القيادي في حزب البعث العربي الإشتراكي توفيق الضيقة لموقع "إسلام تايمز" :
أي عدوان على سوريا سيؤثر سلباً على لبنان
اسلام تایمز , 4 أيلول 2013 17:41
المراسل : ابراهيم بنوت
اسلام تايمز - في ظل ارتفاع لهجة التهديد لسوريا والتلويح بالضربة العسكرية لها بات طبيعياً ظهور قلق لبناني من التأثيرات المرتقبة والتي قد تلحق بهذا البلد وشعبه الذي ما طرق الأمن والسلام له باب وما تنعم باستراحة محارب على مدى عقود من الزمن.
وبما أن طبيعة البلدين حتمت حقيقة ارتباطهم بالمصير الواحد، وإزاء الإنقسام بين أطيافه السياسية وسعي كل منهم لمراكمة النقاط على حساب الآخر، وبما أن تلك الخلافات أفضت بانفتاح الساحة اللبنانية على كل الإحتمالات وأولها التفجيرات المتنقلة، فقد غدا المواطن أسير قرارات من خارج حدود الوطن، فإن شاءت مصالحها أنعمت علينا بهدوء وهمي أو شاءت أصلتنا حميم النار.
وربطاً بما تقدم كان لنا في موقع "إسلام تايمز" إتصالاً هاتفياً بالقيادي في حزب البعث العربي الإشتراكي المحامي توفيق الضيقة، حيث علق على الأحداث الهامة التي تعصف بالمنطقة.
الضيقة وضع المواقف التي تخرج من على ألسن بعض المسؤولين اللبنانيين والتي تستبعد أي تأثير على لبنان من أي ضربة عسكرية غربية على سورية، في خانة تهدئة الأوضاع الداخلية للبلد بغية امتصاص حال التوتر السائد، في إشارة لتصاريح وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل الذي اعتبر في حديث لإحدى الصحف عدم وجود تهديد جدي للبنان ينتج عن مهاجمة سوريا.
واعتبر الضيقة أن "أي عدوان على سوريا التي تربطها بلبنان علاقة تاريخية وعلاقة مشتركة بالسلم والحرب، ستؤثر على لبنان على الصعيد العسكري والاقتصادي"، لافتاً للأواصر المتينة التي تجمع شعبي البلدين "إن الثقافة المشتركة تجمع اللبنانيين والسوريين فهما شعب واحد وأمة واحدة، بينهما رابط العروبة وبالتأكيد أي اعتداء على سوريا سيطال لبنان ويؤثر على الوضع العام، ولبنان اليوم متأثر بكل الظروف الأستثنائية التي تمر بها سوريا والمتمثلة بحرب دولية إرهابية اكثر منها مما هو وضع داخلي، من مطالبات اصلاحية وحريات وإلى ما هنالك، الوضع في سوريا هو أكذوبة على العرب مثل اكذوبة الربيع العربي الذي يراد منه بنهاية المطاف القضاء على عنصر المقاومة والممانعة لدى الشعب، خصوصاً تلك القوى المحيطة بالعدو الإسرائيلي، هذه الزوبعة التي نعيشها اليوم تصب كلها في خدمة الكيان الإسرائيلي".
وعن خطر المسلحين السوريين والعرب المقيمين على الأرض اللبنانية فيما لو وجهت ضربة عسكرية لسوريا أجاب الضيقة: "الإرهابيون الذين يقاتلون في سوريا تمدددوا، وقد كان لبنان طريقاً لعبورهم الى سوريا، وبطبيعة الحال سيتأثر البلد ان كان عن طريق مرورهم او استقرارهم فيه، وقد باتت المعلومات مكشوفة حول هذا الأمر، ولكن عندما يتوفر للجيش اللبناني القرار والغطاء السياسي بشكل فعلي فإنه بكل تأكيد سيكون قادراً على الحسم في وجههم، خصوصاً في المناطق المحاذية للحدود السورية في الشمال وفي بعض مناطق البقاع". كما حمَّل مسؤولية قتل جنود وضباط الجيش اللبناني على حواجزهم لغياب القرار السياسي الفاعل".
أما عن قدرة السياسيين اللبنانيين لمواجهة أي عدوان على سوريا أكد الضيقة على أن " التوازنات السياسية اللبنانية لا تزال مانعة لأي انفلات نتيجة ارتباط بعض القوى السياسية اللبنانية كفريق الرابع عشر من آذار بالمشروع الذي يطال المنطقة، فارتباطهم وتلقيهم للتعليمات والتوجيهات ابتداءا من قمة الهرم ووصولاً لأذنابه الخليجيين في المنطقة والمرتبطة بالمشروع الأمريكي الصهيوني لن يؤثر في قلب الأمور وسيرها، فهم بالنتيجة ينفذون القرار الأمريكي لخدمة إسرائيل".
وقد علق الضيقة على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً: "عودنا الرئيس بري بشكل دائم عند التأزم ان يطلق مبادرات إيجابية لتكون حلحلة للعقد الموجودة، وبطبيعة الحال فقد أطلق فريق 14 آذار النار عليها مباشرة، فلم يفسحوا المجال ابدا لنقاش حولها او اعتمادها، علماً انه كان يفترض من فخامة الرئيس والمسؤولين المبادرة مباشرة لطاولة الحوار وبالتالي وضع الأمور بنصابها، لأن الرئيس بري عندما طرح هذه المبادرة لم يطرحها لتكون جزء من الحالة المعقدة في البلد بقدر ما طرحها لتفكيك العقد الموجودة والمترابطة بالمشروع الذي يطال المنطقة، بمحاولة للتخفيف من حدة الإنقسام حتى يمتلك الموضوع الداخلي بحده الأدنى امكانية الحوار حوله وحول بعض المواضيع مثل الوضع المكشوف بالكامل في الشمال والمسلحين وفي نفس الوقت لإطلاق يد الجيش بغية مواجهة هذا الإرهاب".
وختم الضيقة كلامه بربط المواقف السلبية التي نتجت عن فريق الرابع عشر من آذار على مبادرة الرئيس بري "بالتعليمات والأوامر الخارجية التي لم تصلهم بعد لِحَلحَلة الوضع على الساحة اللبنانية، معتبرين ان المشروع لا يزال قائماً وهم مرتبطون به ولا بد من مواجهته بالشكل الذي واجهوا فيه هذه المبادرة".
/ انتهت المقابلة /
رقم: 298613