QR Code
باحث تونسي لـ"إسلام تايمز": تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني هدفه الضغط على الجزائر
إسلام تايمز , 8 كانون الثاني 2021 15:12
خاص (إسلام تايمز) - أكد الباحث السياسي والإعلامي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن قيام المغرب بتطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، هدفه الضغط على دولة الجزائر التي ترفض أي خطوة للتطبيع مع كيان العدو.
وقال اليحياوي في مقابلة مع موقع "إسلام تايمز"، إن "تطبيع أنظمة الحكم في بعض البلدان العربية سواء كان المغاربية أو غيرها، لا تعتبر عن إرادة الشعوب، فقد كانت مصر مطبعة مع الكيان الصهيوني منذ خمسين سنة تقريباً، لكن الشعب المصري لا يزال يرفض التطبيع".
وأشار اليحياوي إلى أن "ما قامت به بعض الأنظمة العربية يتجاوز مفردة ومفهوم التطبيع مع الصيهانية، بل هو إقامة علاقة استراتيجية بين هذه الدول ودولة العدو (الكيان الصهيوني)"، مبيناً إن "التطبيع كان قائماً منذ فترة وما حدث اليوم فقط ما كان تحت الطاولة أصبح فوقها، ولكن التطبيع على عدة مستويات أكاديمية وثقافية وسياحية هو شيء موجود في جل البلدان العربية إن لم نقل كلها، طبعاً بدرجات متفاوته".
وفي العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موافقة المغرب على التطبيع مع إسرائيل، معتبراً هذه الخطوة بمثابة "تقدم هائل لعملية السلام في الشرق الأوسط".
وفي السياق، قال ترامب إنه وقع اعترافا بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب جبهة "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.
ومنذ 1975، يدور نزاع بين المغرب و"البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر "الكركرات" منطقة منزوعة السلاح.
وفيما يلي نص المقابلة
إسلام تايمز: برأيكم لماذا بعض من الدول في شمال أفريقيا بصدد تطبيع مع الكيان الصهيوني، بينما يرفض كثير من الأحزاب السياسية والرأي العام في هذه الدول ذلك؟
الجواب: ننطلق من فكرة أساسية أن أنظمة الحكم في البلدان العربية سواء كانت المغاربية أو المشارقية شيء، ورغبة وإرادة الشعوب شيء مختلف تماماً، بمعنى أننا مثلاً إذا اخذنا ما يحدث في مصر، فهي دولة طبعت مع الكيان الصهيوني منذ خمسين سنة أو أكثر بقليل، ورغم ذلك الشعب المصري ما زال يرفض التطبيع أو هذه العلاقة مع دولة العدو أو مواطني هذه الدولة، طبعاً ما عدى استثناءات قليلة لا يمكن أن تكون هي الأصل، بل هي مجرد شذوذ عن عما هو الأصل، وهو الإيمان بأحقية القضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني حتى دون أن نصبغ عليها الخلفية الدينية القدسية، يعني حتى من وجهة نظر إنسانية، هذا حق كوني لشعب احتلت أرضه ومورس عليه الظلم والتهجير القسري والسجون والقتل وغير ذلك.
إسلام تايمز: هل إن حكم هذه البلدان المطبعة مخولون من قبل شعوبهم للمشاركة في هذه المفاوضات وعقد الصفقات أم لا؟
الجواب: ثم بالمناسبة عندما نتحدث عما يحدث اليوم بين البلدان العربية وبين كيان العدو، نحن لا نتحدث عن مفردة التطبيع، لأنها لم تعد توفي المعنى حقه، ولم تعد تعبر عما يحدث حقيقية بشكل واضح، نحن الآن نتحدث عن إقامة علاقة استراتيجية بين هذه الدول العربية أو الأنظمة وبين دولة العدو، بمعنى أن التطبيع كان قائماً منذ فترة وما حدث اليوم فقط ما كان تحت الطاولة أصبح فوقها، ولكن التطبيع على عدة مستويات أكاديمية وثقافية وسياحية هو شيء موجود في جل البلدان العربية إن لم نقل كلها، طبعاً بدرجات متفاوته، أصبح هذا التحالف الاستراتيجي أصبح سياسياً واقتصادياً بالأساس، وطبعاً عندما نتحدث عن دول خليجية تملك احتياطاً نقدياً هائلاً وثروات باطنية هائلة تصبح محط أعين الكيان الصهيوني ومن يحمي الكيان، خاصة ونحن اليوم نتحدث عن مفردة العالم الجديد بمقومات وأهداف وأولويات جديدة، خاصة بعد جائحة كورونا، وبات العلماء والمفكرين الاستراتيجيين يتحدثون عن نهاية عصر العولمة أو أن العولمة قد استنفذت أغراضها والآن بصدد بناء عالم جديد بمقوماته وأهدافه الجديدة ولديه رؤية كونية جديدة.
إسلام تايمز: إن الدول المشاركة في قطار التطبيع مع الصهاينة، بناء على أي منطلق سياسي وضعت جميع خياراتها في سلة ترامب الخاسر في الانتخابات وكذلك نتنياهو المتورط بأزمات عديدة؟
الجواب: نحن اليوم نتحدث عن علاقة استراتيجية بين بعض الأنظمة العربية وبين كيان العدو، الآن باهتمام ما يحدث في المغرب العربي وبصورة أكثر دقة بما يحدث في بلد المغرب أولاً وقبل كل شيء هي محاولة للضغط على دولة الجزائر، لأنها تبقى هي الاستثناء بالإضافة ربما إلى سوريا هي الاستثناء الوحيد في البلدان العربية التي ترفض قيام أي علاقة من نوع ما مع الكيان الصهيوني، وهي دولة مهمة بموقعها ومساحتها وديمغرافيتها وأيضاً بثرواتها الباطنية وخاصة بموقعها الجغرافي والسياسي، فبالتالي الضغط على الجزائر مرة عبر الاعتراف أو إعادة العلاقة بين المغرب والكيان الصهيوني، ثم الاعتراف بمغربية منطقة الصحراء الغربية.
إسلام تايمز: ما يثير الحفيظة أيضاً في هذا المشروع هو المساحة الجغرافية التي تغطيها مؤامرة التطبيع، ففي حين أن هذا المخطط إنطلق من مشياخ دول الخليج، ومن ثم انتقل إلى الشرق الأوسط وبعد ذلك ظهر في شمال أفريقيا، ثم يواصل الكيان الصهيوني هذا المخطط في مناطي بعيدة مثل دولة بوتان، كيف تقرأ هذا الأمر؟
الجواب: هذا الاهتمام عاد أساساً للأهمية التي تكتسبها أفريقيا في منظومة العالم الجديد عندما نتأمل ما حدث وجدنا الاهتمام بأفريقيا وبصورة أدق في حوض البحر الأبيض المتوسط أصبح اهتماماً متصاعداً ومتزايداً منذ فترة في السنوات الأخيرة والصراع على البحر الأبيض المتوسط على أشده وذلك لأسباب عدة.
وهذا الاهتمام والذي سرع إعادة العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني وإقامة هذا التحالف الاستراتيجي، نظراً لأن منطقة الصحراء الغربية هي البوابة الكبرى لإفريقيا ما تحت الصحرى، إذا تحدثنا عن حركة وسير التجارة عبر السواحل الجنوبية عبر البحر الأبيض المتوسط، فالبوابة الرئيسية تكون هي منطقة الصحراء الغربية (وادي الذهب)، وهي أراضي مستقلة لم تكن أبداً في أي زمن التاريخ تنتمي إلى المغرب وإنما كان بلداً مستقلاً بذاته وكانت تحت الاحتلال الأسباني وبعد خروج الاحتلال سملها إلى المغرب وبقيت هناك حرب ناشبة بين منطقة الصحراء الغربية والمغرب إلى عام 1991 لحين قيام الأمم المتحدة بعقد اتفاق سلام ووقف اطلاق النار ثم توالت الأحداث.
إسلام تايمز: هل المستهدف من الخطوة بحسب معارضيها هي المنطقة وليس المغرب وحدة.
الجواب: الآن إذا تحدثنا عن بقية بلدان المنطقة عموماً سواء كانت تونس أو ليبيا أو موريتانيا، فإن نتيجة صراع الكتل السياسية في هذا البلد سيدفعهم إلى تقديم كل ما يمكنهم من تنازلات من أجل البقاء في الحكم من جملة هذه التنازلات الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني هذا بالنسبة إلى ليبيا.
أما تونس ومع وجود الاخوان المسلمين في سدة الحكم وصنع القرار السياسي، أحد المهام الموكلة إلى الأخوان هو دفع البلدان العربية إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، نلاحظ الاخوان المسلمين في الأردن فهذا البلد لديه تطبيع علاقات مع الكيان الصهيوني، وكذلك الحال في المغرب مؤخراً بالنسبة إلى السودان، وفي مصر لم تكن حاجة إلى إبقاء الاخوان في سدة الحكم نظراً لأن مصر مطبعة ولديها علاقات دبلوماسية، وفي تونس ما زالوا يحظون بدعم دولي من عدة أطراف دولية حتى من بينها الولايات المتحدة، بسبب أن المهمة الموكلة إليهم التي تأتي في المرتبة الثانية في جملة اللوائح التي كانوا مطالبين بتقديمها كعربون وفاء لمشغليهم الأساسيين، طبعاً هي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
طبعاً كان الهدف إسقاط سوريا ولكن صمودها وحلفاؤها أمام هذه الحرب الكونية جعل هذا البلد يمحى من اللائحة بعد الثوراث التي حدثت في دول الخليج التي كانت تدير الحرب وتمول هذه الحرب الكونية ضد سوريا، وبقي أحد المطالب وهو التطبيع مع الكيان الصهيوني فماداموا موجودين في الحكم بتونس أمر التطبيع وارد، حيث وقع إسقاط بند في الدستور التونسي يتحدث عن تجريم التطبيع لم يمرر هذا البند عند التصويت على الدستور عام 2014، وهذا تمهيد لإقامة هذه العلاقات مع الكيان الصهيوني، إذا تحدثتنا عن مستويات التطبيع حتى نظام زين العابدين بن علي كان مطبعاً مع الكيان الصهيوني وكان هناك مكتب لإدارة العلاقات بين تونس وبين الكيان وكانت هناك تعاملات وعلاقات خاصة على مستوى السياحة وما يسمى بحج الأغريبة، والأرث اليهود في تونس كبير والعائلات اليهودية، كما أن قانونية يهودية ما يسمى بدولة الكيان ينص على أن أي مواطن يهودي في أي منطقة بالعالم هو مواطن اسرائيلي بالضرورة ويخدم مصالح إسرائيل وهي تدافع عنه.
رقم: 908902
اسلام تايمز
https://www.islamtimes.com