QR CodeQR Code

برلماني هولندي يدعو لتهجير الفلسطينيين.. غزة تزعج العنصريين

موقع الوقت , 30 تشرين الثاني 2023 09:41

اسلام تايمز (فلسطين) - أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية يوم السبت التصريحات "العنصرية" للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز، التي نفى فيها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ودعا إلى نقلهم إلى الأردن، جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة وتم نقله عبر وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، وكان فيلدرز، الذي يعتبر يمينيًا متطرفًا ويشتهر بآرائه المعادية للإسلام، قد أطلق مؤخرًا تصريحات نافية لحقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حقهم في إقامة دولة ذات سيادة، مع التشديد على إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة التصريحات التحريضية والعنصرية للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز، التي نفى فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصةً حقهم في تأسيس دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، ودعا إلى تهجيرهم إلى الأردن، وفقًا لبيان صادر عن الوزارة، أشار البيان إلى أن هذه التصريحات تُعد دعوة لتصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني، وتدخلا سافرا في شؤونه ومصيره.


عنصريّة مقيتة

بوضوح، أكدت الوزارة أن الشعب الفلسطيني قد أسقط تلك التصريحات والمواقف، مؤكدة على عمق صموده في أرضه، وتمسك قيادته بحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، كما أثبتت المواقف الأخوية الشجاعة والتاريخية للمملكة الأردنية من خلال رفض مثل هذه التصريحات، وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة التصريحات التحريضية والعنصرية للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز، وطالبت الحكومة الهولندية بـ"إدانة ورفض" هذه التصريحات، وفقًا للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراته، كما طالبت الحكومة بتحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه التصريحات المسيئة.

من جهة أخرى، قام وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بالاتصال بنظيرته الهولندية هانكي برونز سلوت لإدانة التصريحات العنصرية لفيلدرز، وقد وصف الأردن هذه التصريحات بأنها "عنصرية"، وأدان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بشدة التصريحات العنصرية للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز، التي أنكر فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتأكيد حقه في دولته المستقلة، وفي اتصال هاتفي مع نظيرته الهولندية، أكد الصفدي "إدانة الأردن ورفضه للمواقف العنصرية التي أعلنها فيلدرز، والتي تنم عن إشعار غير قابل للتصديق بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره على أرضه الوطنية"، وأضاف إن هذه المواقف العنصرية لا تحمل قيمة إيجابية أو أثراً بناء، بل تعبر عن ثقافة كراهية مقيتة.

ومن جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الهولندية سلوت "احترام بلادها لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين القائمة على الاحترام المتبادل، ودعمها لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل" في المنطقة، وأكد الوزيران على "الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة التي تجمع المملكتين والممتدة على مدى سبعين عاماً"، وفق البيان الأردني، وتأتي هذه التأكيدات بعد فوز حزب "الحرية" اليميني المتطرف بزعامة فيلدرز في الانتخابات التشريعية في هولندا.

تاريخ من التهجير الإسرائيلي

إن "إسرائيل" ومن يناصرها بعد فشل عمليتها البربرية لاستعادة السيطرة على قطاع غزة ومحاولة التغلب على حماس أصابهم الجنون الهيستيري، ولكن يشتد الجدل في فلسطين حول آثار ذلك، يُشير المحللون إلى أن الجذور العميقة لحماس في نفوس الفلسطينيين، وخاصة في غزة، وقد تجعل القضاء عليها أمرًا صعبًا، تتسارع المخاوف بشأن الآثار الإنسانية المحتملة للعملية في قطاع غزة، مع تحذيرات من الضغط المتزايد للتصرف بحذر للحفاظ على الظروف الإنسانية في القطاع، يثير هذا التحليل تساؤلات داخل الكيان وعلى الصعيدين الوطني والدولي حول مستقبل المنطقة في حال تحققت أهداف الحرب المحتملة، بمعنى محاولة تحقيق انهيار في حكم حماس في قطاع غزة.

وعلى الرغم من وابل الصواريخ والخسائر البشرية الذي سقط في الشهر الماضي، يشعر الفلسطينيون بأنهم يعيشون تجربة تشبه تلك التي مروا بها خلال تهجيرهم الأول، يدركون أن الولايات المتحدة والعنصريين في العالم يلعبون دورًا مسؤولًا في هذا الوضع، بالإضافة إلى الدول التي تقوم بتطبيع علاقاتها مع تل أبيب، يؤكدون على موقفهم قائلين: "حتى إذا تدخلت أمريكا أو إسرائيل أو أي دولة أخرى، سنبقى في منازلنا ولن نتركها".

يعيش العديد من الفلسطينيين تجارب التهجير من منازلهم وقراهم إلى قطاع غزة، الذي أصبح واحدًا من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، وشهدوا الحروب والمجازر الإسرائيلية، بما في ذلك حرب 1948، وحرب 1956، وحرب 1967، وحرب 1973، والصراعات بين الكيان الغاصب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وحوالي مليون فلسطيني، يمثلون نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت تحت الحكم البريطاني، تعرضوا للتشريد والتهجير، الكثير منهم نزحوا إلى الدول العربية المجاورة حيث يقيمون اليوم، هم وأحفادهم، وترفض تل أبيب الاعتراف بحقيقة طرد الفلسطينيين، وتزعم بأنها تعرضت لهجمات من خمس دول عربية بعد تأسيسها، فيما تشن "إسرائيل" قصفًا مكثفًا وتعهدت بمحاولة القضاء على حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، ردًا على هجوم مقاتليها الذي اقتحموا بلدات إسرائيلية قبل شهر، وأثناء هذا الصراع، تم الرد على جرائم الكيان بالرصاص، وعادوا إلى القطاع مع عشرات من الرهائن، ما يجعله أسوأ هجوم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بإبادة أحياء كاملة، وهذا ما يجعل موالي الكيان في صدمة عارمة.

والكيان الإسرائيلي وموالوه يصفون عملية التهجير الجماعي بأنها "لفتة إنسانية" تهدف إلى حماية السكان من الأذى، بينما في الوقت نفسه يعمل الكيان على محاولة القضاء على مقاتلي حماس، وتشير الأمم المتحدة إلى أن نقل عدد كبير من الأشخاص بأمان داخل الجيب المحاصر يمكن أن يسبب كارثة إنسانية، حيث إن عدداً كبيراً من سكان غزة، البالغ عددهم 2،3 مليون نسمة، قد غادروا منازلهم ولجؤوا إلى مناطق داخل القطاع، الذي يقع بين فلسطين ومصر ويمتد على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.

الخلاصة، قضية اللاجئين الفلسطينيين تعتبر واحدة من القضايا المعقدة والمثيرة للجدل في عملية "السلام" الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة، الفلسطينيون والدول العربية يصرون على أهمية أن يشمل أي اتفاق سلام حق عودة هؤلاء اللاجئين وأحفادهم، بينما ترفض قوات الاحتلال هذا الأمر بشكل دائم، والأهالي في غزة يعتقدون أن هناك مؤامرة أو محاولة من الولايات المتحدة و"إسرائيل" ومن معهم لتهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، على الرغم من عدم وجود أي دليل على أن مصر أو الأردن تعتزمان فتح أبوابهما للاجئين الفارين من غزة، ويؤكد أبناء غزة على قرارهم بالبقاء في القطاع ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي واحتلال الأراضي الفلسطينية بمقاومة دائمة ومستمرة، ويشجعون من قبل الشعوب الأخرى على مواصلة المقاومة بأي وسيلة ضد الاحتلال، مهما كان ثمن ذلك.


رقم: 1099232

رابط العنوان :
https://www.islamtimes.com/ar/article/1099232/برلماني-هولندي-يدعو-لتهجير-الفلسطينيين-غزة-تزعج-العنصريين

اسلام تايمز
  https://www.islamtimes.com