QR CodeQR Code

بدء العد العكسي لانسحاب ‘‘إسرائيل‘‘ من غزة

موقع الوقت , 2 كانون الثاني 2024 09:31

اسلام تايمز (فلسطين) - في تحليله اليومي للتطورات الميدانية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قدّم الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، قراءة دقيقة حيث توقع انسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي تشهد قتالًا عنيفًا، وأشار اللواء الدويري إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت مدينة غزة في الأسبوع الأول من المعركة البرية.


وبعد مضي 60 يومًا من هذه المعركة، شهدت منطقة الشيخ عجلين عودة قوية إلى الأضواء من خلال ثلاث عمليات نوعية نفذتها قوات المقاومة، وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقت سابق، استهداف قوة إسرائيلية راجلة داخل مبنى في منطقة الشيخ عجلين باستخدام قذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات، وأوضحت الكتائب أن مقاتليها نفذوا عمليات قنص باستخدام سلاح "إم-99" الثقيل، حيث قاموا بإصابة جندي وتنفيذ عمليات قنص في نفس المنطقة، مع تطورات تقصر من عمر قوات الاحتلال في غزة وتفعهم للانسحاب منها.

الكيان وعدم القدرة على استمرار الحرب

لا شك أن سلاح "إم-99" هو بندقية صينية يبلغ مداها 1540 مترًا، وتتمتع بقدرة تسديد تصل إلى 1600 متر بضعف سرعة الصوت، تعتبر هذه البندقية قادرة على اختراق الآليات، وتتميز بدرجة عالية من الإصابة، حيث يبلغ مخزنها 5 طلقات، وأشار الدويري إلى أن هذا السلاح يمثل إضافة قوية إلى ترسانة الأسلحة المحلية المتاحة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة الشيخ رضوان، قدم الخبير العسكري تقييماً لارتباك جيش الاحتلال في إدارة المعركة في هذه الجبهة، متوقعًا أن يضطر إلى إخلاء المنطقة في الأيام القليلة المقبلة بسبب الخسائر الكبيرة التي مني بها هناك.

وحسب الدويري إن جيش الاحتلال يبدو في حالة انكفاء، وقد يتجه نحو الانسحاب من المناطق والأحياء التي تشهد قتالًا عنيفًا في غزة، كما هو الحال في جبل الريس والتفاح والدرج، وشدد على أن مصير هذه المعارك يتشابه مع تلك التي جرت في مخيم جباليا والشجاعية، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية تتجه نحو فترة انكفاء وانسحاب من هذه المناطق الحيوية، كما أن القتال لا يزال في أعنف مراحله في مناطق الشمال، حيث على الرغم من تسوية الوضع في بيت حانون على الأرض، إلا أن جيش الاحتلال يستمر في استهدافها بوساطة الطائرات، وفي جنوب قطاع غزة، تحدث عن معارك حادة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، الذي يتكبد خسائر حقيقية في هذه المنطقة، وأشار إلى أن الاحتلال قد سحب جزءًا من قواته من جنوب قطاع غزة وأعادها إلى المناطق الوسطى والجنوبية.

وفي ظل التطورات في خان يونس، التي أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وجود تركيز عسكري عليها، وقدم تفاصيل حول تحركات قوات الاحتلال في هذه المنطقة الواسعة، مسلطًا الضوء على أحدث المستجدات العسكرية في هذا السياق، تتناول القنوات والمواقع أيضًا التطورات الحاصلة في رفح جنوب القطاع الفلسطيني، حيث إن هذه المنطقة تتعرض لعمليات قصف إسرائيلي ممنهج، على الرغم من أنها يُزعم أنها منطقة آمنة ومستقرة وفقًا للادعاء الإسرائيلي، كما أن إعلان جيش الاحتلال عن سحب 5 ألوية من القوات المنتشرة في قطاع غزة يعكس تراجع احتمالات تحقيق أهدافه التي أعلنها في بداية الحرب.

وفي هذا الصدد، إن التقييم الميداني لهذا القرار يتطلب معرفة المزيد حول طبيعة وحجم هذه الألوية التي سيتم سحبها، سواء كانت ألوية قتالية أم ألوية دعم، ومع ذلك، إن هذا القرار يعزز الاحتمالية التي تشير إلى اقتراب توقف هذه العملية العسكرية، كما أن سحب الألوية من ميدان الحرب يعني أن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب قد يعني استمرار القتال بطرق وتكتيكات مختلفة، وأوضح مراقبون أن سحب 5 ألوية يُعادل إعادة 120 ألف فرد على الأقل، ولكن ليسوا جميعهم مقاتلين، حيث يحتاج كل فرد مقاتل إلى عدد يصل إلى 9 أفراد لخدمته، على غرار تكوين الجيش الأميركي.

وبغض النظر عن نوعية الألوية، فإن هذا القرار يعني تأكيدًا على أن "إسرائيل" لم تعد قادرة على مواصلة الحرب لا عسكريًا ولا اقتصاديًا، خصوصًا أن قوات الاحتياط تتشكل من أشخاص يمثلون عصب الاقتصاد الإسرائيلي، وحتى في حال استمرار تل أبيب في الحرب، يشير الدويري إلى أنها ستنحصر في المناطق العازلة التي يتحدث عنها، ويؤكد خبراء أن جميع المعطيات تشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستظل قوية ولن تتخلى عن سلاحها، كما أعلن نتنياهو.

حماس مستعدة لكل السيناريوهات

لا شك أن جيش الاحتلال "يدرك أن تدمير حركة "حماس" في قطاع غزة لن يتم في غضون أشهر قليلة ولا غيرها، نظرًا لاستعداداتها التي قامت بها على مدى السنوات الماضية"، وأكد الإعلام العبري مرارا على قوة وتسليح حماس، مشيرًا إلى أن الجيش "مندهش" من ذلك، مع وجود مهلة ضمنية أمريكية لإنهاء الحرب "في نهاية ديسمبر الحالي أو حتى نهاية يناير المقبل"، مع التأكيد على أهمية تقدم الأمور بشكل إيجابي، وفي سياق متصل، يصر المسؤولون الإسرائيليون على استمرار الحرب بهدف إنهاء حكم "حماس" في غزة، والقضاء على قدراتها العسكرية، ورغم التصاعد المستمر للضغوط، يلاحظ المحللون أن حماس تظل تحتفظ بقدراتها العسكرية وتواصل مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي.

ويتعلق الأمر بتطور قدرات حماس، حيث تشير التقارير إلى وجود "مئات الآلاف من الأسلحة، بما في ذلك قذائف آر بي جي، وقد أظهرت هذه الأخيرة كفاءة كبيرة في الميدان، ولديهم أيضًا قاذفات صواريخ متقدمة، وطائرات بدون طيار متفجرة، وطائرات بدون طيار هجومية"، ويُبرز المحللون أن هذه القدرات تشمل أيضًا نماذج متطورة من الطائرات بدون طيار، مما يعكس تقدمًا في تكنولوجيا الدفاع والهجوم لديها، وبالفعل مقاتلو حماس يمتلكون تشكيلة واسعة من الأسلحة والتجهيزات، من بينها الرشاشات، وبنادق الكلاشينكوف، وبنادق القنص من نوع دراغونوف، وأجهزة الاتصال المتقدمة، وعبوات ناسفة بمعايير وأحجام مختلفة، إضافة إلى كميات هائلة من الأسلحة والقدرات العسكرية، فيما يتعلق بالتوغل الشمالي للقطاع وخاصة في بيت حانون، فإن المعارك الشديدة تشير إلى أن تحرير غزة من العدو سيتطلب وقتاً طويلاً، خاصة أن هذا ليس المكان الذي تتواجد فيه أقوى قوات حماس.

أما في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، وتحديداً في معركة الشجاعية، فإن حماس نشرت قواتها هناك بشكل قوي، وقال ضابط كبير في لواء النخبة "غولاني" إن حماس قد نشرت أقوى كتيبة لها في هذا الحي، حيث يرتبط المقاتلون الذين وُلدوا ونشأوا في هذا الحي بمكانه، ولن يهربوا، ومن الناحية العملية، سيحتاجون إلى حوالي 6 أشهر لإبادة الشجاعية بالكامل، وهي معلومة أوردها الضابط، ومنذ 27 أكتوبر الماضي، بدأت العصابات الإسرائيلية عملية توغل بري في شمال القطاع، وامتدت لاحقاً إلى جنوبه، وسط مقاومة شرسة من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، أسفرت هذه المعارك عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

في النهاية، بولا جرائم الكيان لما شاهدنا تفاصيل 7 أكتوبر، ومنذ ذلك اليوم أخبرهم حماس أنكم مهزومون وإن جرائمكم بحق الأبرياء لا يعني أنكم انتصرتم، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة في قطاع غزة، حيث وصلت حصيلة الضحايا إلى 51 ألفا،وأرقان كبيرة للغاية من الجرحي قارب حدوود 80 ألفا، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلقت هذه الحملة دمارًا هائلًا في البنية التحتية للمنطقة، وأدت إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وفقًا للمصادر الفلسطينية والأمم المتحدة، لكن المقاومة صفعت الاحتلال أمام العالم ولقنته درسا لا ينسى في غزة.


رقم: 1106399

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/article/1106399/بدء-العد-العكسي-لانسحاب-إسرائيل-غزة

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com