عمر معربوني لموقع " اسلام تايمز":
خبر انزال فرقة كومندوس في منطقة الجية عارٍ عن الصحة
16 كانون الأول 2020 22:58
خاص (اسلام تايمز) - نفى الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني خبر انزال بعض العناصر من الكومندوس في منطقة الجية الساحلية واعتبر انه عار عن الصحة فقيادة الجيش برأيه لم تذكر هذا الموضوع عبر مديرية التوجيه.
وأشار في مقابلة لموقع إسلام تايمز أنه إفتراضياً في حال حصلت هذه العملية فهدفها الأول هو هدف أمني يتمثل بإنزال او إخلاء العملاء وزرع أجهزة تجسس ورادارات او تفكيكها واعادتها .
والهدف الثاني عسكري هدفه في هذه المرحلة الاستطلاع.
إسلام تايمز: ذكرت صحيفة الجمهورية أن زورقًا عسكرياً اسرائيلياً متطوراً اقترب قبل نحو اسبوعين من الشاطئ اللبناني، وأنزل بعض العناصر من الكومندوس في منطقة الجية، ما هي أبرز المعطيات لديكم، ولم تم اختيار هذه المنطقة بالذات؟
عمر معربوني: في البداية ان ما تم ذكره في صحيفة الجمهورية، هو خبر تم تداوله في الحقيقة منذ إكثر من شهرين تقريباً ، وأنا أوكد أن هذا الخبر عار عن الصحة تماماً، لأنه لو حصل لكان التعاطي معه تم بطريقة مختلفة .
فالتعاطي مع هكذا مسألة يجب ان يتم انطلاقاً من المعطيات، أي الجهة المعنية للكشف عن هذا الموضوع وهي ”قيادة الجيش اللبناني“ بشكل اساسي التي لم تذكر هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد. حيث من المؤكد أن رادارات الجيش اللبناني كانت قادرة على التقاط هذا الزورق.
أما إذا تعاطينا مع الموضوع على المستوى الإفتراضي، فإن مثل هذه العمليات، تقوم بها البحرية الصهيونية عادة وقد قامت بها سابقاً وهو أمر غير مستبعد، وفي حال حصلت هذه العملية، فإن لها برأيي استهدافين أساسين وهما: استهداف أمني ، يتمثل بإنزال او إخلاء العملاء وزرع أجهزة تجسس ورادارات او تفكيكها واعادتها .
أما الهدف الثاني فهو عسكري فالمنطقة تشكل مفتاحاً حساساً ، وقد تكون ”منطقة إبرار مستقبلية“ والهدف هو الإستطلاع بشكل أساسي، خصوصاً وأن القيادة الصهيونية تملك مجموعة من الخطط التي تهدف الى الإلتفاف على مناطق تواجد المقاومة الأساسية، وهدفها الكبير هو عملية تقطيع الأوصال عبر عمليات التطويق.
اما المنطقة التي أشير اليها، فهي منطقة حساسة ومفتاحية مرتبطة بمنطقة وادي الزينة ومناطق تصل الى المطلة مروراً ببسابا وصولاً الى وادي بسري فجزين، وهذا يعتبر أحد أهم الطرق الأساسية التي يمكن ان يعتمدها الجيش الصهيوني، في عمليات تقطيع الأوصال والتطويق.
وهنا أود أن أشير الى نقطة مهمة وهي أن إقامة سد بسري يشكل إعاقة حقيقية لهذه المناورة التي يمكن أن تنفذها القوات الصهيونية مستقبلاً، وهنا يبرز التساؤل الأساسي، هل عرقلة مشروع سد بسري يمكن أن تساعد في تنفيذ المناورة الصهيونية؟ الجواب نعم فوجود السد يحدّ من قدرات المناورة والالتفاف ويعيق من تقدم القوات المعادية .
إسلام تايمز: هل أبدى حزب الله أي جهوزية في مناطقه وتحديداً في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
عمر معربوني: واضح تماماً بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قال في أخر اطلالاته أن المقاومة في حالة جهوزية تامة ودائمة، وقد تم رفع هذه الجهوزية بالتزامن مع مناورات ”السهم الفتاك“ التي أجرتها القوات الصهيونية منذ فترة وبالتأكيد بأن الضاحية الجنوبية تشكل قلب المقاومة وهي في جهوزية قصوى.
إسلام تايمز: من الأسئلة التي تتطلب إجابات بعد إشاعة أجواء الاغتيال في لبنان، هل مصدر هذه المعلومات هو مجرد تحليل أو من جهات استخباراتية خارجية؟ وما هي طبيعة الشخصيات المستهدفة ودرجة أهميتها بالمعنى السياسي اللبناني؟
عمر معربوني: في الحقيقة إن الكيان الصهيوني قام بتنفيذ العديد من العمليات في الداخل اللبناني منذ السبعينيات، وهي عمليات مستمرة خصوصاً وأن الموساد بشكل أساسي وكافة الأجهزة الإستخباراتية الأخرى، تقوم بتنفيذ عمليات حساسة بواسطة عناصر صهيونية، في حين ان عمليات الاستطلاع تكون عبر عملاء داخليين الا في مراحله الأخيرة حيث تقوم بها عناصر معادية ، لكن أغلب العمليات او الإغتيالات تمت بواسطة عناصر استخباراتية صهيونية، وهو أمر مرتبط بموضوع الثقة بشكل أساسي.
وبالتالي فإن معظم عمليات الإغتيالات في لبنان حصلت عن طريق البحر وهو الطريق الاكثر يسراً وسرعةً في عمليات الدخول والخروج، وطبعاً هذا يتطلب مستوىً عالٍ من الاستطلاع والتنسيق مع عملاء الداخل، وهو إمر مستمر لغايات صهيونية ترتبط بوضع المنطقة وطبيعة الصراع وتحولاته.
إسلام تايمز: هل التحرك العسكري الإسرائيلي كان لجس النبض أم أنه جزء من استراتيجية الحرب النفسية لخلق جو من الذعر بين المدنيين؟ وهل سوف تؤثر هذه التحركات على مفاوضات ترسيم الحدود مع العدو الصهيوني؟
عمر معربوني: أولاً أنا أجزم بأن هذه العملية لم تحصل ولم يتم تأكيدها أو تثبيتها، وبالتالي فإن الترويج لهذه العملية هو جزء من الحرب النفسية ربما لخلق جو من الذعر بين المواطنين اللبنانيين وإشاعة أجواء سلبية ترتبط بتفوق العدو وامكانية تنفيذه لأي عملية في الوقت والمكان الذي تحدده القيادة العسكرية الصهيونية. أما ما يحصل من استفزازات صهيونية وخرق دائم للمجال الجوي والبحري اللبناني وأحيانا الخروقات البرية والتي كانت قد توقفت في الحقيقة منذ أربعة أشهر، حيث قام العدو الصهيوني بإبعاد قواته، خصوصاً بعد التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله لمسافة حوالي ثمانية كيلو مترات، وبالتالي فإن هذا لن يؤثر برأيي على مسألة ترسيم الحدود على اعتبار أن هذه المفاوضات قد توقفت عملياً بقرار صهيوني بعد أن لاحظ الكيان الصهيوني والجانب الاميركي عدم تجاوب الوفد اللبناني لجهة تقديم تنازلات وتمسكه بالحقوق اللبنانية الثابتة والمشروعة.
رقم: 903903