مصدر في المخابرات العراقية ل "إسلام تايمز":
هكذا يضلل الارهابيون الوسط الإعلامي في العراق
المراسل: عمر كفيشي
اسلام تایمز , 12 تموز 2014 03:26
اسلام تايمز - تجاوب ضابط برتبة عقيد في المخابرات العراقية مع طلبنا الإجابة عن بعض الأسئلة التي تقلق الشارع العراقي علما بأن السيد العقيد اشترط عدم نشر صورته ورضي بنشر اسمه المعروف به عائليا " أبو العمرين" والرجل من المسؤولين عن ملف داعش وعن ملاحقة نشاطها الالكتروني خاصة تجنيدا ومراسلات وتضليلا ونشرا.
يقول العقيد أبو العمرين: نجحت داعش في خوض حربها النفسية ضد الشعب العراقي بسبب العقلية الساذجة للأعلام العراقي المقاوم لها وبسبب مساندة الإعلامي العربي بكافة فئاته للإرهابيين. لكن كان من الممكن ان لا يتمكن الإرهاب وداعميه من التأثير نفسيا على مجاميع الشعب لو ان الاعلام الوطني، الخاص والحكومي، لم يتعامل بسذاجة مع الدعاية التي تبثها داعش الإرهابية وداعميها العرب. ويكشف المسؤول العراقي الأمني عن تفاصيل داعشية إعلامية فيقول:
1- حين تتعاملون مع داعش فأنتم تتعاملون مع خصم اعلامي يملك خبرة نظام البعث المنحل من عهد البكر الى يوم انتهى صدام هاربا من قصوره الى الجحر. إضافة الى ذلك يملك خبرة كوادر عليا من تنظيم القاعدة تربوا في أفغانستان وباكستان على يد كل من: - المخابرات الأميركية - المخابرات السعودية - المخابرات الباكستانية
2- ان داعش تملك خبرة كاملة في ملف الدعاية والحروب النفسية تزيدها قوة فوقها خبرة ضباط المخابرات العراقية السابقة الذين انتمى الاف منهم الى داعش. والمخابرات الصدامية هي التي اشتهرت بالدعاية السوداء وبالنجاح الكبير في السيطرة على الشعب بالتخويف والإرهاب الإعلامي والاشاعات.
3- المخابرات الأردنية والسعودية والتركية وضعت كل امكانياتها وخبراتها في خدمة داعش إعلاميا ودربت كوادرها ممن لم يكونوا بعثيين.
4- معظم نشطاء داعش الإعلاميين مدربون تدريبا رفيع المستوى على الحرب النفسية وعلى استخدام وسائل الاتصال الحديثة والنشر الالكتروني ولديهم نشطاء في خلايا مستقلة تتنافس في التفوق على بعضها إعلاميا ولكنها تتلقى توجيهات مركزية يقوم بوضعها أكثر من مركز دراسات يقودها ضباط سابقون من النظام الصدامي ومن السعودية وأحيانا ضباط حاليون من باكستان وخبراء من إسرائيل وأميركا يقدمون الخبرة للسعوديين والسعوديين ينقلونها لداعش حين تقاتل العراقيين لا حين تقاتل ضدهم.
5- الجاذبية الإرهابية للحالمين بالخلافة تشدهم دعاية الجهاد وحور العين والمتأثرون بالدعاية الإرهابية السوداء هم ربما ملايين ولكن الأكيد انهم مئات الاف المتحمسين والاف وربما عشرات الالاف الكوادر العليا في العلوم والاعلام وعلم النفس والفيزياء والكيمياء والطب، من مختلف دول العالم الإسلامي يدعمون الإرهاب ولديهم خبرات ومستوى علمي رفيع، ولديهم تواصل ونقل للخبرات فيما بينهم وبين التنظيمات الإرهابية المقاتلة في العراق وفي دول أخرى مثل سورية. فمنهم الأكاديمي والبروفيسور والمهندس والمخترع والكيميائي وكذلك بينهم اعلاميون وعلماء نفس.
وعن الدعاية التي يرددها الاعلام العراقي بخصوص داعش وتفاصيل تركيبتها قال العقيد أبو "العمرين" كل ذلك تبثه الدعاية المتخصصة لإعلام داعش وكل ما ترونه في اعلامنا مدسوس وهو في إطار تضليلي فليس ثابتا ان البغدادي يسيطر على داعش بكل اجنحتها ولا الأسماء التي تنشرونها صحيحة بالكامل واغلبها تضليلي.
وعن حسابات تويتر وفايسبوك لقيادات كبيرة من داعش تنشر يوميا اخبارا وتسريبات قال العقيد: كل ما تقرؤونه على تلك الحسابات أمنى ومدروس وتبثه أجهزة فعالة أكبر من مستوى وهابيين متعصبين من النوع الذي تعتقدون اننا نقاتله، نحن نقاتل إعلاميا عدو ذكي ذو صفة عالية من الذكاء ومدعوم بخبرة عالمية امنية وإعلامية ونفسية. هم ليسوا دولة إسلامية هم مجموع أجهزة مخابراتية معادية للعراق وتجمع خلفها مصالح دول لا دولة.
وحول الذين يعيدون نشر ما تروجه داعش عن نفسها بالحرف قال العقيد: هؤلاء نوعان:
1- أعداء للعراقيين ومجرمين يساندون الإرهاب
2- مجرمون بنتيجة افعالهم ينعقون مع كل ناعق بهدف الكسب الإعلامي ولو كان ذلك على حساب دماء العراقيين ومستقبل بلادهم. وكشف العقيد عن ان كل ما ينشره الاعلام عن التركيبة القيادية في داعش غير صحيح ولا يقدم الصورة الحقيقية لها.
ووعد العقيد بأن يسمح لنا بنشر معلومات لا تضر بالأمن القومي العراقي ولا بحرب الدولة على دولة الإرهابيين في القريب العاجل لكنه اكتفى الليلة بما يلي:
1- تنشر داعش على تويتر ما تريد من خلاله تضليلنا وتضليل الشعب ويخدمها في مشروعها التضليلي كل من ينقل عن تلك الحسابات التي لا يديرها أصحابها بل متخصصون بالحرب النفسية
2- داعش مجموعة تنظيمات لا يجمعها الا المصلحة المشتركة في السيطرة على قطعة ارض لإعلانها دويلة مستقلة والبعض يفعل ذلك بهدف فتح مفاوضات مع الحكومة المركزية لتأمين مكاسب حزبية او عشائرية او شخصية والبعض شارك استجابة لأغراء دول إقليمية مثل السعودية والبعض طائفي حاقد واقل الاعداد هي تلك التي تنتمي لما يسمى " دولة إسلامية" التي كانت قبل معركة الموصل مطاردة في الصحراء وفي احياء منسية في المدن العراقية وفي مزارع وبلدات نائية ومنعزلة ولا تجمع في اعلى مستوى من قوتها الا عشرين الف مقاتل محلي ومثلهم من الإرهابيين الدوليين الذين ارسلتهم السعودية وقطر وتركيا والأردن الى العراق.
3- ان البعث الصدامي هو القوة الأكبر في الحراك الأخير بعدما استغلوا أخطاء خطيرة ارتكبتها الحكومة في تعاملها مع المناطق العراقية المختلفة ما جعل من البعث الصدامي طرفا مقبولا وجهة تقود المطالبة برد الاعتبار لحقوق يعتبرها اهل السنة مغتصبة تقصيرا او عنوة. وقد جمع اشتاته وكبار ضباطه السابقين من الأردن والسعودية واليمن وأوروبا وحتى من سورية التي انتقلوا منها الى الأردن مع بداية الازمة السورية بترتيب قطري سعودي.
وأضاف العقيد: الامنيون الاقليميون والرضى الأميركي سهلا على البعثيين استغلال السخط الشعبي من الحكومة فانضم إليهم من كان مناصرا للمقبور صدام ومن كان متضررا منه، ووعدوا بالعودة الى السلطة في بغداد برضى سعودي أميركي شرط قتالهم تحت راية داعش الى حين تأمرهم السعودية بغير ذلك. وهؤلاء ضمانة الاميركيين على ان داعش لن تؤذي طرفين: اميركا وإسرائيل لان الصداميين قادرون ان قرروا على دحر داعش وعلى القضاء عليها لأنها تسيطر الان على احياء اناسها يعتبرون الصداميين ممثليهم والعشائر قوتهم.
4- ان العشائر الرافضة للسلطة الحكومية المركزية لأسباب مصلحية هم القوة الثانية بعد الصداميين
5- ان مجموع التكفيريين داخل داعش (بصيغتها التي احتلت الموصل) هي الأقل عددا ولا تشكل وحدها مشكلة عسكرية ولا امنية لكن تكاتف العشائريين والصداميين معهم وقبولهم برايتهم جعل داعش قوة قادرة ولكنها مزيفة وتمثل مجرد واجهة قابلة للكسر سريعا إذا انفصل عنها الطرفين الاخرين.
6- ختاما كشف العقيد أبو العمرين ان فئات سياسية وعشائرية وحزبية من المناطق التي تحتلها داعش بدأت تتصل بالسلطات المركزية عارضة الانقلاب على الإرهابيين بشرط تأمين مصالح ومكاسب لمجاميع تنتمي اليها وتمثل مصالحها.
رقم: 398925