QR CodeQR Code

كيف تؤدي الخلافات إلى تركيع الكيان الصهيوني؟

موقع الوقت التحليلي الإخباري , 27 آذار 2024 14:14

اسلام تايمز (فلسطين) - بينما دخلت الحرب في غزة شهرها السادس على التوالي، فإن الخلافات الداخلية في تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو، وخاصة خلافاته مع بيني غانتس، وهو عضو آخر في حكومة الحرب في الكيان الصهيوني، تتزايد بسرعة، وبعد مرور أكثر من مئة وستين يوماً على اجتياح الكيان الصهيوني لقطاع غزة، تُظهر اتجاهات التطورات تزايد الخلافات داخل حكومة نتنياهو الائتلافية في المجال السياسي الإسرائيلي.


1. انفصال جدعون ساعر عن غانتس وزيادة تعقيد الحكومة

يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي (12 مارس)، ترك جدعون ساعر، زعيم حزب الأمل الجديد من يمين الوسط، والذي شكل ائتلافًا مع بيني غانتس تحت عنوان الوحدة الداخلية منذ يوليو 2022، هذا الائتلاف وطلب أن يكون عضوًا فيه، وكان ساعر عضوا في حزب الليكود حتى عام 2020، وترك هذا الحزب بسبب خلافات مع نتنياهو وتعاون مع معارضي نتنياهو خلال هذه الفترة.

ومع انسحاب جدعون ساعر من ائتلاف بيني غانتس، انخفض عدد المقاعد تحت قيادته من 12 إلى 8 مقاعد، ويظهر هذا التطور في المقام الأول تزايد الخلافات داخل حكومة نتنياهو، وطلب ساعر الانضمام إلى حكومة الحرب، لكن دخول ساعر إلى هذه الحكومة التي تضم 3 أعضاء فقط، أحيط بهالة من الغموض، لأن غانتس، من جهة، ضد دخول أشخاص جدد إلى هذه الحكومة، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، بقيت هذه الحكومة مقتصرة على 3 فقط.

ونتيجة لذلك، فإن عضوية أشخاص جدد في حكومة الحرب المكونة من ثلاثة أشخاص إما أن تمر بموافقة غانتس أو ستكون ممكنة مع إقالة غانتس من الحكومة، وبعد خروج سار من ائتلاف الوحدة الداخلية، عارض غانتس دخوله إلى حكومة الحرب، وقال إنه لا حاجة للإصلاح والتغيير في هذه الحكومة.

من ناحية أخرى، إذا تم استيفاء شروط عضوية ساعر في حكومة الحرب، فإن ذلك قد يخلق أزمة جديدة داخل حكومة نتنياهو الائتلافية، لأن وزير المالية بيتساليل سموتريش ووزير الأمن العام إيتامار بن جاور، وكلاهما عضو في جهاز الأمن الإسرائيلي منذ تشكيل حكومة الحرب المكونة من ثلاثة أشخاص انتقدوها لأن إدارة الحرب تقتصر بالكامل على حكومة الحرب، ويريد قادة اليمين المتطرف التأثير على سير الحرب، وإذا لم يتحقق ذلك، فإنهم يقترحون حل الحكومة المكونة من ثلاثة أعضاء كمطلب لهم.

وإذا أتيحت لساعر فرصة الانضمام إلى حكومة الحرب، فإن استياء بن جاور وأسموتاريش سيزداد لأنهما أرادا أيضا أن يكونا أعضاء في هذه الحكومة، وفي المقابل، إذا فشل سار في الدخول إلى حكومة الحرب، فإن هذه المسألة سيكون لها عواقب أخرى؛ ومن بين أمور أخرى، قد يغادر سار حكومة الطوارئ احتجاجًا ويعود إلى المعارضة، أو قد يصبح العضو الثالث في حكومة الطوارئ إلى جانب سموتريش وبن جوير، الذي يعارض صلاحيات حكومة الحرب، وفي الحالتين ستشتد الخلافات داخل الحكومة وسيفقد التماسك السياسي أكثر من ذي قبل

2. تقليل الثقة في الحكومة

الحدث الثاني الأكثر أهمية الذي شهدناه في الأشهر الأخيرة هو انخفاض الثقة في حكومة نتنياهو في الكيان الصهيوني، وحسب استطلاع معهد الديمقراطية الإسرائيلي، فإن مستوى الثقة في الحكومة، الذي كان 28% في يونيو 2023 (يوليو 1402)، انخفض بنسبة 5% إلى 23% في نهاية ديسمبر 2023، كما انخفضت نسبة الثقة في الكنيست بنسبة 4% لتصل إلى 19% بعد أن كانت 24%، وفي هذه الأثناء، لم تتحسن حالة نتنياهو بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، لكن أزمة عدم شعبيته اشتدت هي الأخرى، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ما بين 65 و70 بالمئة من المشاركين يريدون إجراء انتخابات مبكرة في "إسرائيل"، ويظهر هذا الوضع أن استراتيجية إطالة أمد الحرب لم تتمكن من إعادة الماء المفقود لنتنياهو.

في المقابل، يرى بعض المحللين أن انفصال ساعر عن ائتلاف غانتس، رغم أنه يعتبر انقساما في معسكر نتنياهو المعارض وبهذا المعنى يعد خبرا جيدا لبيبي، إلا أن له عواقب سلبية عليه من ناحيتين؛ أولاً، يظهر الانقسام في الائتلافات القائمة أن سحر الحرب في "إسرائيل" قد انتهى وأن المجال السياسي الإسرائيلي يعود إلى أيامه الطبيعية، والعودة إلى المرحلة الطبيعية تعني أن سيلاً من المشاكل لنتنياهو سيبدأ في التحرك؛ فمن ناحية، من المتوقع أن تملأ الاحتجاجات ضده الشوارع تدريجياً، ومن ناحية أخرى، ستبدأ لجان تقصي الحقائق العمل للتحقيق في فشل السابع من أكتوبر 2023.

أما التأثير السلبي الثاني لخروج سار من ائتلاف غانتس فهو تهيئة البيئة لزيادة انفتاح المجتمع وكذلك الأحزاب السياسية المختلفة في رغبتها في إجراء انتخابات مبكرة في الأراضي المحتلة، ومن المتوقع أن نشهد تدريجياً وفي الأشهر التالية، تحركات سياسية لنفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، وربما يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، لتأثيرها في المنافسات السياسية المقبلة.

3. الخلاف حول مفاوضات وقف إطلاق النار

كما تظهر عملية المفاوضات جزئياً ظهور خلافات بين مختلف أجزاء حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية؛ فمن ناحية، يرفض اليمينيون المتطرفون مثل سموتريش وبن غفير بشكل عام المفاوضات مع حماس وأي توقف في الحرب ويطالبون بالهزيمة الكاملة لهذه المجموعة، ولكن لأنهم ليسوا جزءًا من حكومة الحرب، فإنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتحول هذا الطلب إلى سياسة، لكن الخلافات لا تقتصر على هذه النقطة، فداخل حكومة الحرب هناك خلافات كثيرة حول صلاحيات الفريق المفاوض.

ومع توضيح خطة حماس الجديدة للتفاوض على وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع كمرحلة أولى لوقف دائم لإطلاق النار وتبادل 42 أسيرًا إسرائيليًا مع 1000 أسير فلسطيني، يحتاج فريق التفاوض الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد باران إلى مزيد من الصلاحيات، ويريد وزير الحرب الإسرائيلي غانتس وجالانت تسليم المزيد من الصلاحيات لفريق التفاوض، لكن نتنياهو أرجأ المحادثات حول هذه القضية حتى الآن، وبهذه الطريقة، نشأت خلافات داخل مجلس الوزراء المكون من ثلاثة أشخاص حول مفاوضات وقف إطلاق النار، وهذه الفجوة آخذة في الاتساع.

كما أن رحلة غانتس الأخيرة إلى أمريكا ومن ثم بريطانيا هي أيضاً من المواضيع التي تظهر الخلافات الداخلية في حكومة نتنياهو؛ وبات غانتس المنافس الرئيسي لرئاسة الوزراء بعد نتنياهو، وتبدي حكومة جو بايدن وحلفاء "إسرائيل" الأوروبيون اهتماما كبيرا برئاسته للوزراء، وردا على زيارته غير المنسقة، حاول نتنياهو منع تخصيص تسهيلات حكومية لغانتس وتعاون سفارتي الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة وبريطانيا معه، وبذلك أخبره أن "إسرائيل" لديها رئيس وزراء واحد فقط، ونتيجة لذلك، يمكن القول إن الشراكة بين غانتس ونتنياهو على شكل حكومة حرب من غير المرجح أن تستمر لفترة طويلة.


رقم: 1125206

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/article/1125206/كيف-تؤدي-الخلافات-إلى-تركيع-الكيان-الصهيوني

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com