد باستمرار نطاق هجماته".
واليوم نشهد حرباً على الجبهة الشمالية لفلسطين، وقد توصل السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إلى أنه قوي لدرجة أنه يستطيع أن يقود "إسرائيل" إلى فخ مميت ودائماً له اليد العليا، وقد أكد نصر الله مراراً وتكراراً أنه يعلم أن "إسرائيل" لا تسعى إلى الحرب؛ لأنها تخاف من الحزب، والدليل ما ذكره نوعم أمير، محلل الشؤون العسكرية في القناة 14 الصهيونية، وفي السياق نفسه حول أن الجيش الإسرائيلي يحاول إخفاء الأضرار التي لحقت بقاعدة المارون الاستراتيجية بعد هجوم حزب الله، وقد أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، أنها استهدفت إحدى القاعدتين العسكريتين الرئيسيتين للكيان الصهيوني، المسماة "مارون"، الواقعة في جبل "الجرمق"، بأكثر من 60 صاروخا من مختلف الأنواع، ويعتبر هذا الجبل المرتفع أهم مركز استراتيجي للنظام الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهو مركز القيادة الأمنية والعسكرية الرئيسية لهذا النظام في الجبهة الشمالية، وخاصة في الحرب الحالية مع المقاومة.
وحسب بيان حزب الله، فإن قاعدة المراقبة الجوية "مارون" تقع على قمة جبل المرق شمال فلسطين المحتلة، وهو أعلى جبل في فلسطين المحتلة، وتعتبر هذه القاعدة مركز المراقبة والإدارة الجوي الوحيد في فلسطين المحتلة ولا يوجد بديل رئيسي لها، وتعد هذه القاعدة إحدى القاعدتين الرئيسيتين في كامل الأراضي المحتلة، وتتصدر قضية حزب الله اللبناني العناوين في الإعلام الإسرائيلي، حيث يركز الحديث بشكل كبير على الصواريخ التي يمتلكها الحزب، ما يثير القلق الرسمي والأمني والعسكري في "إسرائيل"، ويجب على الجميع أن يتذكر أن النجاح في الحروب لا يعتمد فقط على التفوق التكنولوجي، بل يتطلب أيضًا روحًا قتالية واستعدادًا، وتجربة مزارعي الأرز في فيتنام الذين تغلبوا على الولايات المتحدة رغم تفوقها التكنولوجي أكبر دليل.
ولا شك أن القوات الإسرائيلية غير مستعدة لمواجهة تحديات متعددة، لأن "إسرائيل" تشهد تراجعًا في هذا السياق، والهجوم الأخير على قطاع غزة فشل في التصدي للصواريخ الصادرة عن الحزب والمقاومة، وإن زيادة الإطلاقات الصاروخية على فلسطين المحتلة، هي استراتيجية المقاومة في تعطيل الحياة اليومية للإسرائيليين، وخاصة أن "إسرائيل" تفقد رؤيتها الاستراتيجية نتيجة للأحداث الأخيرة، مع عدم استعدادها للتحديات القادمة، وحماس أصبحت تُعتبر فرعًا فلسطينيًا لحزب الله، ما يجعلها تشكل تهديدًا خطيرًا وستظهر ذلك في المستقبل بناءً على وجهة نظر الإسرائيلية.
وحزب الله ككيان غير حكومي مسلح يُعَدُّ الأكثر تسليحًا في العالم، وخاصة في ما يتعلق بالصواريخ والدفاع، مع العلاقات الوثيقة بين حزب الله ومحور المقاومة، ويبرز التحديات التي تواجه "إسرائيل" مع استمرار إطلاق الصواريخ من قبل الجماعات الفلسطينية، ما يعزز القلق الإسرائيلي ويطرح تساؤلات حول استراتيجيتها المستقبلية، ما يعني أهمية وقف المواجهة مع حزب الله على الجبهة الشمالية قبل أن تتحول إلى صراع إقليمي، واحتمالية سقوط خمسة آلاف قذيفة وصاروخ من قبل حزب الله على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التأكيد على نتائج هذا العدد على نتنياهو وحكومته.
وخطورة ترسانة صواريخ حزب الله التي تشمل ما يقرب من 130 ألف صاروخ، وهذا ما يبرر القلق الإسرائيلي غير مسبوق بشأن تلك الصواريخ وتحذيراتها من أن الموجة الأولى يوم الحرب ستكون أكبر من إطلاق حزب الله خلال حرب لبنان الثانية في 2006، ويستعرض التاريخ تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حيث أشار إلى هدف الصواريخ في ردع "إسرائيل" عن استهداف المدنيين اللبنانيين، ما يثير قلقًا إسرائيليًا حيال إمكانية حدوث خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين في حال تصاعد التوتر وجعل حكومة نتنياهو في خبر كان.
وإن استراتيجية حزب الله المزمعة لاستخدام القصف الإسرائيلي كغطاء لهجوم قوات النخبة "الرضوان"، هذه القوات، التي تتألف من حوالي 10 آلاف عنصر، تعد قوات كوماندوز مدربة بشكل جيد ومجهزة بأسلحة فتاكة، ومن المتوقع أن تقوم بعبور الحدود بهدف السيطرة على المستوطنات الإسرائيلية في الشمال، لتلي ذلك مرحلة المفاوضات، مع القلق الإسرائيلي حيال استعداد من سيدافع عن المستوطنات في حال وصول قوات "الرضوان" إليها، حيث يُشير إلى نقص الاحتياطات وتحفظ الجيش الإسرائيلي عن الدفاع عن تلك المناطق، ما يترك المستوطنات الشمالية التي هجرها مستوطنوها كاملة بيد الحزب.
خلاصة كل ذلك، إن تحديات "إسرائيل" في مواجهة إطلاق الصواريخ من لبنان، حيث لا يمكن للكيان التخفيف من تأثير هذه الهجمات، ويؤدي إلى شلل نصف الكيان خلال بداية أي جولة من القتال، ويُعرض المخاطر المتزايدة في حالة نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، وكيان "إسرائيل" قد يجد نفسه عرضة للخطر بشكل هائل في مواجهة النيران القادمة من قبل المقاومين، واستمرار هذا الصراع نتيجة للتصعيد المستمر في سعي المقاومة لتحقيق التحرير واستعادة الأراضي المحتلة، وإن قدرة "إسرائيل" العسكرية لا تكفي للتغلب على إصرار المقاومين، ويبرز أن "إسرائيل" على الرغم من تقدمها العسكري، تظل ككيان استعماري، وفي حال قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ هجوم على حزب الله يجب أن تكون الحكومة الإسرائيلية على علم بتبعات هذا القرار، لأن رد المقاومة سيؤدي إلى دمار هائل على كل المستويات في فلسطين المحتلة، وهذا السيناريو يمكن أن يكون نهاية لهم.