"فيلادلفيا" محور اصرار صهيوني و انكار مصري!.. ما في القاهرة؟
إسلام تايمز , 24 آب 2024 09:02
إسلام تايمز (مصر) - راوحت أزمة محور فيلادلفيا على الحدود المصرية مع قطاع غزة وإعادة تشغيل معبر رفح مكانها، رغم عقد جلسات تفاوض مصرية ـ إسرائيلية، وآخرها، مساء أول من أمس الخميس، بحضور مسؤولين رفيعي المستوى.
وضمّ وفد حكومة الاحتلال رئيس جهاز الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس شعبة التخطيط الاستراتيجي في جيش الاحتلال، الجنرال إليعازر توليدانو ممثلا عن الجيش، فيما ترأس بريت ماكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط الوفد الأميركي.
وحسب معلومات ، فإن الاجتماع الجديد الذي جاء ضمن سلسلة المفاوضات، استمر نحو خمس ساعات وانتهى مع الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، وفشل في إحداث خرق حقيقي بشأن الأزمة، مع تمسك القاهرة بضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا.
وجاء الوفد بمقترح مطور لطرح سبق وعرضه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى القاهرة منتصف الأسبوع الماضي، تضمن إمكانية الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للخروج من محوري نتساريم وفيلادلفيا، واستبدال القوات الإسرائيلية بقوات دولية بمشاركة مصرية.
ووفقا للمعلومات فإن المقترح المطور الذي حمله الوفد الإسرائيلي، اقتصر على محور فيلادلفيا فقط، لمعالجة الرفض المصري، إذ جاء المقترح بمثابة نسخة معدلة لاتفاق المعابر القاضي بتشغيل معبر رفح بمشاركة فريق من الاتحاد الأوروبي.
وتضمن المقترح استبدال الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ببعثة تابعة للاتحاد الأوروبي، في نقاط يتم التوافق على عددها على طول الممر على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ولم يتضمن المقترح انسحابا إسرائيليا فوريا من المحور، إذ طلب الوفد الإسرائيلي مهلة إضافية للبقاء في فيلادلفيا، على أن يتم بعدها الانسحاب التدريجي وفق إطار زمني يتم التوافق عليه.
في ظل هذه التطورات، شعر الجانب المصري بالمماطلة والمراوغة لإطالة أمد الأزمة، وفتح المجال أمام ثغرات يمكن للجانب الإسرائيلي أن ينفذ منها لضمان بقائه على الحدود بين مصر وغزة.
فشل اجتماع مساء الخميس يستبق الاجتماع المرتقب في القاهرة، المقرر غدا الأحد، لبحث مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ذلك لأن المسار الخاص بمفاوضات محور فيلادلفيا وتشغيل معبر رفح، جزء أساسي من الأزمة الأكبر المتعلقة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة في القطاع.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قوله لمسؤولين إن "وفد التفاوض يبحث عن تقديم تنازلات بينما أتمسك بمصالح إسرائيل، وأقف وحيداً في وجه فريق التفاوض وقادة أجهزة الأمن". وزعمت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس الجمعة، أن مصر وافقت على قبول الخطة الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا وأنها ستسلم الخطوط العريضة المحدثة المتعلقة بالوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومعبر رفح. ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، أن اجتماعات القاهرة "جرت بروح جيدة ومثمرة، وتم تضييق الفجوات من أجل الوصول إلى قمة فعالة وسريعة غدا الأحد".
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أول من أمس الخميس، أن مصـر رفضت مقترحا إسرائيليا بإنشاء ثمانية أبراج مراقبة بمحور فيلادلفيا وآخر أميركيا بإنشاء برجين فقط. وشدّدت القاهرة على انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا شرطاً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، في مقابل رغبة تل أبيب في بقاء قواتها في المحور حتى نهاية العام بشكل مبدئي.
ونفى مكتب نتنياهو التقارير التي تحدثت عن دراسة فكرة نشر قوات دولية في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة، وذكر في بيان، أمس الجمعة، أن "التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تدرس فكرة وضع قوة دولية على محور فيلادلفيا غير صحيحة... رئيس الوزراء نتنياهو يلتزم بالمبدأ القائل أن "إسرائيل" يجب أن تسيطر على ممر فيلادلفيا من أجل منع حماس من أن تعيد تسلّحها، ما يسمح لها بأن ترتكب مجدداً الفظائع التي ارتكبتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول" 2023.
وفي الإطار، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أول من أمس الخميس، أن مصر "تشجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإرسال قوات إلى غزة، وتسريع استعداداته لإرسال قوة تابعة للسلطة الفلسطينية إلى معبر رفح وإلى بقية أنحاء قطاع غزة".
رقم: 1155867