وقال الشعيبي في حوار مع موقع "إسلام تايمز"، إن "تونس تعيش مرحلة انتقالية ديمقراطية منذ 10 سنوات، لذلك لم يكن متوقعاً أن نرى استقراراً صلباً خلال هذه المرحلة"، لافتاً إلى أن حجم التحولات وتسارعها يخلقان وضعاً هشاً في البلاد وحالة من التشظي بين القوى السياسية.

وبين الشعيبي إن حركة النهضة تمثل الحزب السياسي الأكبر في تونس وهذا ما يجعلها تواجه معارضات على أكثر من واجهة، منوهاً إن "الحركة تبذل جهوداً من أجل بناء عمل مشترك في المستقبل".

وفيما يلي نص الحوار

إسلام تايمز: برأيكم ما هو السبب الرئيسي الذي أدخل تونس مؤخراً في أزمة جديدة؟

رياض الشعيبي: تونس تعيش انتقالا ديمقراطيا منذ 10 سنوات، لذلك لم يكن متوقّعا أن نرى استقرارا صلبا خلال هذه المرحلة. فحجم التحولات وتسارعها يخلقان وضعا هشا في البلاد وتشظٍّ للقوى السياسية، ما حال دون تشكل أغلبية حكومية واضحة ومنسجمة يمكنها أن تخرج البلاد من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية خاصة. 

وما زاد الوضع الحالي صعوبة هو عدم تحقق الانسجام المطلوب بين أغلبيتين: أغلبية انتخابية واضحة أفرزت رئيسا للدولة من خارج النخبة السياسية، وأغلبية ائتلافية برلمانية واسعة استطاعت أن تضمن حدّا معقولا من الاستقرار الحكومي.

إسلام تايمز: لماذا تحاول بعض الدول ضرب تونس عبر إثارة صراعات داخلية في البلاد؟

رياض الشعيبي: رغم ان الثورة التونسية كانت ثورة محلية، إلا أن تداعياتها شملت أغلب أنحاء المنطقة العربية، لذلك تحركت بعض دول النظام الرسمي العربي للحيلولة دون انتقال العدوى الى شعوبها، بالعمل على إفشال هذه النزعات التحررية في محاضنها الأولى. فشهدنا سياسات عدائية تجاه تونس وغيرها من دول الربيع العربي على امتداد عشرية كاملة إلى حد الآن. 

وإذا كانت هذه السياسات العدائية قد نجحت إلى حد الآن في بعض الأقطار، إلا إن التجربة التونسية استطاعت أن تحافظ على تميزها رغم كل المحاولات.

إسلام تايمز: لماذا نرى هناك توجهات لضرب حركة النهضة الإسلامية؟

رياض الشعيبي: تمثل حركة النهضة الحزب السياسي الأكبر في البلاد، لذلك فهي تواجه معارضات على أكثر من واجهة: مع اليسار الفرنكوفوني الإيديولوجي، ومع فلول اقصائية من النظام القديم، ومع بعض العروبيين المسكونين بالعداء التاريخي بين القوميين والإسلاميين. ورغم الجهد الكبير الذي تبذله من أجل بناء عمل مشترك في المستقبل، إلا أن الاستجابة لدعواتها لاتزال ضعيفة ومنسوب التوتر السياسي في البلاد لازال مرتفعاً.

اسلام تايمز