معربوني لإسلام تايمز: اهتمام الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية في ميون اليمنية يخفي وراءه اهتماماً صهيونياً
إسلام تايمز , 11 حزيران 2021 19:13
خاص (اسلام تايمز) - اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني لوكالة إسلام تايمز ان اقدام الامارات على انشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية المحتلة وبحسب أهمية هي خطوة تهدف للتحكم بحركة الملاحة البحرية.
واشار الى ان اميركا تشجع الإمارات على توسيع دورها ونفوذها في المنطقة وسيطرة الإمارات يرفع الكثير من العبء على اميركا والغرب ويحقق في الوقت نفسها تحقيق الهيمنة الأميركية والصهيونية على منطقة شديدة الحيوية هي في الواقع بوابة الوطن العربي الجنوبية.
وهنا نص المقابلة:
اسلام تايمز: اقدام الامارات على انشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية المحتلة هل هي خطوة للسيطرة على ممر السفن في باب المندب؟
عمر معربوني: قبل الإجابة على السؤال لا بد من توضيح أهمية هذه الجزيرة واهمية موقعها حيث تقع في نقطة شديدة الأهمية قرب باب المندب ، وهي جزيرة سمِّيت بأكثر من اسم بحسب القوى التي سيطرت عليها عبر التاريخ لكنها تحمل الإسم العربي ميون وهي جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها 5 أميال مربعة (13 كيلومتراً مربعاً) وترتفع إلى 214 قدماً (65 متراً)، ولها ميناء على الشاطئ الجنوبي الغربي، ومطار في الشمال.
وتعتبر جزيرة ميون من أوائل المناطق التي خضعت للاحتلال الحديث في العالم العربي، ومن أكثرها خضوعاً للاحتلال من حيث المدى الزمني، وكذلك تعد المنطقة العربية التي تناوب على احتلالها أكبر عدد من الإمبراطوريات الاستعمارية الرئيسية.
لذلك وبحسب أهمية موقعها يمكن القول انها خطوة تهدف للتحكم بحركة الملاحة البحرية .
اسلام تايمز: هل تؤثر هذه القاعدة على الملاحة البحرية في مضيق باب المندب خصوصاً مع اهمية هذه الجزيرة في الممر البحري بين باب المندب وقناة السويس .
عمر معربوني: أهمية جزيرة ميون تأتي من كونها تُشرف على الممر المائي في مضيق باب المندب، الذي تمر فيه نحو 21 ألف سفينة عملاقة سنوياً، وبواقع 57 سفينة حاملة نفط يومياً، حسب ما ذكرته وزارة التجارة في صنعاء قبل سنوات، وتُقدر كمية النفط العابرة في المضيق بـ3.3 مليون برميل يومياً.
ومن مخاطر السيطرة على الجزيرة انها تقع في المنطقة الفاصلة بين قارتي اسيا وافريقيا في ممر مائي هو باب المندب والذي لا يتجاوز عرضه 30 كلم ، حيث يمكن السيطرة عليه من الجزيرة بالأسلحة المدفعية متوسطة المدى وبالصواريخ ساحل – بحر بسهولة ، وعليه يمكن القول ان التحكم في هذه النقطة يمكنه ان يشل حركة قناة السويس بالكامل .
اسلام تايمز: ما سر اهتمام الامارات بالجزيرة بالفترة الحالية خصوصا وانها حاولت قبل خمس سنوات بناء قاعدة عسكرية وتراجعت عنه؟
عمر معربوني: من المعروف ان الإمارات تحاول ان تفرض نفسها كامبراطورية وهو امر قائم في تفكير حكام الإمارات ويلقى تشجيعاً اميركياً هدفه إقامة نوع من التوازن مع المملكة السعودية ، لكن سبب اهتمام الإمارات الرئيسي برأيي يرتبط بإخضاع مصر والتأثير والضغط عليها مستقبلاً عبر التحكم بمضيق باب المندب وهي خطوة من خطوات عديدة للإمارات سواء دور الإمارات في ليبيا او حتى بالدعم الذي تقدمه لإثيوبيا وهو في مجمله هدف " إسرائيلي " تنفذه الإمارات ، لهذا يبدو موضوع القاعدة الجوية ضرورياً الآن بعد انتقال العلاقة بين الإمارات و " إسرائيل " الى العلن وهو أمر لم تكن ظروفه متوفرة قبلاً.
اسلام تايمز: هل تعتقد بأن القاعدة هي بالاصل قاعدة صهيونية يتم إنشاءها بإسم الامارات ثم سيتم إدارتها من قبل الصهاينة؟
عمر معربوني: أعتقد أن اهتمام الإمارات يخفي وراءه اهتماماً صهيونياً بالنظر الى طبيعة العلاقة بين الإمارات والكيان الصهيوني ، فكما هو معلوم في حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، كان البحر الأحمر أحد عناصر خطة فرض الحصار على "إسرائيل " ، فقد بدأ حصار غير معلن على مضيق باب المندب منذ الأسبوع الثاني للحرب، حين أغلقت مصر بالتنسيق مع اليمنيين هذا الممر الحيوي، كما قامت قوة من اليمن الشمالي باحتلال بعض جزر البحر الأحمر، لمنع " إسرائيل " من استخدامها لفك الحصار.
هذه الأيام يمكن القول في أجواء التطبيع القائمة بين الإمارات وكيان العدو ان الكثير من العقبات التي منعت " إسرائيل " من وضع يدها على الجزيرة قد زالت اقله مؤقتاً وبالتالي لا أرى سبباً لاهتمام الإمارات غير ذلك إضافة طبعاً الى سعي الإمارات لتوسيع مجال نفوذها الحيوي .
اسلام تايمز: لم نشاهد اي ردة فعل او تصريح امريكي على هذا التحرك العسكري هل هناك ترتيب او اتفاق مسبق على اقامة هذه القاعدة خصوصاً وان هناك قواعد عسكرية امريكية كبيرة في المنطقة؟
عمر معربوني: في الأساس تشجع اميركا الإمارات على توسيع دورها ونفوذها في المنطقة وسيطرة الإمارات يرفع الكثير من العبء على اميركا والغرب ويحقق في الوقت نفسها تحقيق الهيمنة الأميركية والصهيونية على منطقة شديدة الحيوية هي في الواقع بوابة الوطن العربي الجنوبية .
اسلام تايمز: هل هناك مستقبل لهذه القاعدة مع رفض الشعب اليمني لهذا الاحتلال وما هو موقف انصار الله من هذا الموضوع؟
عمر معربوني: بالنظر الى التحولات الحاصلة في المنطقة وتحديداً في اليمن الذي بدأ ينتقل الى مرحلة مختلفة من الصبر الكبير الى مرحلة إيقاع الألم الكبير بقوى العدوان بات اليمن يمتلك قدرات ردع يمكنه استخدامها في مراحل معينة فالسعودية التي تتجاوز الإمارات بالقدرات والإمكانيات وصلت الى مرحلة عدم القدرة على الإستمرار في الحرب بنتيجة تعرض العمق السعودي العسكري والإقتصادي لضربات الصواريخ والمسيّرات اليمنية وهو ما يمكن ان يفعله الجيش واللجان الشعبية مع الإمارات من خلال تهديد العمق الإماراتي وهو عمق هشّ ومكشوف ولا يمكنه تحمل ضربات يمنية قاصمة اعتقد ان اوانها لم يحن بعد لكنها موضوعة على لائحة غرفة عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية ضمن التوقيت الدقيق القادم .
رقم: 937543