جرائم اغتصاب و إعدام النساء ..دليل إضافي على جريمة الإبادة و التطهير العرقي في غزة
موقع الوقت , 22 شباط 2024 09:15
اسلام تايمز (فلسطين) - لطالما عُرف جيش الاحتلال بممارساته الوحشية و اللاأخلاقية فكانت ممارساته المتعلقة بالنساء والأطفال أكثر الجوانب فظاعة ولا إنسانية في هذه القضية، ضارباً بعرض الحائط أي قوانين دولية أو قيم إنسانية ومتجاوزاً نازية هتلر فكان آخر فصول جرائمه حسب ما كشفته تقارير أممية وُصفت بالمفزعة قيام ضباط إسرائيليين “بتجريد نساء وفتيات فلسطينيات بغزة من ملابسهن وتعرضهن للاغتصاب أو الإعدام”.
كما حذرت وكالات أممية من "انفجار" في أعداد وفيات الأطفال في غزة، جاء ذلك في بيان مشترك حمل توقيع مقرري الأمم المتحدة، وصفوا فيه انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها ضد النساء والفتيات في فلسطين، التي تخضع للحصار والهجمات الصهيونية المكثفة، بـ"المروعة".
يذكر أن الاستقطاب والتحشيد الإعلامي والنفسي الذي يخضع له جنود وضباط الاحتلال تغذي النزعة الانتقامية لدى جيش لديه استعداد دائم لارتكاب أبشع الانتهاكات، وخاصةً أن هذه الحرب تحظى بغطاءٍ دولي غربي غير مسبوق، وقيادة يمينية متطرفة داخل النخبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، من ضمنها قيادة الجيش وأجهزة الأمن الأمر الذي يستدعي من المنظمات الأممية و الحقوقية أن تدق ناقوس الخطر
وعقب صدور التقارير الأممية طالبت حركة حماس بلزوم فتح تحقيق دولي، وذكرت في بيان نشرته على منصة تلغرام، أن المنشور الصادر "عن خبراء أمميين هو تأكيد ودليل إضافي على جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بقيادة مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه النازي ضد شعبنا الفلسطيني".
وأضافت إن "ما ذكره البيان من صنوف وأشكال الانتهاكات التي تتعرض لها الفلسطينيات من قبل جيش الاحتلال مثل عمليات الإعدام والاعتقال التعسفي والضرب المبرح والحرمان من الطعام والدواء أثناء الاعتقال، عدا عن التهديد بالاغتصاب والإهانات أثناء التحقيق، يستدعي فتح تحقيق دولي مع هذا الكيان المارق لمحاسبته وقادته على جرائمهم الوحشية".
ودعت الحركة إلى "اعتماد البيان كوثيقة إضافية ضمن ملف الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية للنظر في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني"
تقارير أممية
أكد البيان الصادر عن الأمم المتحدة أن ثمة ادعاءات قاطعة على حدوث انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تعرضت لها النساء والفتيات في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف: "تفيد التقارير بأن إعدامات تعسفية تعرضت لها النساء والفتيات في غزة، غالبًا مع أفراد أسرهن، لقد صدمتنا التقارير التي تقول إن ’النساء والفتيات الفلسطينيات يتم استهدافهن عمدًا وإعدامهن خارج نطاق القضاء في أماكن اللجوء أو أثناء فرارهم، وحسب ما ورد كان بعضهن يرفعن أعلامًا بيضاء عندما قُتلن على يد الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له".
وأشار البيان إلى أن النساء الفلسطينيات المعتقلات تعرضن "لاعتداءات جنسية" مختلفة من قبل ضباط إسرائيليين، مبينًا أن هذه الأخبار مثيرة للقلق.
وأوضحت الخبيرات اللاتى شاركن فى إعداد التقرير أن المعلومات الواردة لديهن تفيد بأن هناك نساء وفتيات فلسطينيات تعرضن للإعدام التعسفى فى غزة فى كثير من الأحيان إلى جانب أفراد الأسرة، بمن فى ذلك أطفالهن، وأشرن إلى أن النساء المحتجزات فى غزة يقوم الاحتلال باحتجازهن فى قفص تحت المطر والبرد.
وشعرت الخبيرات بالأسى تجاه تعرض معتقلتين فلسطينيتين اثنتين على الأقل للاغتصاب، بينما تعرضت أخريات للتهديد بالاغتصاب والاعتداء الجنسى، حيث أوضحن أن جيش الاحتلال قام بالتقاط صور للمعتقلات اللاتى تعرضن للاعتداء ونشرها على الإنترنت، ولفتن إلى أن التقارير تفيد بأن عددا غير معروف من النساء والأطفال الفلسطينيين، بمن فى ذلك الفتيات، قد اختفوا بعد القبض عليهم فى غزة، وأن هناك تقارير مثيرة للقلق عن رضيعة واحدة على الأقل قام الجيش الإسرائيلى بنقلها قسرا إلى "إسرائيل"، علاوة على الأطفال الذين تم فصلهم عن والديهم، ولا يزال مكان وجودهم مجهولا حتى هذه اللحظة.
شهادات صادمة
كان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد كشف مؤخراً عن تلقيه شهادات جديدة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بمن فيهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، مطالبا بتحرك دولي عاجل لوقف تلك الانتهاكات.
وأوضح المرصد أن فرقه تلقت شهادات من مجموعة من المعتقلين المفرج عنهم خلال الأيام الماضية، بعد أن أمضوا مددا مختلفة من الاعتقال تحدثوا فيها عن تعرضهم لممارسات قاسية، شملت ضربهم بشكل "وحشي وانتقامي"، وإطلاق الكلاب تجاههم، وشبحهم لساعات طويلة، وتعريتهم من ملابسهم بشكل كامل، وحرمانهم من الطعام والذهاب لدورات المياه.
وأشار المرصد إلى أن أخطر ما تلقاه من شهادات هو تعرض معتقلات لتحرش جنسي مباشر، موضحا أن عددا من المعتقلات أبلغن أن "جنودا إسرائيليين تحرشوا بهن، بما في ذلك وضع أيديهم على أعضاء خاصة، وإجبارهن على التعري وخلع الحجاب".
وأضاف المرصد إن الجنود وجهوا كذلك تهديدات بالاغتصاب وهتك العرض لمعتقلات ومعتقلين وذويهم، في إطار عملية التعذيب والابتزاز لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات عن آخرين.
وقال المرصد إن ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية من تقرير عن المعتقل الذي يحتجز به فلسطينيون من قطاع غزة، "يؤشر على اعترافها بالتعذيب الممنهج واستهتارها بمواثيق حقوق الإنسان التي تجرم التعذيب".
مثال حي
ومن بين هؤلاء المعتقلات، هديل الدحدوح (22 عامًا)، والتي اعتقلها الاحتلال وزوجها رشدي الظاظا في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي من مدينة غزة.
وظهرت في إحدى الصور وقد وضعتها قوات الاحتلال في الجزء الخلفي من شاحنة مليئة برجال شبه عراة، بينما كانت عيناها مغطاة بعصابة بيضاء وتمّ إزالة حجاب رأسها، وعن ظروف الاعتقال، قال زوجها: "كانوا يضربوننا على رؤوسنا بأسلحتهم، كانوا يضربون زوجتي كما ضربوني، وكانوا يصرخون: اخرسي!. ويلعنونها". و أُطلق سراح الزوج بعد 25 يومًا من الاعتقال، لكنّ زوجته لا تزال مفقودة.
وكشفت أسيرة فلسطينية محررة من سجن الدامون، تدعى «س.ع»- رفضت الكشف عن هويتها خوفا من الاحتلال- عن معاناتها خلال فترة اعتقالها قائلة: «الاحتلال يعذبنا ليلا ونهارا»، مشيرة إلى أن الجنود الإسرائيليين يجبرون الأسيرات على النباح قبل الحصول على الطعام.
أوضاع كارثية
كانت الأمم المتحدة قد حذرت مؤخراً من أن النقص المُقلق في الغذاء وسوء التغذية المتفشي والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.
وأكدت وكالات الأمم المتحدة أن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا عملة "نادرة جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر، وأن جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما من شأنه أن يُضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يُطاق أصلا".
ويتأثر ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالم، وكان 70 بالمئة قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بعام 2022.
ومن جهته، قال مايك رايان، المكلف الأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية، إن "الجوع والمرض مزيج قاتل"، وإن "الأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض"، ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15 بالمئة من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل 6 أطفال، يعانون "سوء تغذية حادا" في شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن "هذه البيانات جُمِعت في يناير، ويُرجح أن يكون الوضع حاليا أكثر خطورة".
وفي جنوب قطاع غزة، يُعاني 5 بالمئة من الأطفال دون سن الثانية سوء تغذية حادا، وفقا للتقييم، وقالت الوكالات الأممية إن "هذا التدهور في الوضع الغذائي" لشعب في خلال 3 أشهر هو أمر "غير مسبوق على مستوى العالم".
ولا يزال الوضع الإنساني كارثيا في قطاع غزة حيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي، فيما يلوح في الأفق مأزق جديد في مجلس الأمن الدولي وسط تلاشي الأمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوجد نحو مليون ونصف مليون شخص في رفح التي زاد عدد سكانها ستة أضعاف منذ بدء الحرب بين "إسرائيل" وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وتقع هذه المدينة عند الحدود المغلقة مع مصر وتتعرض يوميا لضربات يشنها الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه يستعد لشن هجوم بري فيها.
أطفال غزة ينامون في أقفاص الدجاج
مع عدم وجود مكان آمن يلجؤون إليه، عاد بعض الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة، بينما لجأ آخرون للمزارع، إذ أصبح العثور على مأوى في قطاع غزة، سواء خيمة في الشارع أو في فصل دراسي مكتظ، ترفا لمئات الآلاف من النازحين، كما ورد ذلك في تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
ويضيف التقرير الذي يتحدث عن الحياة اليومية للأسر الفلسطينية في غزة، إن الهجوم الإسرائيلي جعل القطاع غير صالح للسكن تقريبا في غضون أربعة أشهر فقط وفي ظل تهديد بالمزيد من الدمار الشامل والموت، وبسبب الافتقار إلى الخيارات، اضطرت العديد من العائلات النازحة في جميع أنحاء غزة إلى اتخاذ تدابير متطرفة للعثور على مأوى، وتحدث الموقع إلى واحدة من 5 عائلات لجأت إلى مزرعة في رفح، حيث حولت أقفاص الدجاج المفتوحة إلى أسرة لأطفالها.
رقم: 1117801