رؤية رئيس ،طموحات شعب و تحدي مؤسسات..هل ينجح رجال الميدان ؟
30 تشرين الثاني 2024 20:42
اسلام تايمز (الجزائر) - كنت ولازلت دائما أتساءل كما يتساءل غيري ، كيف سيتمكن الجهاز التنفيذي من تجسيد رؤية الرئيس عبد المجيد تبون الاقتصادية 2020 ـ 2029 لبلوغ الجزائر 29 مليار دولار صادرات خارج قطاع المحروقات؟ .
وكان منبع تساؤلي ، هو أنني كنت أتابع الحركة البطيئة خاصة في قطاع “الصناعة” الذي كان يحرك “إعلاميا” و غائب “ميدانيا”، وهو حال عدد من القطاعات ، خلافا لأخرى، تحدثنا عن نجاحاتها بنسب متفاوتة .
ما جعل الرئيس حسب فهمي يضع يده على الجرح من خلال بيان مجلس الوزراء الأخير، و الذي كان أول إجتماعا للرئيس مع أعضاء حكومة محمد نذير العرباوي 2 .( وقد كتبت مقالا تحليليا حول بيان مجلس الوزراء في حينه )
وبالصدفة ، وصل بيان إعلامي لصحيفة “الجزائر الآن” الالكترونية لمجمع” فاديركو” الاقتصادي .
قرأت البيان، و أنا الذي أعتدت تحويل جميعها إلى رئيس التحرير .و ما شد إنتباهي في بيان مجمع “فاديركو “ما يلي :
ـ المؤسسة شرعت في إنتاج مواد الخام.
ـ بلغ عدد الدول التي تصدر لها منتوجاتها 23 دولة بالعالم بما فيها دول أوروبية .
ـ بلغ رقم أعمال التصدير 63.62 مليون دولار لسنتي 2020إلى 2022
ـ من المتوقع تحقيق رقم أعمال 40 مليون دولار عام 2024
يقال في عالم السياسية إذا أردت تحليل المعطيات جيدا عليك بقراءة الخريطة جيدا. أما في الإقتصاد فعليك قراءة الأرقام جيدا .
وما علمته أن” فاديركو” تستهدف تصدير ما قيمته 100 مليون دولار سنة 2027 تماشيا مع رؤية الرئيس .
وتسعى لتصدير 200 مليون دولار بحلول سنة 2030ـ .
ويجدر التنبيه أن مجمع فاديركو تحصل على جائزة أفضل مصدر للمنتجات الصناعية. وذلك شهر جويلية العام الفارط (2023) ،خلال إحتفالية الطبعة الأولى ” الوسام الشرفي للتصدير ” التي أشرف عليها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون .
ما أثار أيضا إنتباهي في البيان الاعلامي لمجمع “فاديركو” و أنا المختص في السياسية الوطنية والدولية أكثر من الجانب الاقتصادي ، هي الملاحظات الأربع التالية :
1 ـ أنها مؤسسة جزائرية يسيرها شاب جزائري ومن الجزائر
2 ـ الأرقام المحققة في التصدير
3 ـ نوعية البلدان التي تصدر لها المنتجات الجزائرية
4 ـ الطمحوات الكبيرة لمؤسسة فاديركو الجزائرية تماشيا مع طموحات السلطات العليا للبلاد.
إهتمامي بهذه الأرقام والإنجازات و الطموحات جعلني أتصل بمصدر رسمي رفيع المستوى على علم بكل كبيرة وصغيرة بقطاع التجارة حتى يزودني ( تكرما منه إن كان في الإمكان ) بعدد المؤسسات الجزائرية الخاصة التي تمكنت من تحقيق رقم أعمال يساوي أو يتجاوز رقم 10 مليون دولار صادرات سنة 2023 . وذلك حتى أتمكن من الفحص و الدرس. و بالتالي إستغلال المعطيات و الأرقام في المقال .
وخلال المكالمة الهاتفية ( التي كانت اليوم السبت) أخبرني ” المصدر ” بأنه متواجد في مهمة رسمية خارج الوطن.
وسيكون ذلك بعد عودته للجزائر. وتمنيت له يوم سعيد وعودة ميمونة لأرض الوطن ، وأنني في إنتظار هذه المعطيات و الأرقام تكرما منه .
لكنني في مقابل ذلك فهمت من مصادر أخرى غير رسمية ، بأن عدد المؤسسات قد يتجاوز 30 مؤسسة.
بعملية حسابية بسيطة جدا، نجد بأنه ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ ،إذا تمكنت مؤسسة ” فاديركو “من تحقيق رقم 200 مليون دولار صادرات سنة 2030 فإننا نحتاج لحوالي 50 مؤسسة لتحقيق مبلغ 10 مليار دولار صادرات ، هذا بالنسبة للمؤسسات الخاصة، و في عدد من القطاعات ، على أن تتكفل باقي المؤسسات الاقتصادية العمومية في قطاعات ( الفلاحة و الصناعات الثقيلة و الصناعات التحويلية و الصناعة الصيدلانية ، المناجم و قطاع السياحة و الخدمات ) ـ تتكفل جميعها ب 19 مليار دولار المتبقية ـ بمعنى رؤية الرئيس ليست مستحيلة التحقيق و لا بعيدة المنال إن توفرت الإرادة الصادقة و تم القضاء على سرطان البيروقراطية و تجند الجميع وكانوا على قلب رجل واحد لتحقيق هدف الجزائر و رؤية الرئيس، و ليس هدف الحصول على تقاعد مريح بعد أداء الخدمة دون تحقيق الهدف الرئيسي من الخدمة .
لا يمكننا تحقيق رؤية الرئيس الإقتصادية 2020 ـ 2029 ـ ببلوغ رقم 29 مليار دولار صادرات، من دون تنسيق كاملا و صادقا بين الوزارات التالية : ( التجارة ، و التجارة الخارجية ، و الصناعة و المالية ) ، هذا ليس رأيي الخاص ،ولكن رأي عدد من الفاعلين الذين أثقوا في نجاحاتهم الميدانية في المجال الإقتصادي بعيدا عن عبارة ” خبير اقتصادي أو بتعبير أدق ” بائع كلام ” .
علينا أن نحصي ميدانيا ماهو الفائض في قطاعات الصناعة و الفلاحة و باقي القطاعات حتى لا نقع في ذات الخطأ الذي وقعت فيه على سبيل المثال و ليس الحصر مؤسسة إيريس لصناعة إطارات السيارات (العجالات المطاطية ) .
لجأت ” إيريس ” للتصدير على حساب تلبية إحتياجات السوق المحلية .وهو ذات الخطأ الذي تقع فيه عدد من المؤسسات الاقتصادية الجزائرية .
وزارة المالية معنية ليس فقط كما يعتقد البعض في مسألة منح القروض البنكية عن طريق البنوك ، بل لأن الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالمناطق الصناعية تعود لمديريات أملاك الدولة التابعة لوزارة عبد العزيز فايد .
حسب ما علمت من أهل الميدان ،فإن المناطق الصناعية الصالحة للمشاريع الجادة قليلة جدا خاصة في ولايات معينة .
كما بات من الملاحظ جدا بأنه بات من المطلوب تنسيق أكبر مع الوزارة الأولى ، هكذا فهمت واقتنعت .
فهمت أيضا بأن تكاليف النقل البحري أصبحت تؤرق الفاعلين الحقيقيين ، ما جعل الرئيس يأمر بإنشاء شركة بحرية للبضائع ستدخل حيز الخدمة سنة 2025 تحمل اسم ” شركة مدار البحرية ” ستقتني خلال السنة المقبلة ( 2025 ) سفينتين ، ولما لا تكرار تجربة الخطوط الجوية الجزائرية مع هذه الشركة البحرية الجزائرية الجديدة ،تكون لها القدرة على منافسة الشركات الأجنبية كما فعلت الخطوط الجوية مع ” أر فرانس ” على سبيل المثال.
وكذلك تطوير كل ما يتعلق بالبنى التحية و على رأسها السكك الحديدية و الموانيء .
لا أدري لحد الساعة كم هو عدد عقود الإمتياز المشهرة التي تحصل عليها أصحاب المشاريع الجادة و المنتجة لخلق قيمة مضافة للبلاد ؟.. لكن مؤكد هذا هو السؤال الذي كنت سأوجهه لوزير الصناعة الجديد “سيفي غريب“.و سيكون ذلك باذن الله في أقرب فرصة تتاح لي مع الرجل . لأن كيفية وصيغة ومضمون إجابة الوزير الجديد على هذا السؤال هي من توضح ما إذا كان ” غريب ” باستطاعته المساهمة في تحقيق رؤية الرئيس2020ـ 2029 ، أم سيتضح أن الرؤية محجوبة عنه، كما كان الحال مع سلفه .
و بالتالي نستطيع أن نعرف ما إذا كان ” الوزير الجديد” من جماعة ” الميدان” في الجهاز التنفيذي الحالي أو من أهل ” الكلام ” .
نعم سيادة الرئيس ، كما قلتها في بيان الوزراء الأخير نحتاج إلى رجال ميدان و تنفيذ و بأقصى سرعة لتحقيق رؤية 2020 ـ 2029 . وبلوغ 29 مليار دولار صادرات خارج المحروقات و الدليل هو الأرقام التي سجلتها مؤسسة جزائرية تسمى ” فاديركو ” تطمح لتصدير 100 مليون دولار عام 2027 و 200 مليون دولار سنة 2030 ..نعم سيادة الرئيس، الجزائر تستطيع تنفيذ الرؤية شريطة أن لا يحجبها البعض لسبب أو لآخر .
رقم: 1175864