0
الأربعاء 10 كانون الثاني 2024 ساعة 09:58

‘‘الكيان الإسرائيلي‘‘ والمعلومات المضللة حول السنوار

‘‘الكيان الإسرائيلي‘‘ والمعلومات المضللة حول السنوار
أدلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، حيث أكد أن قادة حركة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار، لا يزالون في مدينة غزة أو في الأنفاق تحت الأرض، معربًا عن ثقته في الوصول إليهم في وقت لاحق، كما صرّح مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية خلال ديسمبر الماضي بتفاؤله بشأن المستقبل المحتمل لزعيم المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة والذي لقن تل أبيب وداعميها درسا تاريخيا، مشيرًا إلى أن الأيام المتبقية له قد أصبحت معدودة، في وقت برز فيه يحيى السنوار كبطل ومحرر وقف بوجه جحافل العدو وأسلحته المتطورة ليقول هذه أرضنا ومن غيرنا له الحق في الوجود هنا.

إنجازات إسرائيلية وهمية

تعد قضية الأسرى أحد التحديات الحساسة في إطار الصراع المستمر في قطاع غزة، حيث فشلت الجهود السابقة في التوصل إلى اتفاق هدنة جديد يمكن أن يؤدي إلى تحرير المزيد من الأسرى، وذلك في إطار صفقة تبادل تتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية،  وفي محاولة لتسريع عملياتها العسكرية، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتحريك اللواء السابع في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، يأتي هذا الإجراء في إطار الجهود الرامية لتحقيق الأهداف المعلنة من قبل الجيش، والتي تشمل السعي للوصول إلى القائد البارز لحركة حماس، يحيى السنوار، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وتعمل تل أبيب، التي تدير 7 ألوية في جيش الاحتلال، على تحقيق أهدافها وتنفيذ مهمتها الرئيسية في الوصول إلى السنوار، ويأتي هذا في سياق اعتقاد الجيش بأن السنوار كان وراء هجمات أكتوبر الماضي وعملية "طوفان الأقصى"، كما أن الجيش الإسرائيلي يركز جهوده في منطقة خان يونس، سواء على سطح الأرض أو في الأعماق، بهدف الوصول إلى "السنوار" وقادة آخرين في فصائل فلسطينية، الذين يُعتبرون من قبل "إسرائيل" بمثابة تهديد مباشر وقد فضحوا الدور الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، ولواء خان يونس، بقيادة محمد السنوار، شقيق القائد يحيى السنوار، استعد للمواجهة المحتملة مع القوات الإسرائيلية، ويتبع هذا اللواء ضمن أولويات الفصائل الفلسطينية ويضم 6 كتائب قتالية، منها كتيبة النخبة، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن "السنوار" يتواجد في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث انتقل مختبئًا في قافلة إنسانية من شمال غزة إلى جنوبها في ظل استمرار القصف الإسرائيلي.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تعززت العمليات ضمن اللواء السابع من جيش الاحتلال في جنوب قطاع غزة، حيث قامت القوات بمداهمة المقر العسكري لإحدى الفصائل الفلسطينية في وسط مدينة خان يونس، وسابقًا، ادعت القوات الإسرائيلية تدمير شقة تعود ليحيى السنوار، زاعمة وجود نفق استراتيجي تحت الشقة يمتد لمسافة تصل إلى 218 مترًا وبعمق 20 مترًا في الأرض، وفقًا لفيديو تم تداوله عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويُعرف اللواء كوحدة عسكرية تتألف من 2 إلى 5 كتائب، وتتكون قوتها من حوالي 3 إلى 5 آلاف مقاتل، غالبًا ما يكون قائدها ضابطًا ذا رتبة عميد أو لواء، وأخيرًا، ردت حركة حماس على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووصفتها بأنها "فارغة المضمون"، مؤكدة أن التهديدات بالاقتراب من قتل قادة المقاومة في غزة تعتبر تهديدًا فارغ المضمون يهدف إلى الترويج لإنجازات وهمية.

فشل إسرائيلي متزايد

يتجلى فشل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تحقيق أهدافه في العدوان على قطاع غزة، باستثناء ارتكاب جرائم قتل ضد المدنيين وتدمير المنشآت المدنية، قالت حركة حماس إن "يحيى السنوار" يواجه حاليًا آثار القصف الإسرائيلي، وأكدت أن تصريحات غالانت تعكس فشله في تحقيق أي نجاح في الميدان، وتتناقض مع الحقائق على الأرض، وفي شمال قطاع غزة، تستمر العمليات الإسرائيلية والأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال، وتفشل في فك تشكيلات حماس وتعطيل قدراتها تحت الأرض، خلال القصف الإسرائيلي الوحشي، أجبرت أكثر من 320 ألف أسرة على فقدان منازلها نتيجة استهداف المناطق المأهولة في أنحاء قطاع غزة.

وتشير بعض المصادر الفلسطينية إلى أن اغتيال قادة المقاومة قد يكون خيارًا يلجأ إليه نتنياهو للتغلب على الأزمات الداخلية وتحويل انتباه الرأي العام عن التحديات التي يواجهها، ويشير هذا السيناريو إلى تفاقم الانقسامات والتوترات الداخلية في "إسرائيل"، والتي قد تكون تهديدًا أكبر من التحديات الخارجية، يُفترض أن تلعب العمليات العسكرية دورًا في تغطية الأزمات الداخلية وتحقيق نوع من الوحدة الوطنية والتضامن الداخلي، وقد يؤدي النجاح الظاهري في الميدان العسكري إلى تحويل تفكير الجمهور وتحقيق انتصار وهمي، كما أن تل أبيب تدرك تمامًا أن المساس بقادة المقاومة سيثير تداعيات كبيرة وسيكون الرد مكلفًا، يُؤكد الفلسطينيون جاهزيتهم للرد على التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادتهم، مُشيرين إلى خبرتهم السابقة في التصدي لجرائم الاحتلال، البيان يظهر أيضًا عدم خوف الفلسطينيين من تهديدات الاحتلال، وتأكيدهم على قوتهم وصمودهم في وجه أي تحدٍ.

وتاريخيًا، تعتبر محاولات الاغتيال الصهيونية لقادة فلسطينيين ظاهرة، حيث يتعرض كل قائد فلسطيني لتلك المحاولات، والواقع يُشير إلى جاهزية الفصائل الفلسطينية للرد على تهديدات باغتيال قادتها، ويؤكد أن هذه التهديدات لا تُخفِّف من عزيمتها في الدفاع عن فلسطين، كما يُسلط الضوء على استخدام نتنياهو للتهديدات وملف الاغتيال كوسيلة لتغطية الأزمات الداخلية وللترويج لنجاحات وهمية، فيما يحذر كثيرون من أن محاولة القيادة الإسرائيلية الاقتراب من اغتيال قادة المقاومة قد تكون ذات ثمن باهظ، وقد تفقد أكثر مما تتصوّر داخليًا، وخاصة أن يحيى السنوار يظهر كشخصية بارزة وقائد مجاهد في حماس، مع تاريخ طويل من التضحيات والصمود في وجه العدوان الإسرائيلي، ويُعتبر السنوار قضية الأسرى جزءًا أساسيًا من مواقفه، ما يعزز قوته واستمراريته في مواجهة التحديات.

وإن تصريحات السنوار حول أهمية قضية الأسرى وربطها بوقف العدوان الإسرائيلي تُظهر تمسكه بحقوق الفلسطينيين، في سياق التهديدات الإسرائيلية، ويظهر السنوار كشخصية قوية وتهديد صريح للكيان الإسرائيلي، قادة المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس بقيادة السنوار، يظلون قوة رادعة للإسرائيليين، ويحققون نجاحًا في تحقيق أهدافهم رغم التحديات والهجمات الإسرائيلية، مع استعداد الشعب الفلسطيني للتحدي والمقاومة أمام الاعتداءات الإسرائيلية، ناهيك عن أهمية معركة "طوفان الأقصى" كنقطة تحول أظهرت قوة حماس وفشل خطة الاحتلال في قطع "رأس المقاومة في غزة".

الخلاصة، معركة طوفان الأقصى بقيادة السنوار قد غيّرت طبيعة المواجهة بين حماس و"إسرائيل"، وأظهرت قوة المقاومة وقدرتها على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وأن رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، أكد بشكل متكرر ضعف الكيان الصهيوني أمام العمليات البطولية وفشل خطة الاحتلال، والسنوار يستعرض دور المقاومة في النضال ضد الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات، ويؤكد على استمرار النضال حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني وطرد المحتل، يُبرز دور حماس في مواجهة محاولات الاحتلال وتفشي الإرهاب، ويصبح هدفًا طبيعيًا للكيان الذي أذله وهذا لن يحصل فتل أبيب تدرك ما الذي سيحل بها إذا ارتكبت تلك الحماقة.
رقم : 1108162
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم