محلل سياسي لـ"إسلام تايمز": السفارة الأمريكية ببغداد أكبر منتهك لسيادة العراق
20 تشرين الأول 2020 09:42
اسلام تایمز (بغداد) - أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي مدير معهد الفرات الدولي للتطوير والتنمية، جليل هاشم البكاء، أن السفارة الأمريكية في بغداد هي بمثابة ثكنة عسكرية وتعد من أكبر منتهك لسيادة العراق، مشيراً إلى أن التهديد بإغلاقها يعبر عن فشلها السياسي.
وقال جليل هاشم البكاء في حوار مع موقع "اسلام تايمز"، إن تهديد الولايات المتحدة في الأيام القليلة المنصرمة بإغلاق سفارتها في بغداد، "جاء نتيجة رفض فصائل المقاومة للوجود الأمريكي في العراق لما تقوم بهذه السفارة من مخططات تستهدف العراق".
وأضاف "في حقيقة الأمر أن غلق السفارات وتخفيض المستوى التمثيل الدبلوماسي بين الدول يعبر عن أزمة أما أن تكون سياسية أو اقتصادية أو أمنية لظروف محيطة بعمل هذه البعثات".
وأشار إلى أنه "بالنسبة الى السفارة الأمريكية في العراق والتهديد بالإغلاق لا يشذ عن هذه القاعدة وإنما هو تماماً متماشي مع هذه الظروف والمعطيات والحيثيات التي تؤكد أن هناك أزمة في الولايات المتحدة وتعبر في هذا القرار عن فشلها السياسي وإخفاقها في العراق".
ولفت جليل هاشم البكاء إلى أن "الولايات المتحدة هي التي أثارت الفوضى وهي التي أحدثت الاضطرابات الأخيرة في العراق التي عمت مدن وسط وجنوب العراق، وهذه الفوضى لا تزال مستمرة وقد اعترف الأمريكان بهذا الأمر".
وبين الكاتب والمحلل السياسي العراقي إن "هناك أزمة من الجانب الاقتصادي لدى أمريكا، فإنهم يعيشون في حالة أزمات ويؤكدون دائماً إنهم لن يتخلوا عن العراق إلا إذا دفعت لهم الحكومة الأموال الطائلة التي صروفها على الحرب".
وأضاف "هذه الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة لم يكلف العراق بها، وواشنطن قامت بهذه الإجراءات العسكرية دون التنسيق مع العراق".
أما من الناحية الأمنية، قال "هاشم البكاء "إن الأمريكيين غير مرحب بهم تماماً من قبل فصائل المقاومة العراقية، لأن تلك الفصائل تنظر إلى هذه السفارة على أنها ثكنة عسكرية وقاعدة ضمن القواعدة العسكرية للولايات المتحدة بعد غزو واحتلال العراق".
وتابع "المقاومة لا تعترف بكل الإجراءات السياسية التي تحاول التطبيع مع وجود الاحتلال الأمريكي، فإن لها قول آخر، وترفض المماطلة والتسويف من قبل الإدارة الأمريكية وعدم تنفيذ لقرار البرلمان والشعب العراقي الذي طالبهم بالانسحاب".
السفارة أكبر منتهك
واشار السياسي العراقي إلى أن "السفارة الأمريكية أكبر منتهك لسيادة العراق فإنها توجد فيها بعثة إرهابية كانت قد باركت عملية اغتيال قادة النصر ضيف العراق الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني ورفيق دربه في الجهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس مطلع العام الجاري، فهي أعطت الضوء الأخضر للإرهابيين لمواصلة أعمالهم الإجرامية".
وتابع "إن قرار واشنطن وتهديد بغلق السفارة والاقتصار على قنصليتها في اردبيل عاصمة اقليم كردستان شمال العراق، إنما يوحون على أن هناك حواضن محلية لهم في تنفيذ مشروعهم الشرير وإنما يمكن لهم أن يحتموا بهذه الحواضن في هذه المناطق ومحاولة إيحاء على أن ملف تقسم العراق يمكن أن يكون ورقة ضغط واستنزاف للعراق وإحداث حرب أهلية وتقسيم المناطق".
وأضاف "كما تنسجم تحركات المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري، مع تحركاتهم في سوريا ويحاولون استقطاع شرق شمال سوريا لضمه مع غرب شمال العراق، لتكون جزءاً من صفقة القرن، من أجل توطين الفلسطينيين الذين يرغبون في الهجرة إلى تلك المناطق بدعم من المال الخليجي الذي يعيش أزمة حقيقية هي التي دفعت الانظمة الرجعية للتطبيع".
وبشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني، قال "التطبيع إنما يمثار خيار أفراد وجماعات فقدت الشرعية في داخل بلدانها فهي تحاول تحتمي بقوى خارجية غير شرعية وتحاول على أن تبقي على تلك الأنظمة من أجل إثارة الحروب والنزاعات والفوضى".
وختم مدير معهد الفرات الدولي للتطوير والتنمية، جليل هاشم البكاء قوله إن "إنشاء الكيان الصهيوني كان بهدف أن يكون قاعدة متقدمة للهيمنة والسيطرة على المناطق وإثارة الفوضى وديمومة الفوضى من خلال الحروب والصراعات العسكرية، فالأزمة في الولايات المتحدة أثببت غير حرة وتخضع للوبي الصهيوني".
رقم: 893055