QR CodeQR Code

أهم محاور ورسائل خطاب الشيخ نعيم قاسم

موقع الوقت التحليلي الإخباري , 8 تشرين الأول 2024 09:09

اسلام تايمز (لبنان) - بعد اغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، في الضاحية الجنوبية لبيروت، فكر الكيان الصهيوني، وهو ثمل بهذه الجريمة، ودون فهم صحيح للبنية القيادية والتنظيمية لحزب الله، أن هذه الحركة ضعفت وأنه يمكنه استغلال هذه الفرصة لرد قوات المقاومة التي تتمركز بالقرب من حدود الأراضي المحتلة، لكنه لم يدرك أن البنية السياسية والعسكرية لحزب الله لا تقوم على شخص، وأنها لن تنهار على الفور في لبنان بعد غياب زعيمها.


وفي هذا الصدد، فإن قادة حزب الله الحاليين، ومن أجل إظهار أن المقاومة لا تزال في ذروتها دون أي ضعف، وجهوا رسالتهم الأولى إلى الشعب اللبناني والصهاينة في أقل من ثلاثة أيام بعد اغتيال نصر الله.

وفي أول كلمة له بعد استشهاد نصر الله، أكد الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الإثنين الماضي، والتي بثتها قناة المنار مباشرة: "لقد فقدنا أخاً وأباً وقائداً نبيلاً الشهيد السيد حسن نصر الله، رجل عظيم بقي في ميدان الجهاد والتبليغ والتعبئة منذ طفولته وحتى لحظة استشهاده".

وأضاف: "السيد حسن نصر الله كان محبوبا عند الناس، كان يريد حرية العالم والأمة الفلسطينية، إنه قدوة لكل من يأمل في تحرير فلسطين من الاضطهاد الصهيوني وكسر قوة الغطرسة الأمريكية الصهيونية"، وقال نعيم قاسم: إن الشهيد نصر الله كان من أتباع خط الإمام في الإسلام، وسار على نهج آية الله خامنئي، لقد ضحى السيد حسن نصر الله بكل شيء في سبيل الله ولم يغادر ساحة المعركة لحظة واحدة ولقد أحب السيد حرية فلسطين".

وفي وضع تشعر فيه كل قوى المقاومة اللبنانية بصدمة فقدان زعيمها، إلا أن رسالة نعيم قاسم في أقصر وقت ممكن بعد اغتيال نصر الله، تظهر أن هذه الحركة خططت منذ سنوات ودربت الكوادر التنظيمية وأعضاءها، ويأتي المتخصصون في كل المجالات لمواجهة المشاكل وقت الأزمات.

رسالة حزب الله إلى الشعب اللبناني

إن كلمة نعيم قاسم في هذا الموقف حملت رسائل للشعب اللبناني بعدم القلق مما حدث لحزب الله، والمسألة الأولى والأكثر أولوية للتوضيح هي قيادة وخلافة السيد حسن، وهو ما أكد عليه الشيخ نعيم قاسم في هذا الصدد: "سنختار الأمين العام الجديد لحزب الله في أقرب وقت ممكن بناء على الإطار المحدد مسبقاً، والجميع يعلم أن الخيارات في هذا المجال واضحة.

وانطلاقا من تصريحات نعيم قاسم وتجربة حزب الله أربعين عاما، يمكن القول إن هذا التيار هو تنظيم يرتكز على قاعدة شعبية كبيرة وهرمية تنظيمية واسعة وحضور نخب على كل مستويات المقرات والقيادة والمراتب، وهذا الهيكل المنظم يقوم على أيديولوجية هذه المؤسسة التي تم إنشاؤها.

ومن هنا يستطيع حزب الله أن يملأ أي فراغ ينشأ بأقل قدر من التحدي، وخاصة أن حزب الله كمنظمة يحارب كيان الاحتلال منذ أكثر من 40 عاماً ويدرك تماماً مخاطر هذا الصراع على أمن القادة السياسيين، ورغم أن خسارة شخصية بارزة مثل نصر الله قد تشكل خسارة نفسية كبيرة لقاعدة حزب الله، إلا أنه على المستوى العملياتي لن تكون هناك فجوة في أركانه، كما أظهرت العمليات الواسعة الأخيرة في الأراضي المحتلة أنه سوف يستمر مسار القتال بكثافة أكبر.

وفي استمرار لحديثه الأول، أشار نائب الأمين العام لحزب الله إلى كذب قادة الصهاينة بشأن اغتيال القادة وقال: "خلافاً لما ادعى الكيان الصهيوني، نحن ننفي عقد اللقاء الذي زعم الصهاينة أن الشهيد نصر الله كان حاضراً فيه وبحضور 20 من قادة المقاومة".

وتأتي تصريحات نعيم قاسم في حين ادعى قادة الصهاينة أنهم اغتالوا عددا كبيرا من قادة حزب الله في الجريمة الأخيرة من أجل تكثيف الحرب النفسية ضد قوى المقاومة والشعب اللبناني بهذه الادعاءات، لكن هذه الحركة، على عكس تل أبيب، لم تُكذب قط استشهاد قادتها ولم تغط عليه وكانت صادقة مع الناس وروت التفاصيل، وفي الهجوم الأخير أعلنت في وسائل الإعلام أسماء شهداء حزب الله بعد انتشالهم من تحت الركام، وذلك لإزالة الشك الذي خلقته أكاذيب الصهاينة.

وتابع الشيخ نعيم قاسم حديثه، وشدد على أن أماكن القادة الشهداء لن تبقى فارغة، وقال: "لدينا خيارات الشهيد نصر الله للقادة الشهداء، وسنتصرف على هذا الأساس في تحديد قادة وكوادر حزب الله في الهيكل التنظيمي لحزب الله، وهناك نواب للقادة وخيارات بديلة، وإذا لم يتمكن القائد من مواصلة مهمته تحت أي ظرف من الظروف، فإن هؤلاء الأشخاص سيحلون محله، وأشار إلى أن "قيادات حزب الله وقادته سيستمرون على النهج الذي سار عليه الشهيد نصر الله واهتم به".

المقاومة هي خطة أهم ركائزها هي الاستمرارية، وبالتالي، وعلى الرغم من عدم وجود قادة، فإن المقاومة ستستمر في طريقها بغض النظر عن الوضع التنظيمي للأفراد، وقد يتعثر هذا المشروع قليلا، لكنه سيخرج سريعا من ركوده وأزمته، وحزب الله خير مثال على ذلك، وبعد اغتيال السيد عباس موسوي، الأمين العام السابق لحزب الله، على يد الجيش الإسرائيلي عام 1992، اعتقد الصهاينة أن الحركة قد دمرت ولن تتمكن من إعادة تنظيم تنظيمها، لكن مع انتخاب نصر الله، واجه هذا الكيان أخطر مراحله، بل رآه كابوسًا في الاثنين والثلاثين عامًا الماضية لذلك، هذه المرة أيضاً، ربما يؤدي استبدال الشهيد نصر الله إلى تضييق المجال مستقبلاً أمام زعماء تل أبيب للندم على أفعالهم الحالية.

وتشجيعاً لشعب لبنان الذي يشعر بالقلق بعض الشيء على الوضع الأمني ​​بسبب فقدان الشهيد نصر الله، أشار نعيم قاسم: "نحن موجودون في الميدان ولن نساوم على موقف الشهيد نصر الله البتة"، وبعد استشهاد السيد حسن نصر الله، استمرت عمليات حزب الله بنفس القوة بل أكثر، ولم يكن لهذه الاغتيالات أي تأثير على قوة المقاومة.

تشجيعاً لحلفاء المقاومة وإشارة للصهاينة

كلمة نعيم قاسم مباشرة بعد اغتيال شهداء المقاومة كانت بمثابة رسالة مهمة لقادة الصهاينة المتطرفين بأن لا يظنوا أن جسد حزب الله قد تفكك وأنهم قادرون على تنفيذ أهدافهم في لبنان.

وفي هذا الصدد، قال نائب الأمين العام لحزب الله: "إذا تجرأ الكيان الصهيوني على دخول لبنان برا، فعليه أن يعلم أن قوات حزب الله على أتم الاستعداد لمواجهته على الأرض، هذه المعركة طويلة وكل الخيارات مطروحة وسنتخذ القرار المناسب إذا دخلوا في أراضي لبنان"، وأكد: "بالطبع نحن على يقين من أن الكيان الصهيوني لن يحقق أياً من أهدافه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة".

هذا فيما بدأ جيش الاحتلال الدخول إلى لبنان برا منذ يوم الاثنين الماضي من أجل ضمان أمن المستوطنين وإعادة النازحين إلى منازلهم من خلال إبعاد قوات حزب الله عن حدود الأراضي المحتلة، لكن حسب محللين ومسؤولين إسرائيليين سابقين، فإن الدخول البري إلى لبنان هو فخ سيقع فيه هذا الكيان، وهذا سيفيد محور المقاومة، الذي يمكن أن يوجه ضربات موجعة للعدو.

وفي جزء من كلمته أكد نعيم قاسم على ثبات الشعب اللبناني وصموده، وأكد: "هذا الشعب العظيم الذي كان على عاتقه دائماً مهمات صعبة، قام بمسؤولياته هذه المرة وانتهى بنا الأمر مثل حرب 2006 (حرب الـ 33 يومًا) سننتصر على العدو الصهيوني"، وفي إشارة إلى هجمات المقاومة على 150 كيلومتراً من الأراضي المحتلة وأيضاً الهجوم الصاروخي على حيفا، قال نائب الأمين العام لحزب الله إن مليون شخص لجؤوا إلى الملاجئ بسبب صاروخ واحد.

كلام نعيم قاسم يحمل رسالة مفادها بأن حزب الله بعد استشهاد نصر الله لن يتوقف عن القتال ضد الاحتلال، وأن هذا المعقل القوي المناهض للصهيونية، والذي تم إنشاؤه قبل أربعة عقود، لا يزال في ذروة قوته والردع الذي يتمتع به تم إنشاؤه ليقوى على العدو المحتل.

إن توسيع عمليات حزب الله إلى الأراضي المحتلة يشكل تحذيراً لقادة تل أبيب بأنه طالما استمرت الإبادة الجماعية في غزة، فإنهم لن يتوقفوا عن هجماتهم، وإذا كان بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء "إسرائيل"، يبحث حقاً عن أمن المستوطنين وعودة اللاجئين، عليه بدلاً من المغامرة في لبنان، إنهاء الجرائم في غزة.

كما وجه الشيخ نعيم قاسم هذا التحذير لفصائل المقاومة بعدم القلق على وضع حزب الله وأن طريق السيد حسن سيستمر بقوة على يد خلفائه وستستمر هذه الحركة في دعم جبهة غزة ضد الصهاينة، وفي الأيام الأخيرة، ومع استشهاد السيد حسن، أعلن الملايين من أنصار سيد المقاومة من كل أنحاء جغرافيا المقاومة استعدادهم للذهاب إلى المنطقة للدفاع عن لبنان، ليتبين أن استراتيجية «وحدة الساحات» بعد استشهاد السيد حسن لم تضعف فحسب، بل ستقوى، وفتح عدة جبهات هو كابوس لن يفلت منه قادة تل أبيب.


رقم: 1165114

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/news/1165114/أهم-محاور-ورسائل-خطاب-الشيخ-نعيم-قاسم

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com