هل قست قلوبكم أم اعتدتم المشهد..الأطفال الرضع بنك أهداف الاحتلال الصهيوني ؟
موقع الوقت التحليلي الإخباري , 8 آذار 2024 08:20
اسلام تايمز (فلسطين) - يتكشّف العدوان الإسرائيلي كل يوم عن مشاهد مأساوية تُظهر حجم الدمار الذي يرزح تحته قطاع غزة، وما يتعرض له المدنيون، وبينهم آلاف الأطفال، من القتل الهمجي والاستهداف الذي يصنف في الأعراف الدولية "جرائم حرب"، فلم يخلو مشهد من مشاهد القصف من انتشال لأجساد أطفال ورضع بين الركام جاء آخرها صورة مزدوجة الحزن للشابة الفلسطينية رانيا وهي تحمل طفليها جثتين هامدتين بين ضلوعها، ملاكان ولدا خلال العدوان الإرهابي على غزة بعد الحرمان من الإنجاب طوال عشرة أعوام إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يمهل هذه الأسرة الغزاوية لتهنأ بطفليها، فقام بقصف منزلها ففضلا الذهاب إلى حياة أبدية تخلو من القتل و القصف و الظلم.
كلمات رانيا الأم المفجوعة كسرت القلوب و أبكت الجميع على الحال الذي وصلت إليه هذه الأمة من الخذلان و التواطؤ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل فظاعة هذه الجرائم هل ألف العالم يوميات حرب الإبادة و التهجير بحق شعب وأطفال فلسطين ؟
معاناة الأم الثكلى
أظهرت مقاطع فيديو الأم الفلسطينية الثكلى رانيا أبو عنزة و هي تحمل رضيعيها على يديها، وتستعرض وجوههم البريئة قائلة “أمانة الله تشوفوهم، شوفوا القمر هايم راحوا لأبوهم، كنا 4 ولكن بقيت أنا وحدي”، وتضيف الأم باكية متحسرة “يا ريتني رحت معاهم ولا أتحسر عليهم، كيف بدي أعيش بدونهم؟ إيش ذنب هذا الطفل؟ إيش ذنبي بعد الانتظار؟”.
وتشرح هذه الأم معاناتها مع حملها وولادتها في ظل القصف الهمجي الصهيوني و تبدو عليها ملامح الصدمة بفقدها رضيعيها و زوجها فتقول "ولدتهم في نصف شهري الثامن وخلال القصف، صار معي طلق مبكر، كان نفسي أسوي لهم وأسوي لهم وأعمل لهم، ولكن مفيش راحوا وراحت الحياة كلها معهم"، وفي ذهول تودّع الأم طفليها التوءم قائلة "باي حبيبي باي باي يا قلبي باي، يالا يا قلبي باي، كيف بدي أعيش حياتي من دونكم؟ نار في قلبي، يالا تروح مع بابا باي، الله يسهل عليكم يا حبيبي، الله يسهل عليكم يا قلبي".
وقالت أبو عنزة والدموع تغمر وجهها: كنا نائمين، وشعرنا بوجود قصف عنيف، وفجأة لم أجد في أحضاني سوى الركام، فيما غاب أبنائي عني وزوجي نتيجة القصف.
وبلوعة كبيرة، تقول الأم الفلسطينية: أنجبتهما بعد عشر سنوات من الزواج، ولم أشبع منهما بعد، فالعمارة السكنية انهارت بالكامل، فيما كانت عائلة أختي قد نزحت إلى منزلنا جراء القصف الصهيوني.
وترثي زوجها الذي قضى بالقصف نفسه وتقول: هذا زوجي وكل ما أملك، حيث كان يسعى لإدخال السعادة إلى قلبي، ولم ننجب هؤلاء الأطفال إلا بعد عشر سنوات من الزواج، واليوم يقتلهم الاحتلال.
وتتساءل الأم التي أبكت القلوب :ليش حرموني من كلمة ماما؟
وأردفت رانيا "زوجي كان يقول لي ندرًا عليا لأذبح عجلا (احتفالًا بقدوم الطفلين) والله يا أبو نعيم لأعمل لك إياه”، وأكدت أن المنزل الذي كانوا قد نزحوا إليه لم يكن به أحد من المقاومة بل كانوا جميعًا نازحين، وتساءلت باكية “ليش حرموني من كلمة ماما؟ مين بدو يقول لي ماما؟ كيف بدي أعيش حياتي؟".
حرب على الأطفال
بعد فشله في تحقيق أي انتصار عسكري على الأرض بات من الواضح أن كيان الاحتلال يركز في قصفه على سلب الحياة من الأطفال الطفولة ، حيث تتوالى التقارير الاعلامية عن حالات مشابهة لأم الرضيعين جاء آخرها امتلاء ساحة مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بجثث فلسطينيين قتلتهم "إسرائيل" في قصف على منزل لعائلة الفقعاوي، فجر الثلاثاء.
يجلس الفلسطيني محمد مصلح، الذي نزحت عائلة أخيه من شرق خانيونس إلى منزله الواقع في منطقة المواصي، بجوار جثامين أطفال أخيه الثلاثة، الذين وُضعوا داخل كيس أسود بجانب بعضهم البعض.
وبحرقة شديدة ودموع تغمر عينيه، ينظر مصلح للأطفال، ويتحدث معهم بكل حزن كأنهم أحياء، ويقول: “ماذا فعلتم (ما هو ذنبكم)؟”.
وقبل ساعات من استشهادهم، كان العم يداعب أطفال أخيه وهم مستلقون على فراشهم.
ولم يخطر بباله أبدًا، وفق قوله، أن ساعات الفجر ستكون على موعد مع استشهاد الأطفال بهذا الشكل المأساوي، الذين لا ذنب لهم فيما يحدث في قطاع غزة، ويحاول أقرباؤه وأصدقاؤه جاهدين تخفيف معاناته، بعد الحادث المأساوي الذي تعرض له جراء قصف المنزل الذين لجؤوا إليه، ويجهل الفلسطيني محمد مصلح مصير أخيه الذي لا يزال تحت الأنقاض، في ظل جهود طواقم الدفاع المدني لإخراجه، وفي الوقت نفسه، ترقد والدة الأطفال في قسم العناية الفائقة، بعد تعرضها لإصابة خطيرة.
وبجانب مصلح، يقف أحد أفراد العائلة، وهو يحني رأسه ويقبل جبين أحد الأطفال الشهداء، بعد أن حمله بين يديه برفق شديد، وما إن قبله حتى وضعه بهدوء بين جثامين أشقائه الأطفال، ومسح على جبينه، في مشهد يبعث على الحزن والألم، ويقول محمد مصلح بحرقة إن “الهدف الإسرائيلي هم أطفالنا الأبرياء، الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم".
ولفت إلى أن: "القصف استهدف أطفالًا أبرياء، كانوا يتطلعون إلى الحلويات والشوكولا، وكانوا يشعرون بالأمان، فما الذي فعلوه؟ وأين الأمان في منطقة المواصي التي يدعي الاحتلال أنها آمنة؟ نحن جميعًا نموت".
طفولة مرعبة
هل ينسى العالم الرعب الذي عاشته الطفلة هند الشاهدة على جرائم الاحتلال، بدأت مأساة الطفلة هند حينما رافقت عائلة خالها في سيارتهم الصغيرة بحثا عن مكان "أكثر أمنا" من منطقة تل الهوى بشارع جامعة الدول العربية في الجنوب الغربي من مدينة غزة، وبعد تحرك السيارة بقليل نحو الشمال، أمطرها جنود الاحتلال بوابل من الرصاص والقذائف ليستشهد على الفور خالها بشار وزوجته وطفليه، لتبقى هند وابنة خالها ليان على قيد الحياة، وزخات الرصاص والقذائف تنهال على السيارة من كل ناحية، كانت والدة الطفلة هند تأمل في عودتها إليها على قيد الحياة، لكنها تسلمتها بعد 12 يوما من الانتظار جثة في كفن، ورغم أن رصاص الاحتلال حسم مصير من كانوا مع هند عاجلا، فإن مصيرها ظل مجهولا طوال 12 يوما.
ختام القول
هؤلاء هم من سخطهم الله قردة وخنازير جزاء لما أضمرت نفوسهم من الشر والخبث والكراهية والتزمت الاحتقاري للبشر والحقد المتأصل على كل الشعوب، هؤلاء هم قتلة الأنبياء يعودون من قمقم التاريخ ولكن هذه المرة على شكل قتلة الأطفال وقتلة النساء والأبرياء وقتلة المجوعين الباحثين عن لقمة خبز ، هؤلاء هم قتلة الأطباء والصحفيين وقتلة المساجد ودور العبادة، هؤلاء هم قتلة المقابر والشهداء لمرة أو إثنتين أو ثلاث، قتلة الخيول والقطط والطيور وكل ما دب على الأرض ، هؤلاء هم قتلة الشجر والجَمال ولون البحر وجمال الطبيعة ، هؤلاء هم أعداء الإنسانية في أي مكان حلوا فيه.
رقم: 1121139