QR CodeQR Code

ضربة عسكرية موجعة لأمريكا... المقاومة تلقن بايدن درساً لن ينساه

موقع الوقت التحليلي الإخباري , 1 شباط 2024 09:13

اسلام تايمز (امريكا)- بينما تتواصل الحرب في غزة مع ضربات ساحقة للمقاومة وحماس ضد الجيش الصهيوني، على الجبهات خارج الأراضي المحتلة، تستهدف جماعات المقاومة حلفاء تل أبيب الغربيين يوماً بعد يوم بعمليات عديدة.


وفي هذا الصدد، في الوقت الذي شنت فيه جماعة أنصار الله اليمنية هجمات صاروخية على السفن الصهيونية وأعضاء التحالف البحري الأمريكي في البحر الأحمر، اتخذت الهجمات على قواعد أمريکا في المنطقة أبعاداً جديدةً.

فبعد عشرات الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل جماعات المقاومة العراقية في الأشهر الثلاثة الماضية، تم استهداف الجنود الأمريكيين في مناطق أخرى أيضًا، وفي هذا الصدد، تم استهداف برج 22، وهو قاعدة أمريكية صغيرة في الأردن بالقرب من الحدود السورية، مساء الأحد الماضي.

وقال مسؤول أمريكي إن طائرةً مسيرةً كبيرةً استهدفت قاعدةً عسكريةً أمريكيةً في الأردن، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين على الأقل، وإصابة 34 آخرين.

وأضاف المسؤول الأمريكي لوكالة أسوشيتد برس، إن 34 موظفًا أمريكيًا يخضعون للتقييم الطبي بحثًا عن تلف محتمل في الدماغ، بعد غارة الطائرة دون طيار في الأردن.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان لها، أن نحو 350 جندياً من القوات البرية والجوية الأمريكية يتمركزون في هذه القاعدة، وينفذون عددًا من مهام الدعم الأساسية، بما في ذلك دعم قوات التحالف ضد "داعش"، وتقديم المشورة والمساعدة للقوات الأردنية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في البنتاغون قوله، إن وزارة الدفاع الأمريكية تحاول تحديد سبب فشل الدفاعات الجوية في التعامل مع الطائرة دون طيار، ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، في وقت الهجوم بالطائرة دون طيار، لم يكن هناك رد فعل من نظام الدفاع الأمريكي، وهناك احتمال لاختراقه.

كما قال مسؤول عسكري أمريكي للجزيرة، إن الولايات المتحدة لا تزال تحقق في الموقع الذي وقع منه الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن.

ورغم أن الأمريكيين أكدوا أن الهجوم تم على الأراضي الأردنية، لكن التلفزيون الأردني نقل عن المتحدث باسم حكومة البلاد، زعمه أنه لم يحدث أي هجوم على القوات الأمريكية داخل البلاد، وأنه تم استهداف قاعدة "التنف" في سوريا، الواقعة على الحدود الأردنية.

وقال مسؤولون أمريكيون لشبكة سي إن إن: هذه هي المرة الأولى منذ بدء حرب غزة التي يُقتل فيها جنود أمريكيون بنيران "العدو" في غرب آسيا، وأكدت شبكة "سي إن إن" أن مقتل الأمريكيين في برج 22 بالأردن، يشير إلى تصاعد الوضع الأمني ​​في الشرق الأوسط.

فوضى في البيت الأبيض

أثار هجوم الطائرة دون طيار المميت على القوات الأمريكية قلق مسؤولي البيت الأبيض، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، مقتل جنود أمريكيين في الأردن جراء هجوم بطائرة مسيرة.

وفي هذا الصدد، زعم بيان بايدن: "سنحاسب جميع مرتكبي هذا الهجوم في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها، نحن نجمع معلومات حول هذا الهجوم، ونعلم أن هذا الهجوم نفذته مجموعات مدعومة من إيران"، وأضاف بايدن: "قلب أمريكا يملؤه الحزن بعد مقتل 3 جنود، وسوف نحافظ على التزامنا تجاه أسر الضحايا ومكافحة الإرهاب".

وأعلنت كامالا هاريس، نائبة بايدن، رداً على هجوم الطائرة دون طيار على القاعدة العسكرية لهذا البلد في الأردن: "نحزن على فقدان 3 جنود أمريكيين في الأردن"، وزعمت هاريس أيضًا أن "الهجوم على قواتنا شمال شرق الأردن، نفذته مجموعات مسلحة مدعومة من إيران"، كما أكد البنتاغون في بيان له أن "ما تعرضت له قواتنا في الأردن، يعدّ تصعيداً خطيراً للتوترات".

وصرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأنه غاضب وآسف لهذا الهجوم، وقال: "أنا والرئيس لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية، وسوف نتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا".

المقاومة العراقية تعلن مسؤوليتها عن الهجوم على البرج 22

في بيان لها، أعلنت المقاومة الإسلامية العراقية مسؤوليتها عن الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن، وقالت المقاومة الإسلامية في العراق في هذا البيان: "نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية في الأردن".

كما أعلن مسؤول في المقاومة الإسلامية العراقية، أنه إذا استمرت أمريكا في دعم الکيان الإسرائيلي، فإن هذه الهجمات سوف تشتد، وحسب هذا المسؤول في المقاومة الإسلامية العراقية، فإن جميع المصالح الأمريكية في المنطقة هي أهداف مشروعة.

وأضافت المقاومة الإسلامية في العراق أيضًا "نفّذنا خلال المئة يوم الماضية 178 هجومًا بطائرات مسيرة وصواريخ في العراق وسوريا والأراضي المحتلة".

ويعدّ "البرج 22" واحداً من عشرات القواعد الأمريكية الموجودة في المنطقة، والتي تستخدم لمراقبة تحركات جماعات المقاومة، وخاصةً في سوريا والعراق.

وحسب رشا تودي، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية، فإن البرج 22 يقع داخل الأردن، وعلى مقربة من مخيم الركبان للاجئين السوريين وقاعدة التنف، ولا يُعرف سوى القليل عن هذه القاعدة الاستراتيجية، لكنها تضم ​​عددًا صغيرًا من الجنود الأمريكيين، كما أنه من غير الواضح بالضبط عدد الجنود الأمريكيين الموجودين في البرج 22، ونوع الأسلحة والدفاعات الجوية الموجودة بداخله.

منذ بدء الحرب بين الکيان الصهيوني وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شهدت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا هجمات بطائرات دون طيار وصواريخ، وحسب مسؤولين في واشنطن، فقد تم تنفيذ أكثر من 150 هجوماً على المواقع الأمريكية في العراق وسوريا، وتبنت فصائل المقاومة العراقية مسؤولية هذه العمليات، لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها استهداف القوات الأمريكية في الأردن خلال الأشهر القليلة الماضية.

إن هذا الهجوم هو نتيجة للسياسات الخاطئة التي تنتهجها الحكومة الأمريكية، والتي من خلال دعمها للکيان الصهيوني، لم تصبح شريكةً للغزاة في غزة فحسب، بل وسعت نطاق الحرب في المنطقة من خلال المغامرة في البحر الأحمر.

ولطالما أعلنت فصائل المقاومة أن الدعم الأمريكي للکيان الإسرائيلي لن يبقى دون رد، ولن توقف عملياتها ما دامت الجرائم الصهيونية مستمرةً في غزة.

وإيران، التي تتهمها السلطات الأمريكية والغربية باستمرار بدعم عمليات فصائل المقاومة، رفضت مراراً وتكراراً هذا الادعاء، وذكرت أن السبب الرئيسي للتوتر هو جرائم الکيان الصهيوني في غزة، وإذا كان الغربيون لا يتطلعون إلى انتشار الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، فعليهم أن يجبروا الصهاينة على وقف الهجمات ضد غزة.

حرب الولايات المتحدة مع المقاومة العراقية

رغم تأثر الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات العراقية على المواقع الأمريكية بحرب غزة، إلا أن هذه الإجراءات ترتبط أيضاً بالوضع الداخلي في العراق.

بعد اغتيال قادة المقاومة في يناير/كانون الثاني 2020، طالبت جماعات المقاومة بانسحاب القوات الأمريكية من بلادها، وفي هذه السنوات الأربع دأبت على تنفيذ عمليات محدودة ضد القواعد الأمريكية، إلى أن اتسعت أبعاد حرب غزة، ولذلك، تحاول مجموعات الحشد الشعبي إطفاء النيران التي أشعلتها أمريكا والكيان الصهيوني ضدها في المنطقة.

وشهد الشهران الماضيان اشتباكات عديدة بين الجماعات العراقية والقوات الأمريكية، واستهدفت المقاتلات الأمريكية والطائرات دون طيار بعض مواقع فصائل المقاومة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المقاتلين العراقيين.

وكانت الجولة الأخيرة من تلك الهجمات قد نفذت الأسبوع الماضي، واستهدفت خلالها مقاتلات أمريكية قواعد الحشد الشعبي في هجمات منفصلة على محافظتي بابل والأنبار، حيث توعد قادة المقاومة أيضًا بالثأر لشهدائهم.

وقال أبو علي العسكري، ضابط الأمن في كتائب حزب الله العراقية، عن ذلك: "إن عملياتنا الجهادية ضد الغزاة الأمريكيين، ستستمر حتى يغادر آخر جندي لهم العراق".

كما أدت الهجمات الأمريكية على مواقع الجماعات العراقية، إلى رد فعل السلطات السياسية في البلاد، حيث أدان مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بشدة الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة على الأراضي العراقية.

وفي هذا البيان، اتهم السوداني أمريكا بأنها تعمل بتصميم واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق، ووصف السوداني هذا الهجوم بأنه عمل غير مقبول يقوض سنوات من التعاون بين الجانبين، وينتهك بشكل واضح سيادة العراق، ويؤجج تصعيد السلوك غير المسؤول.

وجاء في هذا البيان: "سنتعامل مع هذه العمليات على أنها عمل عدواني، وسنتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حياة وكرامة العراقيين على أرضهم".

کما أدان البرلمان العراقي، في بيان له الأسبوع الماضي، بشدة استمرار انتهاك السيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية مع الولايات المتحدة.

لقد حذّر قادة المقاومة دائماً من أن السبب الرئيسي لعدم الاستقرار وانعدام الأمن في العراق هو أمريكا نفسها، وأن السلام سيعود إلى هذا البلد مع رحيل المحتلين، وبالتالي، فإن الهجمات غير المسبوقة التي نفذوها في الأشهر الثلاثة الماضية، هي نتيجة لعدة سنوات من الاشمئزاز والاستياء من وجود الأمريكيين في العراق.

وكانت فصائل الحشد الشعبي، بما فيها النجباء وکتائب حزب الله العراقية، قد أعلنت في الأيام الأخيرة، أنها بدأت المرحلة الثانية من الهجوم على القواعد الأمريكية، والتي ستكون أكثر شمولاً من ذي قبل، وأظهر الهجوم الأخير أن المقاومة عازمة على نصرة الشعب الفلسطيني.

وطلبت هذه المجموعات من الحكومة العراقية إعداد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق في أسرع وقت ممكن، وأجريت مشاورات بين بغداد وواشنطن بهذا الخصوص، لكن وسائل إعلام أمريكية، أعلنت أن واشنطن لا تخطط لمغادرة العراق وسوريا في أي وقت قريب.

وكان الهجوم على المواقع الأمريكية في الأردن، بمثابة تحذير لقادة البيت الأبيض بأنه لا مكان آمن لهم في المنطقة بعد الآن، وأن عليهم التوقف عن شن الحروب، والخروج من الشرق الأوسط قبل فوات الأوان.

کما أن الدعم الواسع لجرائم الکيان الصهيوني في غزة، وما تلاه من هجمات متواصلة من قبل فصائل المقاومة على القوات الأمريكية في المنطقة، سيكون مكلفاً لإدارة بايدن، عشية الانتخابات الرئاسية لهذا البلد في تشرين الثاني/نوفمبر.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأربعة الماضية، أعربت قطاعات عديدة في الولايات المتحدة عن معارضتها لدعم الحكومة لـ "إسرائيل" في غزة.

وينتشر الاشمئزاز من السياسات الأمريكية تجاه قطاع غزة بشكل أكبر بين السود واللاتينيين، وقد قالوا إنهم لن يدعموا بايدن في الانتخابات المقبلة، وتراجعت نسبة تأييد بايدن إلى أقل من 40 في المئة بعد حرب غزة، ويشعر المسؤولون الديمقراطيون بقلق عميق إزاء ذلك.


رقم: 1113089

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/article/1113089/ضربة-عسكرية-موجعة-لأمريكا-المقاومة-تلقن-بايدن-درسا-لن-ينساه

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com