‘‘إسرائيل‘‘ خالية الوفاض بعد شهرين من الحرب في غزة
موقع الوقت , 12 كانون الأول 2023 09:28
اسلام تايمز (فلسطين المحتلة) - قبل شهرين وقف "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء الكيان الصهيوني المثير للجدل أمام كاميرات الصحفيين وهدد بأننا سنحول غزة قريباً إلى ساحة انتظار للسيارات رداً على هجمة قوات حماس بعملية طوفان الأقصى جنوب الأراضي المحتلة، في الواقع، كانت توقعات نتنياهو هي أنه من خلال مهاجمة غزة، ستُهزم حماس قريباً وسيتمكن الجيش الصهيوني من السيطرة الكاملة على قطاع غزة.
والآن بعد مرور أكثر من شهرين على الحرب والقصف على غزة، لم يتمكن الصهاينة بعد من السيطرة الكاملة على قطاع غزة، لكن لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على هزيمة حماس في هذه الحرب، إن استمرار الحرب في غزة منذ أكثر من شهرين جعل الكثيرين يفكرون في أن نتيجة الحرب ستكون على حساب تل أبيب، كما يعترف العديد من الخبراء داخل تل أبيب وخارجها بهذا الفشل.
ويبدو أنه بعد شهرين من القتال في غزة، فإن أهداف تل أبيب في الحرب لم تتحقق بعد، ومن ناحية أخرى، تزايدت الضغوط لوقف الحرب في غزة، إن النداءات العالمية التي تطالب بإنهاء الحرب في غزة تتزايد، وحتى الولايات المتحدة، على الرغم من علاقاتها العميقة ب"إسرائيل"، تشعر بوضوح بالقلق إزاء استمرار الحرب، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد طلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن حتى الحليف التقليدي لتل أبيب، بريطانيا، امتنع عن التصويت ولم يرفض الطلب، إن مثل هذا النهج يرجع في المقام الأول إلى ضغوط الرأي العام في الدول الغربية لوقف الحرب، وقد تسبب استمرار الحرب في غزة في تكلفة سياسية كبيرة للحكومات الغربية.
قصف جوي فاشل
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل أكثر من شهرين، قامت "إسرائيل" بغزو شمال غزة بنحو 400 ألف جندي من الجيش وواجهت هذه المنطقة الصغيرة بواحدة من أعنف عمليات القصف في التاريخ. ونتيجة لهذا القصف، غادر ما يقرب من مليوني شخص منازلهم، ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد لقي أكثر من 15 ألف مدني (بما في ذلك نحو 6000 طفل و5000 امرأة) حتفهم في هذه الهجمات، وقد قدرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الخسائر الفعلية في غزة ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، وقصفت "إسرائيل" المستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس ودمرت نحو نصف المباني في شمال غزة، لقد قطع الصهاينة تقريباً كل إمدادت المياه والغذاء والكهرباء في غزة عن سكان هذا القطاع المكتظ بالسكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وبكل الأحوال، فإن هذا الإجراء يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي ضد المدنيين وجريمة حرب واضحة، ومن وجهة النظر هذه، فإن الإنجاز الذي حققته "إسرائيل" في قصف غزة لم يجلب سوى جريمة حرب إلى تل أبيب.
مسيرة بلا هدف إلى جنوب غزة
وحتى الآن، ومع تقدم المزيد من القوات الإسرائيلية في جنوب غزة، فإن الهدف الدقيق لهذا الهجوم الإسرائيلي ليس واضحا تماما، ورغم ادعاء السلطات الإسرائيلية بأنها تستهدف حماس، إلا أن هجمات حماس على الأراضي المحتلة مستمرة، ويشير استمرار هذه الهجمات إلى أن الصهاينة لم يتمكنوا حتى الآن من إضعاف القوة العسكرية والهجومية لحركة حماس المقاومة في غزة، وتشير مجلة "فورين أفايرز" الأمريكية في تقرير لها إلى أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن النهج الإسرائيلي في غزة محكوم عليه بالفشل، كما أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة قد فشلت، ووفقاً لهذا التقرير، فإن القصف المكثف لم يقنع بعد المدنيين الذين يعيشون في غزة بالتوقف عن دعم حماس، بل على العكس من ذلك، لم تؤد هذه الهجمات والتفجيرات إلا إلى زيادة الغضب بين الفلسطينيين ضد "إسرائيل"، إن أكثر من 63 يوماً من الحرب تثبت أنه حتى لو تمكنت "إسرائيل" من تدمير قطاع غزة بالكامل، فإنها لن تتمكن من تدمير حماس، والحقيقة أن هذه الجماعة ربما أصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى، وقد أدى الهجوم الإسرائيلي الضخم على قطاع غزة إلى زيادة نفوذ حماس ومكانتها بين الفلسطينيين، ويظهر التاريخ أن القصف المكثف للمناطق المدنية لا يحقق أهدافه أبداً، والآن أظهرت غزة أنه حتى مع القصف المكثف، لا تزال هناك مجموعات فلسطينية أكثر تصميماً على استعداد للقتال ضد الصهاينة، وقال نير دوفاري، المراسل العسكري لشبكة "كان إسرائيل"، مؤخرا، إن حركة حماس لم تختف، وإن "إسرائيل" فشلت في القضاء على مسؤولي هذه الحركة، الذين أعلنتهم أهدافا لعملياتها.
استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها القنابل الفوسفورية على نطاق واسع خلال الحرب العالمية والحروب اللاحقة، سواء على أهل الفلوجة في العراق عام 2004 على يد الجيش الأمريكي، أو على الحوثيين اليمنيين على يد الجيش السعودي، وشعب لبنان في حرب الـ 33 يومًا، وكذلك شعب أفغانستان وفيتنام من بين الضحايا الآخرين لاستخدام الفوسفور الأبيض.
وذلك على الرغم من أن القنبلة الفوسفورية تندرج ضمن فئة "أسلحة الدمار الشامل"، ووفقاً لاتفاقية جنيف لعام 1980، لا ينبغي استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح في المناطق المدنية.
وبما أن الدخان الناتج عن القنبلة الفوسفورية يستخدم لأشياء مثل الاختباء والتمويه أو إخفاء الأنشطة والتحركات العسكرية أو تحديد منطقة ما وهذه القضايا ليست محظورة من وجهة نظر القانون الدولي، فإن المحور العبري الغربي يبرر استخدام الأسلحة لهذه الأمور، ويتم التبرير بهذه الأسباب بينما هدفهم الأساسي هو الإبادة الجماعية وكسب الحرب بأي ثمن.
رقم: 1102080