اسلام تايمز - كلمة د.غدار في اللقاء التضامني مع كوبا

بيروت (اسلام تايمز) - اللقاء التضامني مع جمهورية كوبا، وبعد خمسة وخمسين عاماً على صمودها الأسطوري، هو أقل واجبات الإكبار والتقدير لقيادتها وشعبها الواثقين وثورتها الاستثنائية التي شكلت المثل والمثال في السيادة والحرية والاستقلال ومدى التحدي بمواجهة المستكبر الأمريكي في عقر داره، والذي كان ولا يزال ماضياً وحاضراً مستمراً بسياسة التمادي وغريزة الأحادية ومسار العولمة المتوحشة عملاً بمشروعه الصهيو-امبريالي، المرفود بالزبانية والرجعية والأدوات التخريبية والذي لا يتوقف عند منطقة دون أخرى في العالم انطلاقاً من فلسطين المستباحة وسوريا وايران المستهدفتين وساحات الامة العربية والاسلامية المباحة، وافريقيا المستضعفة، مروراً بأوكرانيا القنبلة الموقوتة على المقلب الروسي وصولاً الى فنزويلا الواعدة توأمة كوبا في مسيرة تحرير أمريكا اللاتينية.

اللقاء التضامني مع كوبا محطة استنهاض وجهوزية لخيار الممانعة والمقاومة بمواجهة الصهيو-امبريالية المستبدة ومشروعها المهيمن الذي تعزز أواخر القرن الماضي بفعل انحسار معادلة الحرب الباردة واستشرس بحروبه الاستباقية والانتقائية وسيطرته على مؤسسات المجتمع الدولي ومحاكمه الاستنسابية بإدانة الضحية وتبرئة الجلاد بغية الاقتصاص من المقاومين والمناضلين ومحاصرة المقاومة في محاولة يائسة لإنهائها واستيلاد وتصدير التشكيلات التخريبية تعميماً للفوضى المدمرة في قلعة الصمود والتصدي سوريا، وفي مصر والأقطار كافةً وفي اصقاع القارات المناهضة للظلم والاستبداد والارهاب، الذي لا ينفصل في الاداء والممارسة منذ عقود عن أجندة القرصنة والتصفيات المشهودة للقادة التاريخيين من عبد الناصر وجيفارا وعرفات وتشافيز، وصنوف الاعتقال الموصوف بحق المناضلين الذين يشكل الكوبيون الخمسة كوكبةً من عدادهم المستهدف على مساحة المعمورة.

اللقاء التضامني مع كوبا الصامدة، وبعد عقود على ثورتها العصية على التدجين الأمريكي ومعتقليها الأبطال في قبضة السجان الأمريكي البشع، هو موقفٌ مبدئي بل من الثوابت مع شعبها المناضل وقائدها الذي استعصى على الاغتيال والقائل: "إن بإمكان أمريكا إغراق كوبا في الجزيرة، ولكن يستحيل عليها إخضاعها...".

اللقاء التضامني اليوم، وإن لم يختلف بالشكل فهو يختلف بالمضمون، نظراً للمستجدات على الأرض حيث الصوت الممانع المقاوم تملأ أصداؤه الكون مبشراً ومنذرا بالتراجع الصهيو-امبريالي وانكفاء العراب الأمريكي المتسيد تحت وطأة الصمود والمقاومة من فلسطين الى كوبا وما بينهما، وبفعل استنهاض معسكر الأحرار من روسيا والصين ومجموعة البريكس وقوى الحرية والعدالة والسلام التواقة لقيام نظام عالمي جديد بمواجهة الأحادية القطبية وزبانيتها التي انكشفت أقنعتها وأبعاد خطرها على العالم راهناً ومستقبلاً.

تحية إعزازٍ من اللقاء التضامني وإكبارٍ من التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة انتصاراً لكوبا المنتصرة ودعماً لقيادتها وشعبها ومعتقليها وتبريكاً بثورتها التي شكلت المثل في التحولات التحريرية لأمريكا اللاتينية والمثال للشعوب الممانعة والمقاومة في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال على مستوى العالم.