تركيا تدير ظهرها لقادة حماس..هل هناك ضعوط غربية أم مصالح مع الصهاينة
26 تشرين الثاني 2024 18:29
اسلام تايمز (تركيا) - يبدو أن حركة “حماس” حتى هذه اللحظة لم تجد دولة جديدة توافق على استضافة مكتبها السياسي، بعد الحديث عن توجه قطر إلى إغلاق مكتب الحركة بعد سنوات طويلة من الاستضافة والحماية.
الكثير من وسائل الإعلام ركزت على أن تركيا قد تكون الدولة المفضلة لقادة “حماس” في الوقت الراهن بعد قطر، إلا أن المعلومات المتوافرة وكذلك التحذير الأمريكي الصريح الذي خرج في الساعات الماضية قلص من واقعية هذا الأمر، وأن على “حماس” البحث عن دول بديلة أخرى غير تركيا.
ورغم أن العلاقات بين “حماس” وتركيا متمثلة برئيسها رجب طيب أردوغان، تمر بمرحلة “إيجابية جدًا”، إلا أن أنقرة حتى هذه اللحظة لم تبلغ الحركة رسميًا بقرار الموافقة، وهو ما يعزز أن تركيا تتعرض لضغوطات أمريكية وإسرائيلية كبيرة لرفض استضافة قادة حركة “حماس” بشكل دائم على أراضيها.
وأمام حركة “حماس” ستكون الدول التي من الممكن أن توافق على استضافة مكتبها السياسي تقلصت إلى 3 دول وهي “اليمن، إيران، العراق”، بعد أن نأت الكثير من الدول بنفسها الدخول بهذا الملف الشائك.
ويبدو أن الضغوطات والتهديدات الأمريكية الصريحة قد نجحت في تقليص عدد الدول العربية التي يمكن أن تستضيف قادة حركة “حماس”، فأمس انتشرت بعض التقارير التي تفيد بأن القادة السياسيين للحركة قد انتقلوا من قطر إلى الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وردا على سؤال عن تقارير تفيد بأن بعض قادة حماس انتقلوا إلى تركيا من قطر، لم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر هذه التقارير، لكنه قال إنه ليس في موقف يسمح له بتفنيدها، وقال إن واشنطن ستوضح للحكومة التركية أنه لا يمكن أن تستمر الأمور كالمعتاد مع حماس.
وأضاف ميلر إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي التقارير التي تفيد بأن مسؤولين من القيادة السياسية للجماعة الفلسطينية المسلحة قد انتقلوا من قطر إلى دولة حليفة لحلف الناتو، لكنه قال: “لا يمكن أن يكون هناك المزيد من العمل كالمعتاد مع حماس".
وأشار ميلر إلى لائحة الاتهام التي كشفت عنها وزارة العدل الأمريكية في سبتمبر ضد عدد من كبار مسؤولي حماس، بمن فيهم خالد مشعل، الذين وجهت إليهم تهمة التآمر لقتل مواطنين أمريكيين في الـ 7 من أكتوبر، حيث كان اثنا عشر أمريكيًا قد اختطفوا خلال هجوم حماس على جنوب "إسرائيل"، وقد تم إطلاق سراح العديد منهم العام الماضي، ومن بين المواطنين الأمريكيين السبعة الذين لا يزالون في غزة، تأكد مقتل ثلاثة منهم.
وأضاف ميلر إن بعض قادة “حماس” يواجهون اتهامات أمريكية، وتعتقد واشنطن أنه يجب تسليمهم إلى الولايات المتحدة، وقال ميلر في إفادة صحفية دورية “نعتقد أنه يجب ألا يعيش زعماء منظمة في راحة في أي مكان، وهذا يشمل بالتأكيد… مدينة كبيرة هي أحد حلفائنا وشركائنا الرئيسيين”.
ونفى مصدر دبلوماسي تركي يوم الإثنين التقارير التي تحدثت عن نقل حركة حماس لمكتبها السياسي إلى تركيا، مشيرا إلى أن أعضاء من الحركة يزورون البلاد بين الحين والآخر فقط.
وقالت الدوحة الأسبوع الماضي إنها أبلغت “حماس” و"إسرائيل" بأنها ستجمد جهود الوساطة التي تبذلها للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لحين إظهارهما الجدية والإرادة الحقيقية لاستئناف المحادثات.
ووصفت الدوحة تقارير إعلامية عن أنها أبلغت حماس بمغادرة البلاد بأنها غير دقيقة، وقال المصدر الدبلوماسي “أعضاء المكتب السياسي لحماس يزورون تركيا من وقت لآخر، الادعاءات التي تشير إلى أن المكتب السياسي لحماس انتقل إلى تركيا لا تعكس الحقيقة”، فأين ستقيم “حماس” بعد قطر؟ ومن هي الدول القادرة على استضافة مكتبها السياسي؟ وما هو الثمن؟.
أمريكا تحذر تركيا من استضافة قيادات حماس
حذرت الولايات المتحدة الإثنين تركيا من استضافة قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قائلة إن “واشنطن تعتقد بأنه يجب ألا يعيش زعماء منظمة إرهابية في راحة”.
ووجهت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، انتقادات شديدة لـ"إسرائيل" بسبب هجماتها في قطاع غزة ولبنان، ولا تعتبر أنقرة حماس منظمة إرهابية.
حماس ومستقبلها على مفترق طرق… أي السبل تسلك؟
حرب “السيوف الحديدية” تضع حماس في إحدى لحظاتها الصعبة إن لم تكن الأصعب، فالمنظمة على مفترق طرق استراتيجي سيقرر خطواتها ومستقبلها في السنوات القادمة، وأمامها ثلاثة تحديات أساسية:
التحدي الأول يتعلق بمنظومة علاقات حماس التي بين “الداخل” و”الخارج”، لقد شهدت هذه العلاقات تغييرات كثيرة، لكن مركز القوة انتقل في السنوات الأخيرة إلى “الداخل”، السنوار والذراع العسكري في المنطقة جمعوا قوة كبيرة في أيديهم، وجدت تعبيراً دراماتيكياً لها في الـ 7 من أكتوبر، مقتل السنوار والضربة العسكرية التي وقعت على المنظمة تفترض من حماس نقل المركز إلى خارج المنطقة، الأيام ستقول كم سينجح خالد مشعل ورفاقه خارج المناطق في استعادة القيادة لأيدهم، لكن واضح جداً أن ميزان القوى سيميل نحوهم الآن.
التحدي الثاني يتعلق بتوجه المنظمة... لقد بذلت حماس جهداً كبيراً للامتناع عن “الرعاية الخارجية” التي تمس بحرية عملها جوهرياً، منظومة العلاقات مع إيران، عبر حزب الله أيضاً، توثقت في السنوات الأخيرة، ونتائجها معروفة، والآن يطرح السؤال: أي مسار ستختار المنظمة؟
من ناحية ما، هوية الدولة المضيفة لقيادة “الخارج” تلمح بالاتجاه الجديد، ومع أن الأمر لا يعني قطع العلاقة مع إيران، لكن يتعين على المنظمة أن تقرر ما إذا كانت ستعود لترتبط بالأب الأيديولوجي مع حركة الإخوان المسلمين، وكيف ستؤثر على طريقها استضافة تركيا والجزائر أو قطر، حيث ستتجه قيادة “الخارج”.
أما التحدي الثالث فيتعلق بالضفة الغربية، فاتساع التأييد الذي تحظى به حماس في الساحة الفلسطينية لم ينفد رغم الحرب، وتبقى مراجعة ما ستكون تداعياته، واضح أن حماس ستسعى للحفاظ على قوتها في الضفة، وربما تعززها، سيكون الكثير متعلقاً بصيغة العلاقات التي ستتثبت مع السلطة الفلسطينية.
رقم: 1175016