تم الاحتفال يوم الأحد الماضي بالذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الإمام الخميني(قدس سره) بخطاب المرشد الأعلى للثورة الاسلامية سماحة السيد آیة الله خامنئي، وبحضور مسؤولي النظام والمعجبين بمؤسس الجمهورية الإسلامية. وکان لتصريحات قائد الثورة أصداء واسعة في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
غطت شبكة الميادين تصريحات المرشد الأعلى، قائلةً: "أعلن الزعيم الإيراني أن الغرب وأجهزته الأمنية خططوا للاضطرابات الأخيرة في إيران". وكتبت صحيفة رأي اليوم أيضاً: "أعلن الزعيم الإيراني أن الغرب خطط لأعمال شغب في إيران. أمريكا وضعتنا في محور الشر وهدفها إخضاع بلادنا".
كما اختارت قناة المنار اللبنانية هذا العنوان الرئيسي لخبرها: "احتفلت إيران بذكرى وفاة الإمام الخميني (رحمه الله)، وأكد آية الله خامنئي أن الإمام الخميني أحيا القضية الفلسطينية".
كما سلط موقع العهد الضوء على جزء من خطاب المرشد الأعلى للثورة، وكتب: "أعلن آية الله خامنئي في مراسم ذکری رحيل الإمام الخميني(رحمه الله) أن جبهة الأعداء لم تتغير، ويجب علينا تطوير أدوات المواجهة."
رأي الشخصيات المسلمة في الإمام الخميني (رحمه الله)
كما تم الاحتفال بذكرى رحيل الإمام الخميني (رحمه الله) في بعض دول المنطقة، وتحدثت شخصيات دينية عن دور وتأثير أفكار الإمام الخميني في العالم الإسلامي.
أقامت السفارة الإيرانية في صنعاء، عاصمة اليمن، حفلًا بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الخميني (رحمه الله)، بحضور مجموعة من الشخصيات السياسية والاجتماعية. وأكد المشاركون على أهمية التمسك بمبادئ ومثل الثورة لمواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وقال علي شرف الدين نائب وزير التعليم العالي اليمني: "أقدم التعازي لشعب إيران وكل أحرار العالم على هذا المصاب الجلل، لكننا نحاول مواصلة طريق الإمام للقضاء على الطواغيت في جميع أنحاء العالم".
وصرح ياسر الحاوري أمين سر المجلس السياسي الأعلى اليمني: "ثورة الإمام الخميني بثت روحًا جديدةً في الأمة الإسلامية، وأرسلت رسالةً مفادها بأنه يمكن إحداث التغيير والانتصار على الظالمين".
وأشاد المشاركون بالدور الكبير والفعال للإمام الخميني في إيقاظ العالم الإسلامي ورفع علم الإسلام، والحفاظ على شرف وكرامة المسلمين.
كما أحيت شخصيات لبنانية ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية، ووصف الشيخ عبد الله جبري، الأمين العام لـ "حركة الأمة" اللبنانية، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة، وحدة الأمة الإسلامية بأنها السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وقال: "توحيد المسلمين هو السبيل الوحيد لهم لكي يتحولوا إلى ائتلاف من مجموعات وألوان عرقية مختلفة، لتزداد قوتهم وكرامتهم".
وأعلن جبري أن الوحدة والتمسك بالحبل الإلهي هو سبيل العزة والنصر، وقال: الإمام الخميني (رحمه الله) دعا إلى وحدة الأمة الإسلامية بثورته، ودعا مظلومي العالم لمواجهة العدو الصهيوني المدعوم من الغرب والحكومة الأمريكية الشريرة. لقد أحيا الإمام الخميني واجب الجهاد والوقوف ضد الطغاة، كما أحيا ثقافة الحياة الكريمة وعلَّم الأمة الإسلامية طريقة الدفاع عن المثل. إن انتصارات لبنان والشعب الفلسطيني هي ثمار الثورة الإسلامية، والتي عاهدت الله على أنها لن توقف الانتفاضة حتى تحرير المقدسات".
كما اعتبر الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لشيعة لبنان، ذكرى وفاة الإمام الخميني فرصةً للتذكير بالطريق الصحيح الذي سلكه. ووصف الخطيب الثورة الإسلامية في إيران بأنها أعظم حدث في التاريخ المعاصر، وقال: "الإمام أحيا الأمة الإسلامية بفكره وإخلاصه، وأثار إرادة الشعب الإيراني في التخلص من العبودية والاستعمار وتحقيق الكرامة والحرية".
وذكر الشيخ الخطيب أن الإمام الخميني (رحمه الله) بنى أسس حكومة تتزايد يوماً بعد يوم قوتها وعظمتها، وقال: "نظام الجمهورية الإسلامية استطاع أن يتعامل مع المؤامرات والتحديات، وأن يتغلب على الحصار والعقوبات، ويحقق أعظم الإنجازات العلمية والتقنية والعسكرية".
وأضاف الخطيب: إن الإمام خلق صحوةً دينيةً وإسلاميةً تصدت للغطرسة العالمية، وقال: "تطرق الإمام الخميني إلى قضايا الأمة وخاصةً قضية فلسطين، ودعم قوى المقاومة ضد الاستعمار الغربي والمشروع الصهيوني، وأظهر وجه الإسلام الحضاري الحقيقي الذي شوهه الغرب والمحور الغربي. واليوم، تواصل جمهورية إيران الإسلامية وقوفها إلى جانب المقاومة بزعيمها الحكيم وشعبها المضحي".
من جهة أخرى، عقد في بغداد اجتماع لبحث أبعاد حركة الإمام الخميني، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية. وفي هذا الاجتماع الذي عقد بحضور أساتذة ومثقفين وبرعاية المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، قال السيد ياسين الموسوي، أحد علماء العراق البارزين: "الإمام الخميني (رحمه الله) أعطى دروساً مهمةً للأمم بثورته المباركة، واستطاع إيقاظ إرادة الشعوب للتخلص من الضعف والعبودية والديكتاتورية".
وطالب الموسوي القادة العراقيين بدراسة تاريخ وسيرة الإمام الخميني، لأن حركته كانت مدعومةً من العلماء والشعب، والخطة التي اقترحها كانت خطةً للأمة الإسلامية كلها، وليست خاصةً بالجمهورية الإسلامية. وأضاف الموسوي: "الإمام الخميني (رحمه الله) أثار مشاعر جميع المسلمين في العالم، وزرع في نفوسهم روح الثورة والانتفاضة على الطاغوت".
كما قال إمام وخطيب مسجد "الإمام الحكيم" في السليمانية بالعراق عن أفكار الإمام الخميني: "الإمام الخميني عاد بالعالم الإسلامي مرةً أخرى إلى الصراط المستقيم، وهو طريق رسول الله (ص) وأهل البيت (ع)".
بدوره قال الشيخ حسين خوشناو عن حاجة المجتمع الإسلامي لأفكار وآراء الشخصيات البارزة والحرة مثل الإمام الخميني (رحمه الله): "يحتاج المسلمون دائمًا إلى مثل هذه الشخصيات لإرشادهم إلى الطريق الصحيح. لذلك، أرسل الله الأنبياء الواحد تلو الآخر لإرشاد المجتمع البشري. ويرجع إرسال الأنبياء أساسًا إلى حاجة الإنسان إليهم".
وأكد خوشناو: "لا يمكن للعقل البشري أن يكمل الطريق الذي حدده الله للبشرية؛ لذلك، يجب أن يكون هناك أناس من الطبيعة النقية مثل الأنبياء والأئمة وممثليهم مثل الإمام الخميني(رحمه الله) في مجتمعنا".
من جهة أخرى، قال "حسن حسن" الخبير السوري ومحلل القضايا الاستراتيجية في المنطقة: "لم يكن الإمام الخميني (رحمه الله) شخصيةً إسلاميةً فحسب، بل كان شخصيةً إيرانيةً إسلاميةً على مستوى العالم ومدافع عن حقوق الإنسان. لقد كان أول شخص وقف في وجه الغطرسة العالمية وأعلن استعداده لدفع ثمن ذلك. وكل ما نراه اليوم في ميزان القوى الإقليمي والدولي، هو من برکات الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني. کما أن ثقافة الإرادة والكرامة والإنسانية والإيمان بالنفس والقدرة على الوقوف ضد الاستبداد، هي النتيجة التي نشهدها في المنطقة اليوم وهي إرث الثورة الإسلامية".