QR CodeQR Code

كيان الاحتلال الإسرائيلي يتمادى في استخدام القوة بشكل غير مشروع فهل من رادع ؟

7 تشرين الأول 2024 08:07

اسلام تايمز (فلسطين)- قوبلت الغارة "غير المشروعة" التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي واستهدفت مخيم طولكرم في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل حسب وزارة الصحة الفلسطينية، بإدانة واسعة من الأمم المتحدة فالجريمة التي ارتكبها الاحتلال استهدف من خلالها مكاناً مأهولاً بالسكان ومكتظاً بعد ساعة تقريباً من صلاة العشاء، مساء الخميس، واخترق صاروخ المبنى تم توجيهه من أعلى بشكل مباشر، وصاروخ آخر بشكل جانبي، ليحول الجثامين إلى جثث متفحمة، ويقطع أجساد الشبان والأطفال والنساء.


وتبدو عملية القصف الحالية الأولى من نوعها في الضفة الغربية منذ انتفاضة الأقصى، من حيث عدد الشهداء والضحايا خلال غارة واحدة، وهي تطور نوعي يضاف لسلسلة استهدافات جوية في الضفة خلال العامين الماضيين، وتكثفت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لكن معظمها بالمسيّرات وليس بالطائرات الحربية.

الدافع والأهداف

تعتبر هذه هي المرة الثالثة لاستخدام الطائرات الحربية في الضفة، إضافة إلى عدد من الاستهدافات بالمسيّرات، حيث نشر الاحتلال الصهيوني بيانا لتبرير الغارة الجوية يشير إلى أنها تأتي ضمن ما يقوم به جيش الاحتلال من الاستعداد لذكرى السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى"، ووجود خشية من تنفيذ حركة حماس عمليات نوعية كبيرة في هذه الذكرى، مبرراً أن المستهدف زاهي العوفي، القائد العسكري لحماس في طولكرم، مع وصفه بأنه قنبلة موقوتة، وخطط لعمليات كبيرة ومسؤول عن تفخيخ مركبة عثر عليها قرب مستوطنة عطيرت شمال رام الله.

لكن الأمر يعود إلى محاولة استعادة صورة الردع، ونظرية الردع عبر القصف الجوي، وإعطاء المقاومين رسالة بأن الاحتلال يستطيع الوصول إليهم بأشكال مختلفة، وأن كل ما يورده جيش الاحتلال في بياناته تبرير لقتله المدنيين، ويريد الاحتلال كذلك إعطاء المجتمع الإسرائيلي انطباعاً بأنه وبتعليمات من المستوى السياسي، يقوم بما يلزم لمنع وقوع مزيد من العمليات، لكن هذا الانطباع يضرب بعملية واحدة مثل عملية يافا تل أبيب الماضية والتي أدت إلى مقتل سبعة، ونفذها مقاومان من الخليل، وشكلت ضربة لكل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي تحاول فرضها في الضفة وخاصة اجتياز الجدار والذي يُعتبر ثكنة أمنية.

ليس باليد حيلة سوى الإدانة

في سياق مسلسل الإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة الحرب الصهيونية بشكل يومي، ذكر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في بيان أن "الغارة جزء من نمط مثير للقلق للغاية من الاستخدام غير المشروع للقوة من جانب قوات الأمن الإسرائيلية خلال عمليات عسكرية في الضفة الغربية والتي تسببت في أضرار واسعة النطاق للفلسطينيين وأضرار كبيرة للمباني والبنية التحتية".

وحسب البيان فإن هذا "مثال واضح آخر على لجوء قوات الأمن الإسرائيلية بشكل منهجي إلى القوة المميتة في الضفة الغربية والتي غالباً ما تكون غير ضرورية وغير متناسبة وبالتالي غير قانونية"، داعياً إلى إجراء تحقيق مستقل.

وأضاف المكتب إن "تدمير مبنى كامل مملوء بالسكان عن طريق القصف الجوي يظهر تجاهلاً صارخاً لالتزامات إسرائيل".

وذكرت الأمم المتحدة أن الغارة وقعت في وقت  "لم تكن فيه أي اشتباكات أو مواجهات" في الموقع، وأضافت إن "الضربة الجوية دمرت المبنى المستهدف بالكامل وألحقت أضرارا بالمنازل المجاورة".

وأشارت إلى أنه "قد يكون هناك المزيد من القتلى محاصرين تحت الأنقاض، لكن التعافي وتحديد الهوية أمر صعب في ضوء التأثير الهائل للانفجار".

في السياق، أعربت ألمانيا عن "صدمتها" إزاء الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم للاجئين في طولكرم.

وقالت الخارجية الألمانية عبر منصة "إكس" إنَّ "العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الغارة الجوية الإسرائيلية على طولكرم صادم، ففي الحرب ضد الإرهاب، الجيش الإسرائيلي ملزم بحماية المدنيين في الضفة الغربية".

ووفق معلومات جمعها مكتب حقوق الإنسان، فإن معظم القتلى لم يكونوا مسلحين أو مطلوبين من قوات الأمن الإسرائيلية وأنهم قُتلوا في منازلهم أو أثناء مرورهم في الشارع، وقال المكتب: إن من بين القتلى أسرة بأكملها مكونة من خمسة أشخاص، منهم طفلان، كانت تعيش في المبنى المستهدف.

ضرورة الالتزام بالقانون الدولي

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق العميق إزاء الوضع المتدهور في الضفة الغربية بما في ذلك الغارة الجوية الإسرائيلية ليلة أمس الخميس على مخيم طولكرم، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: إن الأمين العام يدين بشدة خسارة الأرواح، مضيفا: إن هذا الهجوم يشكل تصعيدا خطيرا آخر للعنف.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى الالتزام الصارم بالقانون الدولي، مشددا على ضرورة حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية في جميع الأوقات.

وحث المجتمع الدولي على التكاتف بشكل عاجل لمعالجة هذه الدورة المتصاعدة من العنف والعمل على إنهاء الاحتلال والعودة إلى مسار حل الدولتين، الذي يظل الحل العادل والدائم الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفا إن سفك الدماء الذي نشهده يجب أن يتوقف.

بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إنه ينسق زيارة للمنطقة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، حيث سيجرون تقييما للأضرار والاحتياجات الإنسانية للوقوف على جهود الاستجابة الطارئة.

نمط مقلق

اعتبر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن مثل هذا القصف على مخيم طولكرم يشكل جزءاً من نمط مقلق للغاية للاستخدام غير القانوني للقوة من قوات الأمن الإسرائيلية أثناء ما يشبه العمليات العسكرية في الضفة الغربية، والتي تسببت في إلحاق ضرر واسع بالفلسطينيين ودمار كبير بالمباني والبنية التحتية.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 697 فلسطينيا في الضفة الغربية بمن فيهم 161 طفلا و12 امرأة، من بينهم 186 في غارات جوية، وفي طولكرم وحدها، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 174 فلسطينيا منهم 88 في قصف جوي.

وشدد مكتب حقوق الإنسان على ضرورة ألا تصبح مثل تلك الحوادث أمرا معتادا كوسيلة مقبولة لتنفيذ القانون، وقال المكتب: إن هذه الحادثة مثال واضح آخر على لجوء قوات الأمن الإسرائيلية بشكل منهجي للقوة المميتة في الضفة الغربية، التي تعد غالبا غير ضرورية وغير متناسبة وبالتالي غير قانونية.


رقم: 1164877

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/news/1164877/كيان-الاحتلال-الإسرائيلي-يتمادى-في-استخدام-القوة-بشكل-غير-مشروع-فهل-رادع

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com