‘‘إسرائيلي‘‘ قتيل أفضل من ‘‘إسرائيلي‘‘ أسير
موقع الوقت , 30 تشرين الثاني 2023 09:02
اسلام تايمز (فلسطين المحتلة) - أثبت استخدام كيان الاحتلال لبروتوكول هانيبال تخبط جيش الاحتلال خلال المعارك مع حماس، البروتوكل الذي أخذ حيزاً كبيراً في العمليات الحربية التي شنها كيان الاحتلال على غزة بشهادات إسرائيلية مدنية و عسكرية، البروتوكول الذي يعتمد في جوهره على سياسة الأرض المحروقة، وينص على فتح النار العشوائي إذا تم أسر أحد الجنود بهدف قتل الآسرين والأسير معا، حيث يعتبر المسؤولون العسكريون أن اختطاف الجنود أمر إستراتيجي وليس تكتيكيا، ويحمل ثمنا باهظا للغاية يجب على "إسرائيل" دفعه من أجل إطلاق سراحهم.
في هذا السياق أقرت شاهدة إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي حاصر منزلًا يضم مقاتلين من "حماس" ومدنيين إسرائيليين خلال الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول الماضي، وأطلق جيش الاحتلال النيران الكثيفة عليه واستهدفه بالدبابات رغم وجود المدنيين، ما أدى إلى مقتل جميع من بداخله، فيما كانت الدعاية الاسرائيلية قد ادّعت أن فتاة تبلغ 12 عاماً تدعى ليل هتزروني، فقدت حياتها في هجوم "حماس" على كيبوتس (مستوطنة) في منطقة بئيري يوم 7 أكتوبر.
وادعت التقارير أن ليل نقلت بعد مقتل جدها "آفيا" إلى أحد مباني المستوطنة برفقة شقيقتها التوءم ياناي وخالتها أيالا، وتم قتلها مع أكثر من 10 أشخاص محتجزين هناك، وأن "حماس" أشعلت النار في المبنى.
ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، استغرقت عملية التعرف على ياناي من خلال الحمض النووي نحو أسبوعين، في حين تم التعرف على ليل، التي احترق جسدها بالكامل، بعد 6 أسابيع.
الأمن الإسرائيلي على علم بوجود مدنيين بالمنزل
فندت ياسمين بورات أكاذيب جيش الاحتلال الاسرائيلي من خلال التحدث عن تفاصيل يوم الحادثة إلى إذاعة “كان” الإسرائيلية الرسمية، حيث إنها كانت تحتجز في منزل الشقيقتين التوءم قبل إخراجها منه.
وأوضحت بورات أنها كانت تحتجز في منزل يتواجد فيه عناصر حماس، حيث كان المنزل محاصرا من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وبعد فترة قرر أحد عناصر حماس الاستسلام، حسب بورات التي قالت إن هذا العنصر أخذها وخرجا من المنزل.
وذكرت بورات أن قوات الأمن الإسرائيلية استجوبتها هي وعنصر حماس، وأشارت إلى أنه خلال استجوابها الذي دام ثلاث ساعات، قدمت للمسؤولين الإسرائيليين عدد المدنيين الذين كانوا في المنزل، وموقع احتجازهم داخله، وتفاصيل مما تذكرته عن المنزل.
وأكدت أن الاشتباكات كانت تتواصل أثناء استجوابها، وذكرت أنه بعد حوالي 4 ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، وصلت دبابة أمام المنزل حوالي الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي.
وأضافت: “قلت لنفسي، لماذا يطلقون النار على المنزل بالدبابات؟ سألت الناس بجواري لماذا يطلقون النار؟” فقالوا لي إنه يتم إطلاق النار لتدمير الجدران من أجل تطهير المنزل (من حماس)”
وأردفت: "أعلم أن الدبابة أطلقت قذيفتين"، مبينةً أنها توصلت إلى نفس النتيجة التي قالها صاحب المنزل هداس داغان، الذي أخبرها بأن الطفلة ليل كانت على قيد الحياة حتى وقوع الانفجارين الكبيرين اللذين حدثا بعد وصول الدبابات.
وتابعت: "قال لي صاحب المنزل داغان، الفتاة (ليل) لم تتوقف عن الصراخ، ثم توقفت ثم ساد صمت بعد قذيفتي الدبابة".
وأوضحت بورات قائلة: "إذن، ماذا نفهم من هذا؟ بعد إطلاق الدبابة قذيفتين مات الجميع تقريبا، على الأقل هذا ما أفهمه من حديثي مع هداس".
وعن مقتل ليل قالت: "إذا سألتني، أعتقد بناءً على ما حدث في المنازل الأخرى، أن (ليل) كانت محروقة بالكامل على ما يبدو".
ماهو بروتوكول هانيبال
"هانيبال" و(يسمى أيضا توجيه هانيبال)، هو بروتوكول عسكري مثير للجدل يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى، صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى، وبقي بروتوكولا سريا، حتى اعتماده في 2006، تختلف الآراء بشأن تسمية هذا البروتوكول العسكري باسم "هانيبال"، وبشأن من صاغ المصطلح تحديدا، فهناك من يرى أن المصطلح يطلق على الطريقة التي أنهى بها قائد قرطاج التاريخي "حنبعل برقا" حياته، حين اختار تسميم نفسه بدلا من الوقوع أسيرا في أيدي الرومان.
في حين يرى آخرون أن اسم النظام -الذي ظل سرا عسكريا حتى عام 2006- تم اختياره عشوائيا من قبل جهاز حاسوب تابع لجيش الاحتلال قبل نحو 3 عقود، وتم تطويره بواسطة 3 من كبار ضباط الجيش.
وأثار بروتوكول "هانيبال" جدلا واسعا في "إسرائيل"، إذ يصفه معارضوه بـ"الخيار الوحشي" الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم.
طبقت "إسرائيل" توجيه "هانيبال" في مناسبات عديدة منذ 1986، وكان التنفيذ الأكثر تدميرا في رفح عام 2014، ومن بين 11 إسرائيليا طُبق عليهم البروتوكول في 7 مناسبات، لم ينج سوى جندي واحد.
عاد مصطلح "بروتوكول هانيبال" إلى الظهور مجددا في عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واقتحمت خلالها مستوطنات غلاف غزة، وسيطرت على عدة مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال، وأسرت نحو 250 إسرائيليا بينهم عشرات الجنود والضباط، وهو ما رد عليه الاحتلال بقصف عنيف على غزة أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين.
ويعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الوحيد الذي يستخدم هذا الإجراء في العالم، رغم الانتقادات الداخلية المتكررة التي تطاله، وترى أنه لا يوفر الحماية لقواته في الميدان.
ولأكثر من عقد من الزمان، منعت أجهزة الرقابة العسكرية الصحفيين من الإبلاغ عن هذا البروتوكول، أو حتى مجرد مناقشة موضوعه، ولم يتم نشر النص الكامل للتوجيه قط، بدعوى أن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف معنويات الشعب الإسرائيلي.
وفي عام 2003، بدأ طبيب إسرائيلي سمع عن البرتوكول أثناء خدمته جنديا احتياطيا في لبنان، في الدعوة إلى إلغائه، ما أدى إلى رفع السرية عنه، ويُعتقد أن هناك نسختين مختلفتين من "توجيه هانيبال"، نسخة سرية مكتوبة غير متاحة إلا على أعلى المستويات في الجيش الإسرائيلي، والأخرى عبارة عن توجيه شفهي لقادة الفرق والمستويات الأدنى.
استخدام بروتوكول هانيبال في حرب 7 أكتوبر
قال الطيار العسكري الإسرائيلي نوف إيرز، إنه من المحتمل أن تكون القوات نفذت "بروتوكول هانيبال" خلال تعاملها مع هجوم "حماس" يوم 7 أكتوبر.
وفي تصريح لصحيفة "هآرتس"، أشار الطيار المقدم إيرز، إلى إمكانية تنفيذ القوات الإسرائيلية التي تدخلت للتعامل مع هجوم "حماس" بروتوكول هانيبال، الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو أدى ذلك إلى قتلهم.
وقال إيرز إنه "من غير المعروف ما إذا كانت الطائرات الحربية والمسيرات أطلقت النار على الرهائن حينما تعاملت مع الهجوم الذي شنته حماس".
وأضاف: "يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تنفيذه في مرحلة ما" يوم 7 أكتوبر.
وتابع: "لأنه عند اكتشاف حالة احتجاز رهائن، فهذا يستوجب هانيبال، علما أن مناورات هانيبال التي أجريناها طوال العشرين عامًا الماضية كانت تقتصر على مركبة واحدة تقل رهائن، أما ما رأيناه في (7 أكتوبر) فيعد بمثابة هانيبال واسع النطاق".
وحسب أنباء تناقلتها وسائل الإعلام عبرية، فقد تم فصل المقدم إيرز من الخدمة في 31 أكتوبر بعد أن انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن إيرز أقيل بعد أن عبر عن رأيه بشأن "قضايا سياسية" أثناء وجوده في الخدمة الفعلية.
وأظهر تقرير لـ"هآرتس"، أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين" وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس "رعيم" في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر.
وذكرت "هآرتس"، أن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن "مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضا بعض المشاركين في المهرجان (في إشارة إلى الإسرائيليين)".
وأوضحت أن التقييم الأمني "استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل".
نماذج أخرى من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي بروتوكول هانيبال مسبقاً
مارس/آذار 2016: دخل بروتوكول "هانيبال" حيز التنفيذ مدة نصف ساعة، حين اضطر جنديان إلى ترك مركبتهما بعد تعرضهما لهجوم في اقتحام مخيم قلنديا للاجئين، وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه استخدم هذا الإجراء بعد أن أدرك أن جنديا واحدا في عداد المفقودين.
أغسطس/آب 2014: استخدم عندما كان يُعتقد أن الملازم هدار غولدين قد تم أسره في رفح جنوب قطاع غزة، وأدى القصف العسكري الإسرائيلي العشوائي إلى مقتل ما بين 135 و200 مدني فلسطيني، من بينهم 75 طفلا، في غضون 3 ساعات، وفي النهاية، قرر الجيش أن الجندي كان ميتا بالفعل قبل تنفيذ البروتوكول.
يوليو/ تموز 2014: قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتفعيل "بروتوكول هانيبال" وأمرت بإطلاق نار مكثف عندما كان يُعتقد أن جنديا يدعى "غاي ليفي" في عداد المفقودين خلال معركة الشجاعية.
أكتوبر/تشرين الأول 2000: تم تفعيل "برتوكول هانيبال" حين أسر حزب الله 3 جنود إسرائيليين في منطقة مزارع شبعا التي تحتلها "إسرائيل"، وهم عدي عبطان وبنيامين أبراهام وعمر سويد، ونقلهم عبر خط وقف إطلاق النار إلى لبنان، وأطلقت مروحية هجومية إسرائيلية النار على 26 مركبة كانت مسافرة في المنطقة، ظنا منها أن الجنود المختطفين سيتم نقلهم إلى إحداها.
خلال حرب غزة (2008–2009): صدر الأمر حين أصيب جندي إسرائيلي بالرصاص على يد مقاتلي حماس أثناء تفتيش منزل في قطاع غزة، فتعرض المنزل للقصف في وقت لاحق لمنع أسر الجنود الجرحى أحياء.
يونيو/حزيران 2006: عندما أسرت حماس "جلعاد شاليط" في غارة عبر الحدود من غزة، وجاء الأمر متأخرا للغاية، ولم يمنع اختطافه، وفي نهاية المطاف، تمت مبادلته عام 2011، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا، وهو أعلى عدد أسرى تمت مبادلتهم مقابل أسير إسرائيلي واحد.
يوليو/تموز 2006: تم تفعيل "بروتوكول هانيبال" حين أسر مقاتلو حزب الله قرب قرية عيتا الشعب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية جنديين إسرائيليين (إيهود غولدفاسر، إلداد ريجيف)، وقُتل 3 جنود آخرون، وفي نهاية الأمر أعيدت جثة الجنود عام 2008 مقابل إطلاق سراح الأسير اللبناني نسيم نسر.
رقم: 1099224