0
السبت 9 كانون الأول 2023 ساعة 08:31

‘‘حماس‘‘ تدحض أكاذيب بايدن.. انتصار في معركة الوعي

‘‘حماس‘‘ تدحض أكاذيب بايدن.. انتصار في معركة الوعي
وفي استمرار لهذا البيان يتم التأكيد على أن تكرار مثل هذه الأكاذيب الفاضحة هو أسلوب صهيوني للتغطية على جرائم الإبادة الجماعية بالأسلحة الأمريكية في غزة، وقالت حركة حماس إن عرض بايدن لهذه الأكاذيب يدل على سقوطه الأخلاقي الجديد الذي لا يتمتع بأقل قدر من النزاهة والمصداقية، ونطلب من وسائل الإعلام توخي الحذر وفضح أكاذيب الصهاينة، مثلما فضحت الأكاذيب المتعلقة بقطع رؤوس الأطفال على يد القوات الفلسطينية أو الاستخدام العسكري لمستشفى الشفاء في غزة.

حماس هي الأصدق

وسبق أن أثارت الأذرع الإعلامية الداعمة للكيان الصهيوني، مرارا وتكرارا، مختلف الاتهامات الكاذبة ضد قوات حماس منذ بداية عملية اقتحام الأقصى، وأشهرها كذبة قطع رؤوس الأطفال خلال الأيام الأولى للاقتحام، العملية التي حققت فيها بعض وسائل الإعلام فضيحة هذه الكذبة، حتى أن البيت الأبيض أصدر بيانا مفاده بأن بايدن لم ير أي صور لهؤلاء الأطفال المزعومين، ويزعم رئيس الولايات المتحدة أن القوات الفلسطينية اعتدت على الأسيرات الصهيونيات، فيما نشرت صور الوداع الودي لهؤلاء الأسيرات مع القوات الفلسطينية أثناء تبادلهن.

وبعد مغادرتهن لقطاع غزة، قامت إسرائيليات بنشر مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" لتكذب ادعاءات التعذيب التي تم الترويج لها بشأنهن خلال فترة احتجازهن من قبل حماس، شاركت هذه الفتيات ببعض لحظات من حياتهن بعد عودتهن إلى الوطن، وقد بدا واضحًا أن حياتهن تسير بشكل طبيعي وخالية من أي آثار نفسية سلبية، وفقًا لتقرير نشره موقع "الجزيرة نت".

وعبرت الإسرائيليات عن فرحهن وروحهن المرحة من خلال مقاطع الفيديو على "تيك توك"، وهو ما يعكس عدم صحة الادعاءات التي تم تداولها بشأن تعرضهن للتعذيب، تلك اللقطات أصبحت محط اهتمام واسع من قبل الجمهور في الأردن عبر وسائل الإعلام، حيث يظهر أن الكثيرين مهتمون بمتابعة الأخبار وفهم التفاصيل الكاملة المتعلقة بهذا الحدث، وعلى الرغم من نفي حركة "حماس" للاتهامات، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعاء تعرض رهائن إسرائيليات للاعتداءات الجنسية والاغتصاب، ظهرت ألما أور (13 عامًا)، التي غادرت مع شقيقها نعوم (17 عامًا) في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، في مقطع فيديو على "تيك توك" مع صديقتها، حيث كتبت: "الورود حمراء.. خرجت للتو من أسر حماس".

وفي مقطع فيديو آخر على "تيك توك"، ظهر شقيقها نعوم، معلنًا أنه "بدأ يعيش حياة طبيعية"، كما ظهرت الفتاة غالي ترشانشيسكي (13 عامًا) في مقطع فيديو على "تيك توك"، حيث كتبت: "الحياة تعود عسلا.. كل شيء كان جيدًا.. فكاهة المختطفين"، ورغم صعوبة الوضع، ظهرت روح الدعابة في التعليقات على فيديو غالي، حيث قال أحدهم لها: "أنت ميتة!"، فكان ردها: "أنا محروقة!"، وعلقت ناشطة أخرى على فيديو غالي قائلة: "أنا متأكدة من أنك تحققين تقدمًا الآن في دروس اللغة العربية"، فكان ردها: "رائع، سأقوم بخمس وحدات"، وأثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، ظهر أفراد من كتائب عز الدين القسام وهم يتفاعلون بلطف مع الأطفال ويرافقون المسنين أثناء تسليمهم، كما تم توثيق لحظات تبادل بين مقاتلي حماس والأسرى الإسرائيليين وتلويح بالأيدي كإشارة وداع، ما أثار استياء بعض المسؤولين الإسرائيليين.

وتزامنت هذه المشاهد مع تقارير من محطات تلفزيون إسرائيلية نقلت عن أهالي الأسرى الإسرائيليين القول إن ذويهم تلقوا معاملة حسنة أثناء فترة احتجازهم، مؤكدين أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة، أفادت قناة الـ13 الإسرائيلية بأن أقارب الأسرى الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم أكدوا: "لم يتعرضوا لسوء معاملة ولم يتعرضوا للتعذيب"، وأشارت القناة إلى أنهم بصفة عامة يتحدثون عن تلقيهم معاملة جيدة من قبل نشطاء حماس، مع التأكيد على نقص الأدوية كمشكلة وحيدة، دون أن يتعرضوا للعنف أو التنكيل، ويبدو أن تل أبيب حافظت على سرية اعتقال الإسرائيليين المحررين، حيث لم تسمح إلا لأقاربهم وأصدقائهم بلقائهم ومتابعة أوضاعهم.

الواقع يصفع بايدن وتل أبيب

شاركت فتيات إسرائيليات عائدات من غزة ببعض لقطات من حياتهن على منصة "تيك توك"، حيث ظهرن في حالة من الضحك والمرح، هذا يعارض ادعاءات الكيان بأنهن تعرضن للتعذيب والقسوة أثناء فترة احتجازهن في قطاع غزة، وتشير التقارير إلى أن الصور والفيديوهات قد يكون لها تأثير كبير على الرأي العام وتسهم في تشكيك الأقوال الرسمية، وهو ما تعتبره حركة حماس جزءًا من استراتيجيتها، ما يظهر أهمية الحرب النفسية كأداة فعالة في ترسانة حماس، فالحرب النفسية هي سلاح مهم في تكتيك حماس، حيث يمكن لهم تحقيق نتائج بارزة بتكلفة منخفضة جدًا.

وحماس تستفيد من الحرب النفسية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها كمقاومة صغيرة أمام الجيش الإسرائيلي الضخم، كما أن حماس تستخدم هذه الأساليب لاحتلال الرأي العام وتوجيه رسائل إلى الداخل والخارج، وهذا يظهر بوضوح في التزايد الكبير لاستخدامها للحرب النفسية، وخاصةً منذ طوفان الأقصى، والورقة الأكثر قوة في يد حماس هي مسألة "المخطوفين"، ويتم استخدام الأفلام التي تروج لهم في ثلاث مراحل خلال عملية الاختطاف، في المرحلة الأولى، تُرسل هذه الأفلام رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي، المرحلة الثانية تأتي في شهادات المخطوفين أثناء فترة احتجازهم، أما المرحلة الثالثة، فتظهر في الأفلام التي تسجل لحظات إطلاق سراح المخطوفين.

وإن الأفلام الأخيرة أتاحت لحماس السيطرة الكاملة على الأجندة الإعلامية في الكيان، والبث أثناء إطلاق سراح المخطوفين أصبح جزءًا بارزًا في الواقع الإعلامي داخل "إسرائيل"، على سبيل المثال (برنامج المخطوفين الواقعي)"، وهذا يخدم حماس بشكل فعّال، تلك الأفلام تشكل عرضًا دعائيًا يرفع قيمة حماس، حيث يظهر محترفون ومحاربون مسلحون بشكل يبرز الحرص على المظهر والزي، الرسالة تكمن في أنه على الرغم من الضربات التي تعرضت لها حماس، فإنها ما زالت قوية وتحتفظ بالسيطرة.

ولا شك أن أفراد حماس قد صاغوا وضعًا يسمح لهم بنشر مواد دعائية عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهذه المواد تشكل سلاحًا فكريًا، حيث حوّلت حماس قنوات الإعلام لدينا إلى سلاح موجه ضد "إسرائيل"، اختارت العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك "هآرتس"، عدم نشر هذه المواد، في بعض الحالات، لا تتطرق إلى محتوى الأفلام التي تنشرها التنظيمات الجهادية والتي يظهر فيها الأسرى، ويتم تصنيف مقاطع الفيديو حول شهادات الأسرى داخل الأسر كنوع مستقل من المحتوى المرئي، ويتميز هذا النوع من الأفلام بتضمين إدانة لقادة الطرف الآخر، وشكر الخاطفين، والدعوة إلى إجراء صفقات تبادل سريعة، وحماس نشرت أفلامًا كهذه، تظهر طفلًا وثلاث نساء تم توثيقهم بشكل متعمد، وهناك استخدام متعمد لأشخاص ضعفاء لزيادة الإلحاح وزيادة استعداد الجمهور لدفع ثمن مؤلم.

ويعتقد محللون أن الرسائل لا تستهدف فقط حكومة "إسرائيل" أو الدولة بشكل عام، ولكن تستهدف بشكل خاص نتنياهو، ويُظهر أيضًا أن المخطوفين على علم بالوضع الحالي في "إسرائيل"، ما يشير إلى أن الفيديوهات تم تسجيلها في وقت قريب، وأن المخطوفين لا يزالون على قيد الحياة، ما يخلق ضغطًا لإطلاق سراحهم، وكانت أفلام حماس تستهدف التأثير في الأزمة السياسية في "إسرائيل"، فتوجهات المخطوفين موجهة بشكل مباشر لنتنياهو، وتتهمه بشكل مباشر، تعرف حماس جيدًا طابع الحوار السياسي في "إسرائيل" وتدرك أن رجالها يفهمون التحديات التي يواجهونها في إدارة الحرب.

وتحاول الأفلام تشويه الزعامة في "إسرائيل" بحيث تفشل في إدارة التحديات الحالية، وحماس تسعى إلى بناء صورة لها كمنظمة ناجحة وإنسانية، ولذلك تقوم بنشر أفلام تظهر أطفالًا ونساءً ممتنين للطريقة التي يتعاملون بها، يعتبر ذلك أمرًا مهمًا لحماس لتجنب المقارنة بينها وبين "داعش"، حيث تحاول حماس الترويج لنفسها كجسم دبلوماسي يحتاج إلى دعم وتأييد، ويظهر أيضًا أن حماس تستخدم رسائل دبلوماسية رقمية لإظهار صورتها الحقيقية.

وفي أفلام الفيديو التي تظهر عمليات إطلاق سراح الأسرى، حاولت حماس تأكيد أنهم آسرون إنسانيون يقومون بأعمال إنسانية مثل التحضن وتوزيع الماء ومساعدة الجدة، ويظهر أيضاً أن "إسرائيل" تواجه تحديات في مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث يتجه الجمهور الدولي وخاصة الشبان نحو تبني قضايا فلسطين، مع  أهمية التفاعل مع هذه الفئة لتوجيه رسائل إسرائيلية.

وباعتبار أن حرب المعلومات التي شنتها حماس استهدفت مجموعة متنوعة من الفئات السكانية، حيث استهدفت حماس في البداية الجمهور المحلي في غزة، واستفادت من الأفلام التي توثق إطلاق سراح المخطوفين لتظهر نفسها كطرف منتصر في المعركة، ورغم القصف الذي نفذه الجيش الإسرائيلي، كان لها أثرها أيضًا في الدول العربية كمصر والأردن وقطر، حيث سعت حماس لبناء تضامن ودعم، واستخدمت بشكل كبير اللغة الإسلامية والرموز الدينية لتحقيق هذه الغايات، والهدف الثالث كان الجمهور العالمي، حيث قامت بعرض الأضرار الجسيمة التي تعرض لها السكان في غزة، وهذه الرسائل تُنشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبتلعها الرأي العام العالمي، مستعرضًا الدور الكبير الذي تلعبه الحسابات في نشر المواد الإنسانية.

في الخلاصة، إن "إسرائيل" تواجه وضعًا إعلاميًا جيدًا هذه المرة في وسائل الإعلام التقليدية مقارنة بجولات القتال السابقة في القطاع، ومع ذلك، فإن الوضع يختلف تمامًا في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، توجد نسبة أكبر من المسلمين وأنصار الفلسطينيين في هذه الشبكات مقارنة باليهود وأنصار "إسرائيل"، حيث تلعب الأرقام الكبيرة دورًا حاسمًا في هذا السياق، بالإضافة إلى أن الشبكة تستهدف بشكل خاص الجمهور الشاب المؤيد للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه إن جهود "إسرائيل" تتوجه في الأساس إلى صانعي القرار والجمهور ذي المشاركة السياسية الكبيرة، وليس بشكل رئيسي إلى طلاب الجامعات، ويحذر من أنه إذا لم يتم بدء العمل في الجامعات أيضًا، قد يظهر في غضون بضع سنوات عدد كبير من السيناتورات وأعضاء مجلس النواب الذين يتخذون مواقف مناهضة ل"إسرائيل"، ما قد يؤدي في النهاية إلى تكوين مشكلة كبيرة ل"إسرائيل".
رقم : 1101418
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي

البريد الإلكتروني
تعليقك

أهم الأخبار
طوفان الأقصى حرر العقول
22 تشرين الثاني 2024
إخترنا لکم