هل اقترب وقف إطلاق النار في غزة؟
موقع الوقت , 18 كانون الثاني 2024 11:56
اسلام تايمز (فلسطين) - ربما الساعات المقبلة حاسمة للغاية وستشهد انفتاحا كبيرا على صعيد وقف إطلاق النار في غزة وأيضا على مستوى العلاقات بين حركتي فتح وحماس.
وقد أشارت بعض المصادر الفلسطينية إلى تحركات مصر الجديدة التي ستبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة فيما يتعلق بفلسطين، وستكون الحرب الحالية في غزة على رأسها، الحرب التي دخلت شهرها الرابع، كما أن القاهرة ستدعو حركتي حماس والجهاد الإسلامي لزيارة مصر خلال الأيام المقبلة لبحث قضية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع الحديث أن مصر حصلت على الضوء الأخضر من الكيان الصهيوني للتوسط في صفقة التبادل الجديدة للأسرى، وذلك في ظل موقف حماس القائل بأن الاتفاق على تبادل الأسرى الجدد لا يمكن تحقيقه إلا بالوقف الكامل للحرب على غزة.
ساعاتٌ حاسمة
حسب المصادر، إن مصر ستدعو حركة فتح لزيارة القاهرة لبحث القضية الفلسطينية المتعلقة بالمصالحة ومستقبل غزة، وإنّ الساعات المقبلة ستكون حاسمة للغاية وستشهد انفتاحًا كبيرًا على مجال وقف إطلاق النار والحرب في غزة، وكذلك على مستوى العلاقات بين فتح وحماس، وقالت مصادر فلسطينية إن القاهرة أعدت المبادرة والخطة الجديدة وستعرضها على الأطراف الفلسطينية لدراستها، وذلك على الرغم من أن الفصائل الفلسطينية عارضت، الخميس الماضي، أي اتفاق أو تبادل للأسرى مع الكيان الصهيوني باستثناء الوقف الكامل لحرب غزة.
في الأيام الماضية، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تدمير المقاومة الفلسطينية نحو ألف آلية إسرائيلية منذ انطلاق العدوان على قطاع غزة، متحدثا عن استمرار المقاومة في مواجهة جنود الاحتلال بعد أكثر من ثلاثة أشهر من العدوان، مشيرًا إلى نشر كتائب القسام لصور تثبت استهدافها لقوات الاحتلال ومركباتها، مُبرزًا هذا الإنجاز الواضح في التصدي للتحديات الصعبة على الأرض، وفيما يتعلق بتصريحات أبو عبيدة، أكد أن أولوية المقاومة تكمن في "وقف العدوان على شعبنا"، مع التأكيد على استمرار المقاومة حتى تحقيق وقف كامل للعدوان على الشعب الفلسطيني، رغم ذلك، أشار إلى عدم التراجع عن مواصلة المقاومة حتى تحقيق هذا الهدف الأساسي، كما أكد على صمود الشعب الفلسطيني وقوات المقاومة في مواجهة الاحتلال، مُعلِنًا أنهم وجهوا "ضربة القرن" للعدو، وأشار إلى تحقيق المقاومة لنجاحات كبيرة في معركة طوفان الأقصى، مُؤكدًا استمرار النضال لعقود قادمة، وخاصة في إطار معركة طوفان الأقصى، التي وصفها بأنها جزء من التضحيات الكبيرة من أجل الشعب الفلسطيني.
وهذا يدل على استمرار المقاومة في القتال والاستعداد، فالحقوق لا يمكن تحقيقها إلا من خلال النضال المستمر، وفيما يتعلق بمواقف المجتمع الدولي، بات تقسيمه بين مجرم ظالم ومتفرج عاجز تجاه المجازر الإسرائيلية في غزة واضحا ، مع ضرورة أن يتحمل العالم المسؤولية في مواجهة هذا الوضع الإنساني الصعب، وتزامناً مع ذلك، نظمت مظاهرات حاشدة في فلسطين المحتلة، شارك فيها آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية واستعادة المحتجزين في قطاع غزة بأسرع وقت، وشارك عشرات الآلاف في المسيرة، حيث رفع المشاركون لافتات تحمل صور وأسماء المحتجزين، ورددوا شعار "جميعًا الآن، الآن"، معبرين عن ضرورة تحرك الحكومة بسرعة للعمل على إطلاق سراح المحتجزين بشكل جماعي، وتأتي هذه المظاهرات في إطار حشود إسرائيلية تطالب بتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وتعكس مستوى الاهتمام والتوتر في الوضع نتيجة للتطورات الحالية، وأفادت وسائل الإعلام بأن المسيرة، التي بدأت في تل أبيب، وصلت إلى منطقة المقار الحكومية في القدس المحتلة، حيث تمتد مقرات رئاسة الحكومة والكنيست ومكاتب الوزارات، بدأت المسيرة بعدد قليل من المتظاهرين من مدن وبلدات غلاف قطاع غزة، ولكن مع وصولها إلى القدس المحتلة، انضم إليها الآلاف من المحتجين، ما أعطى لها حجمًا كبيرًا وتنوعًا جغرافيًا في التمثيل، وتمت المسيرة بمشاركة عائلات الأسرى الإسرائيليين، حيث قامت بتوقفات في مدن وبلدات مختلفة بهدف جمع دعم أكبر لمطالبها.
وضغط المتظاهرون على الحكومة لإبرام صفقة تبادل تشمل جميع المحتجزين، ويشعرون بقلق بشأن إمكانية حدوث ضرر للمحتجزين الآخرين، يأتي هذا الطلب في سياق مخاوف تكوّنت بعد حادثة مؤلمة للإسرائيليين حدثت مؤخرًا، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة من المحتجزين في حي الشجاعية بمدينة غزة، وحسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية، يتواجد نحو 130 إسرائيليًا محتجزًا لدى المقاومة الفلسطينية، ما يزيد من التوتر والضغوط لإطلاق سراحهم، وفي هذا السياق، هددت حكومة بنيامين نتنياهو بتصعيد الضغط العسكري بهدف الحصول على تنازلات في قضية المحتجزين، وفي ردها، أكدت المقاومة أنها لن تشارك في أي مفاوضات ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل نهائي.
تحديات إسرائيليّة متزايدة
تُسلط هذه التطورات الضوء على تصاعد التحديات الإسرائيلية وتوتر الوضع، حيث تتجاوز الخلافات الحالية لتشمل مسائل أوسع تتعلق بحقوق الأسرى واستمرار العنف في المنطقة، وفي ضوء تصريحات المقاومة، يظهر أن وقف العدوان الإسرائيلي يعتبر شرطًا أساسيًا للمشاركة في أي جهود تفاوضية، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تظهر الثقة الكافية حاليًا لرفض أي صفقة لا تؤدي إلى تحقيق النصر المباشر في النزاع الحالي الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد أدلى المستشار السابق، مئير بن شبات، بتصريحاته في مقال نُشرت يوم أمس بواسطة هيئة تحرير الصحيفة تحت عنوان "لهذا لن تفرج حماس عن الرهائن"، في هذا المقال، قام بتحليل التحولات التي طرأت على الموقف منذ وقت الهدنة في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أشار إلى رفض حماس عروض الهدنة وتبادل الأسرى، مؤكدًا على تمسكها بعدم التفاوض إلا بعد تحقيق وقف كامل لإطلاق النار.
وعلى هذا، إن ثقة حماس قد تكون مبنية على أساس أن قراءتهم للوضع قد تكون أدق بكثير من الإسرائيليين، وخاصة أن الظروف التي يواجهها جيش الدفاع الإسرائيلي قد أصبحت أكثر صعوبة، في حين تحسنت الأوضاع بالنسبة لمقاتلي حماس، وهذا يُشير إلى تعقيدات وتحسن في مستوى التنظيم والكفاءة لدى مقاتلي حماس، إضافة إلى أن "إسرائيل"، في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد تستخدم "قوة نارية أقل" كجزء من استعداداتها لتوغلات برية محتملة في قطاع غزة، وتُظهر هذه الخطوة أن تل أبيب قد تقوم بتحضيراتها باستخدام تكتيكات أكثر حذرًا، ما يعطي حماس فرصًا أكبر لتنفيذ هجمات وكمائن ضد القوات الإسرائيلية ريثما تتم الهدنة الدائمة.
وتسعى قيادة الحركة جاهدة لوقف العدوان بشكل كامل وليس مؤقتًا، وتعرب عن رغبة الشعب الفلسطيني في وقف العدوان فورًا، وعدم الاكتفاء بتهدئة مؤقتة، ويسعى الشعب إلى التحرك نحو وقف العدوان والإرهاب بشكل دائم، وبالفعل لا يمكن البدء في أي مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان على قطاع غزة، ويُجدد بذلك التأكيد على موقف حماس الثابت بضرورة وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي قبل البدء في أي محادثات، وخاصة أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضتا اقتراحًا مصريًا يتعلق بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، ويظهر هذا التطور عدم التوافق بين الأطراف المعنية حتى اللحظة بشأن شروط وقف التصعيد والشروط المرتبطة بالمفاوضات.
الخلاصة، تتزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو من قبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة وعلى جيشه من قبل المتظاهرين، وتواجه انتقادات واسعة بعد الأحداث الأخيرة التي أدت إلى مقتل عدد من المحتجزين، مع وجود توتر في أعلى المستويات السياسية والأمنية في الكيان الإسرائيلي بشأن قضية المحتجزين، والدليل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمنع وزير الدفاع يوآف غالانت من إجراء مباحثات فردية مع رئيس جهاز الموساد حول هذا الموضوع، ويشير ذلك إلى وجود اختلاف وتوتر داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع قضية المحتجزين وسبل التفاوض حولها، وإنّ حماس قد توصلت إلى هدنة مع الكيان في وقت سابق، وقد استفادت منها لإطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب في قطاع غزة، وتم التوصل إلى هذه الصفقة بوساطة دولة قطر وبالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.
رقم: 1109914