"بلومبرغ": تركيا ومصر تتسابقان لحل الأزمة في ليبيا
16 أيلول 2024 19:35
اسلام تايمز (ليبيا) - ذكر موقع وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن "تركيا ومصر تستخدمان صداقتهما الجديدة في محاولة لحل الصراع على السلطة في ليبيا، الدولة العضو في منظمة "أوبك"، مُذكرةً بأنّ الصراع في البلد الشمال أفريقي "يهدد بالغليان إلى حربٍ أهلية".
ونقل الموقع عن مسؤولين ودبلوماسيين، كشفهم أنّ أنقرة والقاهرة تضغطان على الحكومتين المتنافستين في ليبيا (حكومة طرابلس وحكومة طبرق)، للتوصل إلى "اتفاقٍ من شأنه أن يساعد في إنهاء الحصار النفطي المنهك"، مؤكّدين إجراء تركيا "محادثاتٍ مع، حليف مصر والعدو اللدود لأنقرة في حرب 2019-2020، قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر"، وفقاً لما أفاد به الموقع.
ووفقاً لـ"بلومبرغ" فإن "نفوذ تركيا ومصر المشتركين في تركيا قلّلا بشكل كبير المخاوف من حدوث حرب شاملة، وفقاً لدبلوماسيين. واتفق 3 مسؤولين ليبيين على أن تحسين العلاقة من شأنه أن يقلل بشكل كبير من فرص نشوب صراع آخر في الأمد القريب".
وأضاف الموقع أن "الدفع لمعالجة الانقسام الليبي هو مجرد أحد القواسم المشتركة الأخيرة بين تركيا ومصر، اللتين كانتا على خلاف طوال معظم العقد الماضي بسبب الدعم التركي للإسلام السياسي. لقد تبنّوا موقفاً مشتركاً ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، ووجدوا أن مصالحهم تتوافق مع الحرب الأهلية في السودان والعلاقات غير المستقرة بشكل متزايد بين الصومال وجارتها إثيوبيا" بحسب ما نشر الموقع.
"مأزق ممتد"
وذكرت "بلومبرغ" أيضاً أنّ "المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة بهدف حل الخلاف الليبي لم تثمر بعد"، مذكّرةً بتأثير إقالة حكومة طرابلس محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، وما أدى له ذلك من أثر سلبي على العلاقات، فيما ردّت الإدارة المسيطرة شرقي البلاد، والتي تقيم علاقاتٍ مع الكبير، بتعليق إنتاج وتصدير النفط الليبي، ما أدى إلى اضطراب أسواق الطاقة من خلال قطع الإمدادات التي تذهب بشكل أساسي إلى جنوب أوروبا.
وشدّدت على وضوح علامات التقارب بين مصر وتركيا في ليبيا نفسها، لافتةً إلى عودة المزيد من الشركات والعمال المصريين إلى طرابلس وأجزاء أخرى من الغرب تحت سيطرة حلفاء تركيا المحليين، وفي الوقت نفسه، تستعد الشركات التركية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في الشرق المتحالف مع مصر، بما في ذلك حول مدينة درنة حيث قتلت الفيضانات المدمرة الآلاف قبل عام.
السودان والصومال
وبحسب ما أفاد "بلومبرغ" فإنه "على الجانب الآخر من الحدود الجنوبية لمصر، السودان هو منطقة أخرى قد تتقارب فيها المصالح. استضافت كل من القاهرة وأنقرة، عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، في زيارات رسمية منذ اندلاع الصراع".
وقال الموقع إنه "في الصومال، وسعت الدولتان من وجودهما العسكري. تمتلك تركيا أكبر قاعدة خارجية لها في دولة القرن الأفريقي، وأجرت محادثات حول إنشاء موقع لاختبار إطلاق الصواريخ والصواريخ الفضائية".
كما "بدأت مصر في توريد الأسلحة للجيش الصومالي وتخطط لتدريب الجنود"، وأن لدى القاهرة "نزاع طويل الأمد مع أديس أبابا في ما يتعلق ببناء سد النيل، والذي تخشى مصر أن يؤثر على تدفق المياه في مجرى النهر".
وبالنسبة لإردوغان، وفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن "تحسين العلاقات مع مصر هو جزء من خطة أوسع لإصلاح العلاقات مع القوى العربية وتعزيز الاقتصاد التركي من خلال المزيد من الاستثمار والصادرات. وقد أصلحت تركيا علاقاتها مع الإمارات والسعودية في العامين الماضيين".
الوكالة الأميركية أوردت تحليلاً لمدير السياسة الأمنية في مؤسسة "سيتا" البحثية التركية، مراد يشيلتاس، الذي أوضح فيه أنّ الصراع السودان، والنزاعات بين مصر وإثيوبيا، وزيادة خطر الصراع العسكري والسياسي بين الصومال وإثيوبيا، هي "ديناميكيات هيكلية تؤثر استراتيجياً على العلاقات التركية المصرية، وتبرز التعاون بين أنقرة والقاهرة كضرورة استراتيجية".
رقم: 1160408