تحذيرات من الانقسام السياسي في ليبيا
2 تشرين الثاني 2024 21:32
اسلام تايمز (ليبيا) - حذر مختصون بالشأن الإفريقي من أن المشهد السياسي الليبي يشهد تعقيداً يوماً بعد يوم، بينما الساسة في طرابلس يختزلون الحل في عدد من المبادرات الأحادية التي تقصي شخصية عن منصب معين بهدف تقاسم السلطة والمال والنفوذ، كما حدث مع محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، الذي أقاله المجلس الرئاسي بقرار أحادي، ودفعته التحركات المسلحة لحكومة الوحدة الوطنية للانصياع للقرار، لتعود الأحداث وتدور حول منصب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، الذي يسعى رئيس الحكومة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، لتنحيته.
وسط تداول أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي بأن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة قدم استقالته إلى الدبيبة رغم عدم وجود تأكيد رسمي حتى اللحظة، فيما أفادت وكالة "نوفا" الإيطالية بأنها تواصلت مع المتحدث الرسمي لوزارة النفط والغاز أحمد جمعة، الذي قال إنه ليس على علم بأي خطاب استقالة قدمه بن قدارة. بينما نقلت وسائل إعلامية ليبية محلية من مصادر قولها إن الاستقالة كانت ستقدم بالفعل لأسباب صحية كان بن قدارة يعاني منها منذ فترة.
وتشير مصادر إلى أن بن قدارة المقرب من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر (شرق)، سبق وأن كان الحل الأمثل لكل من حفتر والدبيبة في العام 2022 لضمان استئناف إنتاج النفط في حقول وموانئ نفطية شرق البلاد، والذي قطعته القبائل الليبية احتجاجاً على استمرار رئاسة الدبيبة للحكومة في طرابلس وعدم تسليمه السلطة إلى الحكومة الجديدة المعينة من قبل مجلس النواب.
المصادر لفتت إلى أن الغرف الإعلامية التابعة للدبيبة، تنشر شائعات لتمهيد الرأي العام لخبر إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، وتضليل الشارع الليبي عن الحقيقة بالحديث عن أسباب صحية وراء هذه الإقالة، مؤكدين بأن ما يحدث هو جزء من مخطط جديد لضرب المنصب السيادي لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط، بشكل احادي، كما حدث مع محافظ المصرف المركزي، الذي لم تنجح الأطراف السياسية بإعادته إلى منصبه.
في وقت أشاد الدبيبة بالتغييرات التي جرت على مستوى إدارة مصرف ليبيا المركزي، مصرحًا في اجتماع الحكومة العادي الثالث لعام 2024، بمقر الديوان في العاصمة طرابلس، إن تلك التغييرات طوت إلى غير رجعة ما وصفه بصفحة "الفردية والابتزاز السياسي" باستخدام أهم منصب مالي، وزعم بأنها تعد بداية لمرحلة مؤسساتية جديدة في هذا القطاع المهم.
وعن هذه الاحداث، أكد المحلل السياسي إدريس الشريف، أن الدبيبة يعمل على تثبيت سلطته وضرب منافسيه في ليبيا بأسلوب السياسة الناعمة، والانفراد بإيرادات ليبيا النفطية من خلال مؤسسة النفط والبنك المركزي، وتدعمه في ذلك الحكومات الغربية، موضحًا أن إقالة الكبير بعد تقاربه مع معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، تهدف لتجريد المعسكر من نفوذه في هذا القطاع، وجاء الدور على رئيس مؤسسة النفط الموالي أيضًا لمعسكر الشرق الليبي، للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إخضاع المشير وحليفه رئيس مجلس النواب وتحجيم نفوذهما على الساحة السياسية الليبية.
وذكر الشريف أن معسكر الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، سيواجه صعوبات كبيرة إذا ما نجح الدبيبة بتنصيب شخصية جديدة في رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، خصوصًا وأن بن قدارة استطاع وبصعوبة التوفيق بين طلبات المشير، وتوجيهات الدبيبة، وشكّل حاجزًا حياديًا بين المعسكرين المتصارعين في ليبيا.
في حين كان قد نشر موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي، أن رئيس مؤسسة النفط فرحات بن قدارة، قام بتعيين رجال موالين لحليفه المشير خليفة حفتر، في رئاسة الشركات التابعة للمؤسسة والمناصب العليا بها. وعلى سبيل المثال، أعاد بن قدارة تشكيل مجلس إدارة شركة البريقة لتسويق النفط واستبدل رئيسه السابق إبراهيم بوبريدعة بفؤاد بالرحيم. كما عيّن بن قدارة مدير العمليات والموارد البشرية بالشركة فرج الجعيدي رئيساً للشؤون المالية للشركة. وبحسب الموقع الفرنسي فإن كِلا الرجلين مقربان من صدام نجل خليفة حفتر.
ما يشير إلى التكهنات بإقالة بن قدارة من قبل الدبيبة تكون أقرب الى الحقيقة، خصوصاً وأن بن قدارة نفسه سبق وأن أفاد لوسائل إعلام محلية بأن الدبيبة غير راضٍ عن التعديلات التي أجراها بن قدارة، وهو ما أثار الخلاف بين الرجلين وجعل الأخير يصرح بأن الدبيبة لا يريد رؤية مسؤولين غير موالين له في المناصب المالية في البلاد حتى وإن كانوا وطنيين.
رقم: 1170415