10 مليارات دولار.. يحتاجها القطاع الصحي بغزة للتعافي
إسلام تايمز , 20 كانون الثاني 2025 11:54
إسلام تايمز (فلسطين) - على مدار 470 يوماً من الحرب القاتلة، حاول الاحتلال استهداف كل أسباب النجاة في قطاع غزة، وكان حريصاً على عدم إيجاد المدنيين المستهدفين، سبيلاً للعلاج، عقب إصابتهم.
فاستهدف الاحتلال المستشفيات، وحاصر، ودمر معظمها كلياً أو جزئياً، وجعلها تفتقر للأدوية وكافة المستلزمات الطبية، بعدما نفدت ولم يسمح بإدخالها عبر شاحنات المساعدات، واعتقل ونكل بالطواقم الطبية، وقتل عدداً منهم، الأمر الذي جعل استكمال المهمات الطبية أمراً مستحيلاً، إلا أن الأطباء واصلوا عملهم بكل جد، وحاولوا علاج المصابين بشتى الطرق.
استهداف المستشفيات
في 17/10/2023 قصف الاحتلال المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، بمجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، بجانب مئات الإصابات، وسرعان ما خرج الناطقون باسم الاحتلال لتبرير الجريمة، واختلاق المبررات من نوع أن المقاومين "يختبئون تحت المشفى، أو في مرافقها".
وكان لمجمع الشفاء الطبي حصة كبيرة من الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال في البنية التحتية الصحية، حيث اقتحم المجمع مرتين، وقتل 10 من كادره الطبي، إلى جانب اعتقال عدد منهم.
واستمر الاحتلال في استهداف المستشفيات تدريجياً حتى خرجت عن الخدمة واحدة تلو الأخرى، الإندونيسي، وكمال عدوان، إذ تم حرق الأجهزة والمعدات المتواجدة بهما، واعتقال الكوادر الطبية، أبرزهم الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان.
وكذلك أحكم الاحتلال حصاره على مستشفى العودة، وهددهم مرات عدة بالإخلاء.
في حين كانت 3 مستشفيات حكومية، واثنتيّن أهليتين تقاوم جنوب قطاع غزة، في محاولة لتقديم الخدمات الطبية لحوالي مليوني غزي، من السكان والنازحين.
الصحة العالمية: إعادة بناء النظام الصحي ستكون مهمة معقدة
في السياق، هناك تحذيرات متكررة ومتواصلة تصدر عن منظمة الصحة العالمية، عقب انتهاء الحرب، سبقتها تحذيرات أخطر فيما يخص انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، جراء الحرب المستمرة، والتي لا تأبه لمشافي طبية، أو مراكز صحية.
فقد حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غبرييسوس"، من أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة ستكون "مهمة معقدة وصعبة" بعد عدوان إسرائيلي مدمر استمر أكثر من 15 شهرًا.
وتابع في منشور له على منصة "إكس": "ستكون تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة، وإعادة بناء النظام الصحي في غزة مهمة معقدة وصعبة، نظرًا إلى حجم الدمار والتعقيدات التشغيلية والقيود الموجودة".
المعطيات الصحية في قطاع غزة
توثق السلطات المحلية في غزة أن الاحتلال قتل 1060 فرداً من الطواقم الطبية، واعتقل 360، استشهد منهم 4 داخل السجن جراء التعذيب الشديد، علاوة على حوالي 3500 جريح، من بينهم حالات إعاقة وبتر.
وبحسب الإحصائيات، فإن القطاع الصحي في غزة قد انهار، وما بقي منه يخدم في حده الأقصى ما لا يزيد عن 13% من الجرحى، أما الذين يعانون أمراضاً مزمنة والذي يُقدر عددهم بنحو 350 ألف شخص، فإن المستشيات باتت غير قادرة على تقديم العلاج لهم، كارتفاع ضغط الدم الشرياني، والسكري، والربو والصرع، فضلاً عن مرضى السرطان والكلى، الذين واجهوا المرض والجوع والعطش والبرد، في وقت لا يتوفر فيه حتى "مُسكن"، للتخفيف من آلامهم.
وبقي من المستشفيات الخاصة والأهلية والحكومية التي كان عددها 37، وكانت تعمل قبل اندلاع الحرب، 7 مستشفيات فقط، تعمل بالحد الأدنى.
كُلفة إعادة بناء النظام الصحي
أما فيما يتعلق بالمبالغ التي تُقدر لإعادة بنام النظام الصحي في غزة، والذي انهار بالكامل، فقد بينت منظمة الصحة أن "ثمة حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة بناء النظام الصحي"، مُشيرةً إلى أن "نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى فقط ما زال يعمل جزئياً، مضيفةً أن 38% فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل.
وأوضحت أنها ستنفذ مع شركائها خطة مدّتها 60 يومًا تركّز على علاج الصدمات والرعاية الطارئة، والخدمات الصحية الأولية، وصحة الأطفال والأمراض غير المعدية والصحة، والحقوق الجنسية والإنجابية، وإعادة التأهيل والصحة النفسية، والدعم النفسي والاجتماعي، بالتزامن يتم إرسال مستشفيات ميدانية في الأسابيع المقبلة.
ويجدر التطرق إلى أن التقديرات الرسمية تشير إلى أن حجم الخسائر المادية للمنظومة الصحية يقدر بنحو مليار دولار.
رقم: 1185417