الشيخ قاسم: الشعب لم يضع سقفاً زمنياً لانتهاء حراكه
اسلام تایمز , 29 تشرين الثاني 2014 12:54
المراسل : ميراي فرحات
اسلام تايمز - أكد المرجع الديني الشيخ عيسى قاسم أن صلاح القيادة ضرورة من ضرورات تقدّم الأمة، ولا تقدّم لأمةٍ ولا لشعبٍ ولا بلدٍ من دون القيادة الصالحة، والأصل الصحيح أن قيادة الدين والدنيا تكونان معاً بيدٍ واحدة هي الأكفأ والأعلى مستوى في الأمة كما في حال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأشار الشيخ قاسم إلى أن الجولة الأولى من انتخابات المجلس النيابي انتهت، لافتاً إلىأن نتيجة المشاركة في هذه الإنتخابات وصلت إلى 52% حسب إعلان الجهة الرسمية، ولن ندخل في محاسبة لهذه الدعوى.
وأضاف: إذا سلّمنا هذه النتيجة المدّعاة، وأنها كانت بالارادة الحرة للمشاركين في التصويت من قوات الجيش ورجال الأمن والمجنسين وغيرهم، فإنها نتيجة لابد أن تعطي السلطة طمأنينة كاملة بأن تقدُم بشجاعة على قبول أي مقترحٍ باجراء استفتاء أو انتخاب مضمون النزاهة، وباشرافٍ مشتركٍ بينها وبين الشعب، أو باشرافٍ أو رقابة دولية في أي موضوعٍ من الموضوعات، يجب أن ينتهي تهيّب الدولة من اجراء أي انتخابٍ حرٍّ نزيه في أي موضوعٍ من الموضوعات المختلف عليها. هذه هي النتيجة الطبيعية لاطمئنان الحكومة، أو لصدق الحكومة بأن نسبة التصويت في ظل هذه الظروف المعارضة، وفي ظل التصريحات بموقف المعارضة، أن تأتي النتيجة بهذا المستوى معنى ذلك، طمأنينة كاملة عند السلطة لابد أن تدفعها لتحدي الشعب بأن تقبل بالتصويت في أي موضوع، بل أن تبادر بطرح هذا الأمر على المعارضة تحدّياً منها لها، واثباتاً لأن الارادة الشعبية منفتحة أو متفقةٌ في أغلبها مع سياستها.
متسائلاً: فهل يمكن أن تبرهن السلطة عملياً بهذا القبول والمبادرة على النتيجة المزعومة، وعلى طمأنينتها بموافقة أغلبية الشعب على سياستها؟ ننتظر ذلك. الشعب ينتظر ذلك من السلطة، وفي ذلك إنتهاءٌ للخلاف.
وأكد الشيخ قاسم أن الشعب البحريني ما كان في انطلاقة حراكه الاصلاحي بطراً ولا مفسداً، ولا يحمل نفساً طائفياً، وهو ما زال كذلك وسيبقى كما كان, وما كان حراكه عن جهلٍ بالقوة الأمنية والعسكرية عند السلطة، وما كان عن استخفافٍ بوزنها، وما كان التصوّر أن الحكومة ستبادر مسرعة للإصلاح، والاستجابة للمطالب بمجرد المطالبة من الشعب والتحرّك على طريقها, وما كان التقدير أن السلطة رؤوفة بالشعب، حريصة على دمه وحرماته ومقدساته، مما يمنعها أن تُنزل به ضرباتٍ قوية، وتُلحقه متاعب جمّة وخسائر فادحة، وأذىً شديداً كثيراً.
وأشار إلى أن الشعب ما زال يعرف أن لدى الحكومة من قوّة التدمير المشتراة بأمواله ما يكفي لإثمانه، وأنها مستعدةُ بأن تُقدم على كثيرٍ من التدمير كلما سمحت لها الظروف العالمية وأوضاع الأمم والشعوب اليوم بذلك, مشدداً على أن الحراك منطلقه الشعور المؤلم الذي يتمّلك نفوس أبناء الشعب ويهيمن عليها من الظلم والذل وسلب الحرية، والامعان في الأستهداف بالمزيد من التهميش والحرمان والاضعاف وطمس الهوية الإسلامية العامة من ناحية عملية مباشرة ومكشوفة.
وشدد على أن الحراك الشعبي الإصلاحي انطلق سلمياً، وأصرّ أن يبقى كل ذلك الزمن الذي قطعه الحراك رغم العنف والإرهاب الحكومي بألوانه المتعددة، ولا زال الإصرار أن يستمر سلمياً ولا يحيد عن سلميته, وما كان منطلقاً للحراك في أوّله هو المنطلق لإستمراره، فالشعور بالألم والظلم وسياسة التمييز والإزدراء والتهميش والإستضعاف، في تفاقم وتعمّق واتساع، مما يعني حتمية الإستمرار في الحراك, لافتاً إلى أن كل ذلك يمليه شعور الشعب باستمرار الظلم وانتهاك الحريات، وارتفاع درجة التهميش والاستهداف البشع لحريته ودينه ووحدته ومصالحه وأمنه وحياته، وليس لأي أمرٍ آخر.
وختم الشيخ قاسم أن حقّ الشعب على السلطة أن تنصفهم وتستجيب لمطالبهم العادلة، وهو حقٌ أصيل لهم وواجب على السلطة، وهذا ما يسلّم به كل منصفٍ وآخذٍ بالحق.
رقم: 422109