QR CodeQR Code

من أشد معارضي "أوسلو".. وفاة القائد الفلسطيني فاروق القدومي

22 آب 2024 14:34

اسلام تايمز (فلسطين) - نعت حركة فتح، الخميس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والعضو السابق للجنة منظمة التحرير التنفيذية، ورئيس الدائرة السياسية فيها، القائد الفلسطيني المناضل، فاروق القدومي "أبو اللطف"، عن عمر ناهز 93 عاماً، والذي ارتبط اسمه بمعارضته لـ"اتفاق أوسلو".


وتوفي القدومي في العاصمة الأردنية عمّان،  بعد رحلةٍ طويلة مع المرض، بحسب ما أعلنت عائلته، لتأتي وفاته بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته نبيلة النمر.
 
"فتح" تنعى القائد المؤسس 
وقالت حركة فتح في بيانٍ لها إنّه برحيل المناضل "أبو اللطف" فقدت الحركة قامةً وطنيةً كبيرة، ومناضلاً أمضى حياته مدافعاً عن شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال.
 
وذكّرت "فتح" بمناقب الراحل الكبير، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة "فتح" والثورة الفلسطينية ومؤسساتها، وأهم المحطات النضالية التي شارك فيها.
 
عباس يعزي عائلة القدومي
وكذلك، هاتف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رامي ولطف فاروق القدومي، معزياً بوفاة والدهما. وقال عباس في بيانٍ له: "أنعى أخاً وصديقاً ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحداً من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".
 
وعبر عباس عن خالص تعازيه بوفاة الفقيد، الذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال.
 
نودّع أخاً امتلك روح الحوار
ونعت حركة حماس القائد قدومي، وقالت في بيانٍ لها "لقد كان الراحل أبو اللطف مثالاً للثبات على المبادئ الثورية، وصوتاً قوياً في مواجهة كل محاولات التفريط والتنازل عن حقوق شعبنا".
 
وأضافت حماس: "عاش مدافعاً عن فلسطين مناضلاً ضد الاحتلال، رافضاً لكل مشاريع التسوية والتصفية، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو المشؤوم الذي حذر مبكراً من مخاطره على قضيتنا العادلة".
 
وتابعت: "ونحن اليوم نعيش حرب إبادة جماعية ضد شعبنا في غزة، نستذكر مواقف الفقيد القوية ودعمه المتواصل لخيار المقاومة والصمود. إننا نؤكد أن إرثه النضالي سيبقى خالداً في قلوبنا ووجدان أمتنا، وسيظل نبراساً لكل الأحرار والثوار".
 
بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح إنّ القدومي انخرط في العمل الوطني السياسي في فترة مبكرة من حياته؛ فقد تعرف إلى الشهيد ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير أثناء دراسته في مصر، وشارك في تأسيس حركة فتح، وكان أحد كُتّاب مجلتها "فلسطيننا"، وعضو لجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1965، وممثلها في القاهرة، ومسؤول علاقاتها الخارجية، وشغل أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. 
 
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إنّه برحيل القدومي نودّع أخاً وصديقاً، امتلك روح الحوار والانفتاح والتشاور واحترام المؤسسات الوطنية، باعتبارها المرجعية الوطنية للقرار السياسي، ورسم حاضر ومستقبل شعبنا وقضيته الوطنية.
 
وأضافت: "لقد خسر شعبنا برحيل القائد أبو اللطف، واحداً من القادة المؤسسين الأوائل للحركة الوطنية المعاصرة، وعزاؤنا في رحيله أنه خلف سيرة تشكل مفخرةً لعموم أبناء شعبنا ومناضليه".
 
حياته السياسية
ارتبط اسم القائد الوطني فاروق القدومي، الذي عرف بمعارضته الشديدة "اتفاق أوسلو"، برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تقلّدها في 1973.
 
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وأثناء دراسته بمصر التقى ياسر عرفات (أبو عمار)، وصلاح خلف (أبو إياد) وعملوا معاًعلى تأسيس حركة فتح في نهاية الخمسينات بمشاركة خليل الوزير (أبو جهاد). وفي وقت لاحق أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي أعلنت عن عمليتها الأولى في بداية 1965 .
 
في العام 1969 رشّحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فأصبح رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، إلا أنّه انتقل للدائرة السياسية بعد عملية فردان 1973. أقام في الأردن غير أنّ السلطات الأردنية اعتقلته في إثر أحداث ما يسمى بأيلول الأسود عام 1970 فغادر الأردن إلى سوريا.
 
كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
 
عارض القدومي "اتفاقات أوسلو" الموقّعة عام 1993، مؤكداً أنّه يشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية وبقي مقيماً في تونس.
 
وعرف القدومي أيضاً بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس، معتبراً أنّه "سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية".
 
من هو فاروق القدومي؟
ولد القدومي في قرية جينصافوط في محافظة قلقيلية في الضفة الغربية عام 1931، وهاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.
 
درس القدومي الابتدائية في جينصافوط والثانوية في مدينة يافا، وفي العام 1954 التحق بالجامعة الأميركية في العاصمة المصرية القاهرة حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.
 
كما مارس القدومي وظائف في بلدان عربية عدّة، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط السعودية، ثم في وزارة الصحة الكويتية.


رقم: 1155535

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/news/1155535/أشد-معارضي-أوسلو-وفاة-القائد-الفلسطيني-فاروق-القدومي

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com