إلى أي مدى يمكن للمدن الصناعية أن تساعد الاقتصاد الأذربيجاني في ظل انعدام سيادة القانون؟
موقع الوقت , 9 كانون الأول 2023 12:30
اسلام تايمز (آسيا) - انعدام سيادة القانون في البلاد و استمرار الشركات الحكومية في الاستيلاء على المركز الرئيسي في المناطق الصناعية في أذربيجان، و وجود مشاكل كثيرة يعاني منها اقتصاد البلاد ، تعتبر أهم الأسباب لانخفاض اهتمام المستثمرين الأجانب بأذربيجان.
كثيرا ماتحدث المسؤولون الحكوميون في جمهورية أذربيجان في السنوات الأخيرة، عن تأثير المناطق الصناعية على تنمية القطاع غير النفطي في هذا البلد. في السنوات السبع الماضية تم استثمار 5.6 مليارات مانات في هذا المجال في أذربيجان، وفي مقابل استثمار أكثر من 5 مليارات مانات، سيتم خلق ما يقارب لـ 38600 فرصة عمل، حتى الآن، تم تشغيل سبع مدن صناعية (في مناطق سومقايت، وبالاخاني، ومنغشور، وقراداغ، وبيرولاهي، وأغدام، وجبرائيل).
وفي النصف الأول من العام، بلغت حصة القطاع الخاص من المناطق الصناعية في القطاع غير النفطي في أذربيجان 16.5 % ، فيما وصلت صادرات المنتجات الصناعية غير النفطية إلى 20.7% ، وفي الأشهر التسعة من هذا العام، تم إنتاج ما مجموعه 2.3 مليار مانات من المنتجات في المؤسسات الصناعية، وقد تم تخصيص 31% منها فقط للتصدير.
من هم سكان المدن الصناعية في أذربيجان؟
تم وضع حجر الأساس لمجمع سومقاييت الصناعي الكيميائي في عام 2013، و حتى الآن استثمر السكان 5.4 مليارات مانات في هذه المدينة الصناعية، و في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، تم إنتاج منتجات بقيمة 2.1 مليار مانات في مجمع سومقاييت الصناعي الكيميائي، وتمكنت هذه المدينة الصناعية من تصدير حوالي 400 مليون دولار خلال العام، يبلغ عدد العمال هناك أكثر من 6 آلاف عامل، ومن بين 38 شركة مسجلة، هناك 23 شركة تعمل حاليًا، “SOCAR Polymer” و”SOCAR Urea Plant” و”Sumgait Technology Park” هي الشركات الرئيسية في مدينة سومجيت الصناعية الكيميائية.
فيما بدأ العمل في مدينة مينجيشوير الصناعية في عام 2015 إلا أنها لا تمتلك سوى شركة واحدة فقط، تم الإعلان عند افتتاح هذه المنطقة الصناعية عن إنشاء عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية فيها، لكن حتى الآن لم تبدأ أي مؤسسة في العمل باستثناء مصنع للنسيج.
وعلى الرغم من استثمار ما يقرب من 94 مليون دولار في مدينة مينجيشوير الصناعية، إلا أنها تمكنت من خلق فرص عمل لـ 750 شخصًا فقط.
كما في مدينة قاراداغ الصناعية فقد أنشا شركة واحدة فقط في مدينة قاراداغ الصناعية، الشركة الوحيدة في هذه المدينة الصناعية هي شركة باكو لصناعة السفن، حاليا، تم استثمار 490 مليون دولار هنا، ومن المقرر إنتاج وإصلاح السفن والمعدات ذات الحمولة الكبيرة والمتوسطة والثقيلة في مدينة قره داغ الصناعية و يعمل في هذه الشركة حوالي 2000 شخص.
تم استثمار 45 مليون دولار في مدينة بيرولاهي الصناعية، إلا أنه لا يوجد سوى أربعة سكان يقطنون المدينة، ومن المتوقع أن تقوم الشركات القائمة في المدينة الصناعية بإنتاج المحاقن والحفاضات والأدوية والمنتجات المختلفة بالإضافة إلى مربى الزعفران وعصير الليمون ويعمل 100 عامل في مدينة بيرولاهي الصناعية.
أما بالنسبة لمدينة بالاخاني الصناعية، فهي على عكس المدن الصناعية الأخرى، تقع تحت إدارة شهر باك ASC ، هذه المنطقة الصناعية مخصصة بشكل أساسي لشركات إعادة تدوير النفايات، حاليًا، تم تسجيل 25 شركة في مدينة بالاخاني الصناعية ويعمل هنا حوالي ألف شخص، حتى الآن، تم استثمار 52 مليون مانات في منطقة بالاخاني الصناعية من قبل شركة ASCحيث يتم تصدير 10% من المنتجات المنتجة في مدينة بالاخاني الصناعية إلى الخارج ويعد الورق أحد منتجات التصدير الرئيسية.
المدن الصناعية في كاراباخ
لا تزال المدن الصناعية التي تم إنشاؤها في المناطق المحررة بما في ذلك أغدام وجبريل، قيد الإنشاء، وقد تم حتى الآن استثمار حوالي 12 مليون مانات في مدينة أغدام الصناعية، تضم هذه المدينة 19 شركة محلية و6 شركات غير محلية، ويخطط هؤلاء المستثمرون لاستثمار أكثر من 176 مليون مانات وخلق أكثر من 1600 فرصة عمل دائمة، ومن المتوقع أن تبدأ أول شركة قيد الإنشاء في هذه البلدة عملها العام المقبل.
وقد تم استثمار ما يقارب 10 ملايين مانات في المدينة الصناعية في المنطقة الاقتصادية “درة أراز” بمساحة 200 هكتار، تضم هذه المنطقة الصناعية خمس شركات محلية وشركة واحدة غير محلية. يريد هؤلاء المستثمرون استثمار حوالي 33 مليون مانات في المدينة وخلق أكثر من 420 فرصة عمل دائمة، بدأت إحدى الشركات المسماة “أذربيجان لتأجير السيارات” العمل بالفعل.
آلية تطوير المدن الصناعية في أذربيجان
يتضح من المؤشرات أن شركة محلية واحدة فقط في بعض المدن يمكنها أن تقوم بتنشيط الصناعة في أذربيجان، فيما أن معظم الاستثمارات التي تتم في هذه المدن الصناعية تتم من قبل شركات مملوكة للدولة، في حين يعتبر الغرض الرئيسي من إنشاء مثل هذه المناطق هو تطوير القطاع الخاص وجذب رؤوس الأموال و الاستثمارات الأجنبية إلى هذا البلد، ولا ينبغي أن ننسى أن هناك امتيازات خاصة تُمنح لأصحاب المشاريع في المدن الصناعية، وتحتل الامتيازات الضريبية وامتيازات البنية التحتية مكانة رئيسية في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن الشركات المملوكة للدولة لا تزال تحتل المكانة الرئيسية في المناطق الصناعية في أذربيجان تشير إلى وجود عقبات كبيرة في مجال الصناعة في هذه البلاد.
و يعتبر واحد من الأسباب الرئيسية لانخفاض اهتمام المستثمرين الأجانب بأذربيجان هو عدم كفاية مستوى سيادة القانون في هذا البلد، من جهة أخرى فإن عدم استقلال السلطة القضائية هو أحد العوامل الرئيسية في تقليل ثقة المستثمرين الأجانب في أذربيجان، وفي “مؤشر الحرية الاقتصادية” الذي أعدته مؤسسة التراث، حصلت جمهورية أذربيجان على أدنى مرتبة (16 نقطة على نظام من 100 نقطة) في النظام القضائي.
يعد الافتقار إلى بيئة أعمال حرة وتنافسية أحد الأسباب الرئيسية الأخرى التي تساهم في انخفاض اهتمام المستثمرين الأجانب بأذربيجان، إن التوسع واسع النطاق لريادة الأعمال البيروقراطية في هذا البلد يخلق تضاربا في المصالح في القرارات الإدارية، لأن أصحاب القرار هم أيضا أصحاب شركات كبيرة ويسعون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة أكثر من مصالح السوق، في مثل هذه البيئة، ما هي القرارات الإدارية الفعالة أو الشركات التنافسية التي يمكن أن نتحدث عنها؟ وفي هذا الصدد، يعتقد الخبراء المستقلون أنه إذا لم يكن هناك سيادة القانون في جمهورية أذربيجان، وإذا لم يتم إنشاء بيئة أعمال حرة، فإن المناطق الصناعية، مثل المبادرات الأخرى، لن تساهم في التقدم الاقتصادي للبلاد.
رقم: 1101480