QR CodeQR Code

الأمين لـ "اسلام تايمز": اميركا أجّلت ربّما.. ولم تلغِ"

اسلام تایمز , 12 أيلول 2013 12:35

المراسل : ليلى فوعاني

اسلام تايمز - مضت أيام على التهديد الأميركي بضرب سوريا، ومرّ يوم بعد الاخر والحجّة تلو الأخرى لتأخير العدوان العسكري الأميركي على سوريا بتهمة استخدام السلاح الكيماوي ضدّ الشعب، وبدا مطلِق الحملة الخجولة ضد سوريا حائراً، متردّداً أو ربّما خائفاً بعد أن دوّت أصداء الموقف الايراني والروسي الداعمان لسوريا ونظامها مهدّدين بالرد المباشر في حال أي تحرّك ضدّ سوريا. فهل كان لهذا التهديد الايراني وقعاً كافياً على قرار أوباما أدّى إلى التراجع عن قرار الحرب؟


وعلا الصوت الايراني الروسي صاخباً داعماً لسوريا ونظام الأسد، وهدّد مراراً بعدم الحياد والردّ المباشر على أميركا في حال شنّت أي هجوم على سوريا، و تراجعت العزيمة الأميركية، فتارة يمهل باراك أوباما النظام السوري بضع ساعات لتسليم السلطة وتارة أخرى ينتظر مصادقة الكونغرس وموافقته على المواجهة العسكرية في سوريا وتتالت المقترحات الدّولية لحلحلة الأزمة إلى ان رست الأطراف على المقترح الروسي الذي يقضي بمراقبة خزانات الكيماوي السورية. 

وفي الحديث عن الدور الايراني الروسي في التراجع الأميركي عن قرار الضربة على سوريا، علّق الخبير والباحث بالشؤون الايرانية الدكتور علي الأمين عبر محادثة هاتفية مع مراسلنا في موقع "اسلام تايمز"، قائلاً " لا شكّ في أن هناك مؤثّرات متعدّدة على القرار الأميركي والموقف الايراني أحدها، إذ كان له تأثيره بطبيعة الحال، وربّما كان للتنسيق السوري الايراني الروسي دوراً في ارباك الموقف الاميركي بالتعامل مع الأسلحة الكيماوية، دون التقليل من أهمّية مسألة أساسية ألا وهي أن سياسة أوباما في التعامل مع الأزمة السورية تميل إلى عدم التّدخّل والانخراط في المواجهة العسكرية، وذلك يأتي ضمن حسابات أميركية باعتقادها أن هذا الصراع غير مكلف لها وأن خصومها في سوريا يستنزفون."

وأضاف قائلاً أن الموقف الأميركي منذ البداية لم يكن متحمّساً في التدخل بالأزمة السورية، إلى أن جاء موضوع السلاح الكيماوي وشكّل تحدّياً، لكن هذا الموضوع لم يخرج الموقف الأميركي تماماً من التردّد. 

وتابع الخبير قائلاً أنّ ايران وروسيا لعبت دورها ولكن لا يمكن الجزم بأن أميركا تراجعت كلياً عن قرارها بالعدوان على سوريا إنّما بالحدّ الأدنى هذا الدّور أخّر ربّما هذه الضربة و أحدث شيئاً من الإرباك بالموقف الأميركي والاوروبي الداعم للضربة على سوريا. 

وفي سياق الردّ على سؤال حول المصالح الروسية بدعم سوريا، اعتبر الدكتور الأمين أن هناك مصالح استراتيجية في روسيا باعتبار أن سوريا هي المعطّل الأخير لروسيا على المياه الدافئة، وقد تكون هذه المصالح عائدة لكون سوريا قاعدة من قواعد النفوذ الروسي. 

وأكمل قائلاً: "بطبيعة الحال روسيا ستدافع عن مواقفها بشراسة ولن تتخلّى عنها بسهولة وستبحث في كل الخيارات، وفي نفس الوقت، تعتقد روسيا أن العلاقة الاستراتيجية الوطيدة مع النظام والممتدّة على مدى 30 عاماً وفي الفترة السابقة، اتّسعت دائرة التأثير والنفوذ الايراني في المنطق، سواء في سوريا ولبنان أو على حدود فلسطين. 

واستطرد الدكتور الأمين وقال أن هذه المصالح تحثّ الدولتان أي روسيا وايران على الدفاع عن هذا الموقع السوري حتّ النهاية، وتدافع عنه وتواجه أي مخاطر تنجم عنه على الرغم من أنّها تنعكس سلباً على مواقفها في المنطقة، وبالتالي فإنّه من الطبيعي أن نشهد هذا الاقتتال السياسي للزّود عن النظام السوري وحمايته. 

وتعقيباً على مسألة تأثير الموقف الايراني الداعم لسوريا على سير المفاوضات الايرانية مع السداسية الدولية، أكّد الأمين على أنّ المسائل السياسية في العالم مترابطة خاصّة على مستوى المنطقة وأي ثغرة في مكان ما ستنتقل لمكان آخر. 

وأوضح قائلاً: " لا شك أن هناك تأثيرات على المفاوضات الايرانية، ولكن حتّى الان يظهر الموقف الغربي والدولي متماسكاً، ولم نشهد له أي نوع من الضعضعة او التراجع اللذين قد يشيران إلى تغيير ما في السياسة. ولكن بالتأكيد سيؤثّر الموقف الايراني في حال تغير الموازين أو التراجع بالموقف الاوروبي والأميركي في المرحلة المقبلة." 

واختتم قائلاً إنّه بطبيعة الحال سينعكس ذلك على موقع ايران والملف النووي، وسيكون هناك نوع من الاستقواء الايراني في الموقف الدولي. والعكس صحيح، ففي حال شهدنا اختفاء الدور الايراني في سوريا، سينعكس هذا مزيداً من التشدّد على برنامج ايران النووي وبالتالي يذهب الموقف الغربي أكثر فأكثر إلى التشدّد لامتلاك ايران السلاح النووي وأن يكون لديها أي نشاطات نووية.\\
 
/ انتهت المقابلة /


رقم: 301088

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/interview/301088/الأمين-ل-اسلام-تايمز-اميركا-أج-لت-رب-ما-ولم-تلغ

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com