النابلسي لإسلام تايمز: فكرة الحياد هدفها تحجيم وتقليص دور المقاومة
إسلام تايمز , 2 آذار 2021 14:12
خاص (اسلام تايمز) - اعتبر الدكتور الشيخ صادق النابلسي أن الخطاب الذي سمعناه من البطريرك الراعي هو خطاب توتير وتأزيم. ولا ينبغي لبكركي أن تنجر إلى هذا الإصطفاف الحاد في وجه شريحة كبيرة من اللبنانيين يؤمنون أن الحل في لبنان يجب أن يكون عبر حوار داخلي وتفاهمات تحمي الوطن من الأخطار المحدقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
وأشار النابلسي في مقابلة خاصة لـ وكالة إسلام تايمز بأن التماهي مع مشاريع غربية، وأمريكية إسرائيلية سعودية، ليس من ورائه إلا تحويل لبنان إلى جهنم.
وهنا نص المقابلةكاملاً:
إسلام تايمز: ما هي الرسائل التي أراد إيصالها البطريرك الماروني في خطبته في هذا التوقيت الحرج؟
صادق النابلسي: لا يمكن عزل الحراك الذي قام به البطريرك الراعي عن مسار الضغط ضد المقاومة . فكرة الحياد والمؤتمر الدولي والحماية الدولية وتطبيق القرارات الدولية خاصة القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١ هدفها تحجيم وتقليص دور المقاومة وإعادة خلط الأوراق الداخلية لتعديل الوقائع والأوزان السياسية. لكن ما لا يريد أن تعرفه طبقة النبلاء المحيطة بالراعي، أنه لا يمكن تغيير الوقائع الصلبة باحتفالات ومواقف أشبه بالدعابات والفلوكلور. شعار الحياد شعار مطروح لتفجير البلد وليس لحل الأزمة في البلد، وهو شعار يطلبه الخارج ولا يعيه من هم في الداخل. للأسف هناك فئة لا يعنيها من طروحات تفجيرية كهذه إلا العودة إلى السلطة أو الحصول على حجم أكبر في السياسة المحلية، حتى لو أدى الأمر إلى فتنة وخراب وصراعات بين اللبنانيين. الخطاب الذي سمعناه من الراعي خطاب توتير وتأزيم. ولا ينبغي لبكركي أن تنجر إلى هذا الاصطفاف الحاد في وجه شريحة كبيرة من اللبنانيين يؤمنون أن الحل في لبنان يجب أن يكون عبر حوار داخلي وتفاهمات تحمي الوطن من الأخطار المحدقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
كل هذه الجمهرات البائسة والشعارات اليائسة المضحكة التي سمعناها هدفها الفعليّ هو رأس المقاومة. إذا كان هناك من قلق مسيحي فالقلق على المسيحيين لا يكون بأن تتحول بكركي الى رأس جسر لمشروع فتنة وخراب.
إسلام تايمز: دعوة البطريرك الراعي الى عقد مؤتمر دولي برعاية أممية هل سيلقى تأييداً داخل الاطراف اللبنانية؟ وماهي تداعياته في المرحلة بالذات؟
صادق النابلسي: التماهي مع مشاريع غربية وأمريكية إسرائيلية سعودية ليس من ورائه إلا تحويل لبنان إلى جهنم. فأي عقل هذا الذي يسمح بأفكار ومشاريع تحمل هذا الكم الخطير من التداعيات على أمن اللبنانيين أن تتحرك وتستعر؟ إنّ ما يطالب به البعض ليس إلا الجنون بعينه. الخارج ليس جمعية خيرية. وعندما تنادي الخارج أن يوفّر لك الحماية والحياد، فهذا يعني أنك ستكون في مداره.. وعليه، كيف يستوي منطق الحياد هذا؟ هدف رفع الشعار هو الحماية والوصاية، فكيف يستقيم ذلك مع رفع شعار السيادة والحرية والاستقلال؟.
إذا كان البعض يقصد من الحياد الحياد الايجابي، فالحياد الإيجابي هو عدم انحياز طرف الى طرف ضد الاخر. ولكن الراعي وفريقه ينحازون لفريق ضد فريق. وإذا كان المقصود الحياد السلبي، فالحياد السلبي ناجم عن الضعف وقلة الحيلة، والذي لا يريد منه أصحابه الا تجنيب أنفسهم المشكلات والهروب من المسؤوليات.
إن من يرفع شعار الحياد عن كل جهة ، يجب أن يكون قوياً جداً، فهل نحن أقوياء أم اننا دولة فاشلة ومجتمعات فاشلة.
الرئيس الفرنسي الراحل ديستان يقول: ”لا دول لديكم بغياب الضمير السياسي، ولا مجتمعات لديكم بغياب الضمير الاجتماعي“. وفي لبنان هناك ندرة في الضميرين السياسي والاجتماعي.
وفي الفلسفة يقولون، كلما كثرت القيود قل الوجود. ونحن أمام كم هائل من القيود قيود الوصاية – قيود القرارات الدولية- قيود البنك الدولي- قيود شروط المبادرة الفرنسية- قيود الاملاءات الامريكية- قيود السعودية- قيود الطائف- قيود الزعامات –قيود المحاصصة. وهذا كله يجعل من الوجود السيادي للبنان ضئيلاً للغاية فهل يريد الراعي أن يوسع دائرة الوجود السيادي أم يقلصه؟
إسلام تايمز: هل تمثل مطالب البطريرك الراعي ودعواته للحياد والتدويل رأي المكون المسيحي أو أنه يتبنى رأي مكون سياسي؟
وفي حال نجاح انعقاد مؤتمر برعاية الامم المتحدة واتخاذ قرارات، هل سيساهم بحل الأزمة اللبنانية؟
صادق النابلسي: هناك قضية، وهي أنّ الفريق المطالِب بالحياد، يشعر بأن التوازنات ليست في مصلحته وانه يريد الوصاية لتعديل التوازنات. الفريق هذا يشعر بإحباط كامل عن القيام بأي أمر يمنحه فرصة تغيير الوقائع الحالية. فهل المطلوب ان نسلم أمورنا ودولتنا ومؤسساتنا للخارج ليعطينا خبزنا. هل هذا ما يريدونه ؟هذا لن يحصل؟ ثم إن هذا الوصي سيفرض علينا طريقة إدارة مصالحنا الخارجية كما يريد سيقول لنا بكل صراحة أقفلوا أبوابكم مع دمشق وافتحوا أبوابكم مع تل أبيب. وهذا لا يمكن ان يحصل أيضاً!
في كل الأحوال صوت بكركي صداه لا يتعدى دويلة القوات أي من كفرشيما حتى المدفون. والأمم المتحدة ومجلس الأمن عاجزان عن مواكبة هذه الطروحات على مستوى قرارات دولية جديدة.
رقم: 919225